
أطلق وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، يوم أمس بالعاصمة، عملية توزيع أزيد من 32 ألف وحدة سكنية عبر الوطن من مختلف الصيغ.
وجاءت العملية بالتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيد النصر، بحضور وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي و وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة ووالي الجزائر العاصمة و مدير وكالة “عدل”.
وتم في هذا الإطار، تسليم قرابة 7000 سكن بالعاصمة بكل من أحياء سيدي عبد الله وفايزي وبوسماعيل وبوينان ورغاية وسحاولة وأولاد فايت.
كما دعا من جهته، المدير العام للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل”، إلى ضرورة التنسيق أكثر مع مديرية متابعة المشاريع والمدريات الجهوية، كما أكد على صب أكثر قدر ممكن من شهادات التخصيص في هذه العملية المرتقبة، حيث ألح أن هذه العملية لا تشمل إلا السكنات التي بلغت فيها نسبة الأشغال 70 بالمائة، مشيرا غير ذلك تلغى شهادة التخصيص.
كما شدد المدير العام لوكالة عدل، على ضرورة المباشرة في التحضير لصب الشطر الثالث للمعنيين بالتخصيص حيث يكون أياما قليلة بعد صب شهادات التخصيص، ومن جهته، قدم كل من المدير العام المساعد المكلف بالاكتتاب والتسويق ومديرة الإعلام والإحصاء، عرضا عن الروتشات الأخيرة لعملية التخصيص، والمرتقب الإعلان عنها أواخر شهر مارس الجاري.
في حين أمر المدير العام بالإسراع في صب الشطر الرابع للمعنيين بعملية تسليم سكنات “عدل” شهر مارس الجاري، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالاكتتاب والتسويق.
وواصل بعدها للاستماع لعرض قدمه كل مدير جهوي عن سير الأشغال للمشاريع، حيث شدد زيتوني على احترام آجال تسليم السكنات، وعدم التسامح مع مؤسسات الإنجاز المتحايلة و المتقاعسة داعيا إلى وضعها في القائمة السوداء، كما وجه تعليمات صارمة للمدريين الجهويين إلى توجيه اعذار لأحد المؤسسات الإنجاز المناولة تقاعست في أشغال التهيئة الخارجية بأحد مشاريع بالعاصمة.
اتحاد المقاولين يطالب بمراجعة تسعيرة مشاريع البناء والأشغال العمومية
كشف رئيس الاتحاد الوطني للمقاولين سليم قاسمي، سعيه رفقة العديد من الشركاء في مجال أشغال البناء إلى تقديم طلب رسمي للحكومة لمراجعة أسعار المشاريع المتعلقة بالبناء والأشغال العمومية، بسبب الخسارة التي تطال المقاولين وشركات الإنجاز بفعل ارتفاع أسعار مواد البناء، مازاد من تكلفة الإنجاز لأكثر من الضعف.
وأكد نفس المتحدث، أن أسعار الحديد بلغت مستويات قياسية جديدة بانتقاله من 1200 دج إلى 1600 دج للقنطار بعدما كان قبل سنتين فقط 6500 دج للقنطار، وهذا ما شكل صدمة للمقاولين الذين وجدوا أنفسهم في سوق ملغمة لمواد البناء التي باتت أسعارها غير مستقرة، ما يصعب حسبه على الشركات المتخصصة في البناء تحديد أسعار المشاريع وتحقيق هامش الربح المعلن عنه في الصفقات العمومية والخاصة.
وعن أسباب ارتفاع أسعار الحديد، قال محدثنا إنها تتعلق بالدرجة الأولى بارتفاع تكاليف النقل البحري الذي تضاعف خلال الفترة الأخيرة إلى ستة أضعاف، ما ساهم في ارتفاع جميع أسعار المواد المستوردة، بالإضافة إلى ضعف الإنتاج الوطني الذي بات لا يغطي الاحتياج الداخلي للسوق، خاصة مع إطلاق الكثير من المشاريع العمومية في مجال السكن لاستكمال البرامج المتوقفة في برامج عدل ومختلف الصيغ الاجتماعية المدعمة، ما جعل الجزائر تعتمد بدرجة أكبر على الحديد المستورد.
وأكد المتحدث، إن ارتفاع أسعار الحديد ومختلف المواد المستعملة في البناء من شأنه أن يرهن مستقبل مشاريع البناء والأشغال العمومية، بسبب الخسارة التي يتعرض لها المقاولون، خاصة أن الكثير منهم يفضلون حاليا عدم اقتناء مواد البناء بالتسعيرة الحالية وينتظرون تراجع الأسعار لاستكمال إنجاز المشاريع وهذا ما يهدد بتأخر إنجازها وتسليمها في الوقت المحدد.
وبالنسبة لطلب الفاعلين في مجال البناء والأشغال العمومية المتعلق بمراجعة تسعيرات البناء، قال محدثنا إن الأمر سيخص في البداية المشاريع العمومية والخاصة المتعلقة بالأشغال العمومية، أين يجب تعويض المقاولين بشكل مستعجل عن فارق الأسعار لتفادي الخسارة وتجميد الأشغال، أما المشاريع المدعمة في مجال البناء بمختلف الصيغ على غرار عدل والترقوي المدعم والسكنات الاجتماعية وغيرها فالدولة هي من ستتكفل بفارق الأسعار لتعويض المقاولين، والأسعار المتفق عليها مع المواطنين سيتم الإبقاء عليها، عكس مشاريع البناء الخاصة التي ستشهد كلفتها ارتفاعا بسبب ارتفاع تكلفة الإنجاز جراء تزايد أسعار مختلف مواد البناء.
وبالنسبة لسيرورة عمل مشاريع البناء والأشغال العمومية في رمضان والتي عادة ما تتوقف، قال قاسمي إن تعليمة تم إرسالها لجميع ورشات البناء العمومية والخاصة تحدد توقيت العمل من بعد الفجر إلى منتصف النهار، تأقلما مع الصيام، خاصة أن رمضان هذا العام وفي السنوات القادمة سيأتي في فصل الربيع أين تنخفض درجات الحرارة مقارنة بفصل الصيف، غير أن العمل صباحا يبقى الأنسب والأكثر فعالية وهو ما تسعى مختلف الورشات لتطبيقه.