تكنولوجيا

هل سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مع الدين وفروعه؟

بعد انفتاحه على كل العلوم والفنون

اخترق الذكاء الإصطناعي كل القطاعات دون استثناء وأصبح يُدلي بدلوه في كل المسائل والمواضيع المختلفة حتى تلك التي لها صلة بالعلوم لإسلامية، وهذا ما دفع بالمتخصصين في هذه العلوم، تمحيص النظر في العلاقات المتعددة بينها وبين الذكاء الإصطناعي، بعيدا عن التعصب والإنغلاق والإفراط في الدين، وإنما من باب الانفتاح على مختلف فروع المعرفة الشامولية، لإن التحديات المعاصرة تقتضي الولوج في عالم الذكاء الاصطناعي الذي أصبح دون مراء من أهم التقنيات التكنلوجية الحديثة ذات التأثير الشامل على مختلف الميادين، لدرجة محاكاة إلى حد كبير جدا الذكاء الإنساني. ورغم ذلك، لا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم الإسلامية محتشما وقليلا جدا مقارنة بالعلوم والفنون الأخرى التي خاضها، وأيضا مقارنة بالتطور المذهل الذي وصل إليه خبراء أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يُحتّم على العلماء والباحثين في العلوم الإسلامية مواجهة هذا التحدي التكنولوجي برؤى عصرية ونظرة متفتّحة قصد الاستفادة منه في إطار منهجي منضبط، ولن يكون ذلك إلا من خلال تطوير مشاريع تطبيقية وتصميم برامج تقنية في مجالات العلوم الإسلامية المختلفة، تحقيقا للتوازن بين الماضي والحاضر. وعليه، فإنّ البحث في سُبل توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات العلوم الإسلامية، وبشكل خاص تطبيقاته، من أهدافها محاولة الإجابة على جملة من الأسئلة، ولعل أهمها: هل العلوم الإسلامية عليها الإستعانة بالذكاء الاصطناعي لمواكبة مقتضيات التحديات المعاصرة وبالتالي الارتقاء بالعلوم الإسلامية؟ الشيء الأكيد أصبح ضروريا انفتاح العلوم الإسلامية على الذكاء الاصطناعي في عصر تقوده الثورة الرقمية.، وضرورة أيضا مد جسور التواصل بين الباحثين في العلوم الإسلامية والمتخصصين في أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل تبادل الخبرات وتحقيق التكامل المعرفي، وبالتالي إستفادة كلاهما من الآخر وإنتاج تناغم بين الدين والعلم، وكلاهما يهدفان للتطور والمعرفة.

بقلم: أحــمــد الــشامــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى