لك سيدتي

وجه يؤدي أغنية بلا كلمات

معركة الجمال عبر الزمن

كشفت دراسة أجراها باحثون في نيويورك أن للجمال وقعا خاصا على نفوس أفراد المجتمع وأنه العنصر الهام في حدوث الانطباع الأول والنظرة الأولى ونظرا ما للجمال من أهمية استمرت الأبحاث والدراسات والتجارب العلمية والطبية لسنوات عديدة قصد التواصل إلى الجمال الأمثل.

وبعد أن اقتصر الجمال كهبة من الخالق وحده أصبح من تطور العلم وتقدم التكنولوجيا هدية الإنسان للإنسان، فظهرت جراحة التجميل إلى جانب العلوم الطبية الأخرى وأصبح علم الجمال أو ما يعرف بالاستيتيك علما قائما بذاته وأمام النتائج المرضية انتشرت عمليا جراحة التجميل لتسكب مقدارا من السعادة في قلوب يئست من القبح والبشاعة والتشوه.

بوسع الطبيب جعل المرأة جميلة لكنه لا يضمن إعجاب الآخرين بها

 آلاف الأشخاص يعانون من تشوهات خلقية بسيطة قد سلموا وجوههم وأعناقهم لجراحي الجمال، وبما أن المرأة قد عرفت منذ الأزل بحرصها الشديد بحفاظها على جمالها لأنه عنوان الأنوثة ومفتاح الثقة بالنفس، كانت السباقة في إجراء هذا النوع من العمليات، ولم تعد تكتفي بإزالة التجاعيد التي تعتبر المؤشر الأول لعبت السنين بشباب الوجه واصفرار أوراق العمر ومحو البثور المشوهة لنعومة البشرة، بل إنه مع تقدم طب جراحة التجميل بادرت إلى محو السمات الورقية المميزة للعرق كان تفقد العيون اليابانية والصينية الجفون الملساء وتتحول إلى عيون غريبة ذات العيون المقلمة أو العكس صحيح، فالنساء الأوربيات يقدمن على تجعيد عيونهن علهن يحرزن على طابع الجمال الأسيوي. يقول أحد الجراحين المختصين في عمليات التجميل أن هدف معظم النساء هو الحصول على أنف مرفوع ووجنتين مشدودتين لأن شكلهن على هذه الصورة يبعث على الثقة بالنفس، والملاحظ أن بإمكان أي جراح إضفاء هذا الوجه على تقاسيم المرأة لكن تكمن العقبة في عدم استجابة المرأة لصورتها الجديدة الأمر الذي يؤدي بالكيرات إلى صدمة نفسية في حالة غياب الرضى.

هل بالقضاء على البضاعة الجسدية يمكن استئصال الشر المتأصل فيه؟

 إن عمليات التجميل لم تعد تقتصر على النساء فقط، بل زاحم الرجل الجنس اللطيف في معركة الجمال ومناهضة البشاعة وتسري قاعدة المضاعفات النفسية على كليهما، أي حتى الرجال يتذوقون طعم الغيبة في حال فشل الحصول على الصورة المرجوة من العملية، في المقابل إن العديد من جراحي التجميل لا يولون أهمية للمضاعفات النفسية التي قد تحصل عند فشل العمليات فهمهم الوحيد ينحصر في الربح فقط، لذلك هم ينفقون الآلاف من الدولارات على الإعلانات من أجل جلب أكبر عدد من الزبائن. وتجدر الإشارة إلى أن نفقات عمليات التجميل تتفاوت من عيادة لأخرى، وتقول إحدى السيدات الأمريكيات بأنها أنفقت حوالي نصف مليون دولا لإزالة بعض الملمترات البارزة من عظمة أنفها الذي أصيب بحادث دراجة في الصغر، وتضيف أنه رغم قيمة المبلغ إلا أن سعادتها تساوي مليون دولار وتضحك قائلة أيضا أنها الآن تمشي بين الناس بدون ارتباك لأن أنفها المرفوع قد حل محل أنفها المهمش. ومع تطور العلم ووسائله، توصل الإنسان إلى القضاء على البشاعة والتشوهات الجسدية وأن يصنع من القبيح أية في الجمال، لكن هل سيتمكن في يوم من الأيام الغوص في أعماق نفسه لاستئصال بشاعة الشر المتأصلة فيه منذ فجر الإنسانية؟ إذا نجحت عملية التطهير بالقدر الذي نتمناه فإن الجمال الحقيقي سيطفو على وجه الدنيا ولحينها لن نحتاج لأنف أو عين أو وجه أو فم اصطناعي.

بقلم: نـسرين. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى