
بقلم: الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون (ستراسبورغ – فرنسا)
حرصا على غرس الروح الوطنية لأطفال الجالية الجزائرية بالمهجر قيم ومبادئ ثورة نوفمبر عن كابر والتي لا يحيد عنها أي جزائري، فكرت لجنة تحضير الإحتفالات بإحياء الذكرى (70) السبعين في تنظيم وإجراء مسابقة تاريخية ثقافية فنية لصالح أطفال أفراد الجالية الجزائرية الموجودين في منطقة الدائرة القنصلية الجزائرية العامة بستراسبورغ. حيث كانت حول تاريخ حركات المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة الأول من نوفمبر 1954 الجزائرية.
المسابقة الأولى تمثلت في مسابقة البحث التاريخي وتحرير مقال من (02) صفحتين أو (3) ثلاثة لفئة الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين (12 و)16 سنة، اما المسابقة الثانية لفن الرسم لفئة الأطفال ما بين سبعة (07) وإحدى عشرة (11) سنة.
هدف المسابقة
تهدف المسابقة التي تدخل ضمن الإحتفالات الوطنية التي أضحت مجال مفتوح متعدد الأبعاد، تتبارى فيه شريحة الأطفال المهتمة بتكريس مآثر ثورتنا المجيدة من خلال الحقل الأدبي والبحوث التاريخية، والتي كان الهدف الأساسي منها هو تعزيز الروابط بين الأجيال الجديدة من أبناء الجالية الجزائرية وبلدهم الأصلي، وتوفير فرصة للأطفال للتعرف على القيم التاريخية. التي حرصت القنصلية الجزائرية العامية بستراسبورغ. على إدراج هذا النوع من المسابقات وإرسائها ضمن النشاطات المحفزة لتجديد روح الذاكرة الوطنية التاريخية، على غرار سائر نشاطاتها في هذا الميدان. بحيث يحرص القائمون عليها بدل جهد كبير للدفع بالذاكرة الوطنية إلى مدار الإشعاع والإهتمام، لتعزيز أواصر الأمجاد التاريخية بترسيخ أبدي لرسالة نوفمبر 1954 الخالدة وشهدائها الأبرار ورجالاتها الأمجاد. في ظل مواصلة الرقي التي تشهده الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على درب الوفاء لشهداء الوطن الذين صنعوا النصر وفتحوا معه سجل إنتقالنا من نصر إلى نصر, بكل فخر واعتزاز.
مشاركة مشجعة
مسابقتين في غاية الأهمية إستقطبت عدد كبير من الجنسين بنات وذكور، ومشاركة واسعة بمواضيع ذات قيمة علمية وأدبية من حيث المضمون والصياغة. والتي إستقبلتها لجنة التحكيم المكونة من أعضاء فعاليات المجتمع العزيز لآفراد الجالية وطاقم القنصلية العامة، وعرفت مشاركة مشجعة للأطفال من الجنسين بنات وذكور.
المسابقة التاريخية
أفرزت نتائج المسابقة التاريخية على منح الجائزة الأولى للطالبة (بخروبة هند)، من أصول جزائرية مولودة ميلوز بالمهجر بفرنسا، أصيلة الأب من مدينة القرارم بولاية ميلة العتيقة ولأم من مدينة هيليوبوليس بولاية قالمة التاريخية شرق الجزائر، وسليلة عائلة بخروبة الثورية، عن مقالها التاريخي بعنون (رسالة إلى الشهداء) هذا مقطع مما جاء فيها:” في الأول من نوفمبر 1954، مرت حوالي 70 سنة على ذلك التاريخ، على الثورة الجزائرية. ماذا بقي من جنودنا الجزائريين الأعزاء الذين ضحوا بدمائهم ولحمهم من أجل حقوقنا وحريتنا؟ فماذا بقي من هذا الشعب المضطهد الذي كانت رغبته الوحيدة هي السلام بعيدا عن التمييز العرقي والثقافي والديني الذي فرضه المستعمرون الفرنسيون؟ ماذا بقي من هؤلاء الرجال والنساء الذين قاتلوا يداً بيد من أجل خير شعبهم؟ أولئك الذين تعرضوا للتعذيب؟ أي تراث لنا ممن لوحوا بالعلم الأخضر الأبيض مزينا بالهلال والنجم الأحمر على حساب حياتهم؟ أي ذكرى لدينا عن هؤلاء المقاتلين، الذين بإسم حرية أبنائهم، قبلت الإهانات؟ معركتهم هي قلب نصي. ضع الكلمات حيث ترك البعض حياتهم، هذا هو هدفي اليوم. إسمحوا لي، أيها القراء الأعزاء، أن آخذكم إلى معركة، وما زال إلى اليوم مكرمًا ومشرفًا: شعب الجزائر. بدأ كل شيء في عام 1830، عندما أستهدفت الإمبراطورية الإستعمارية الفرنسية الأراضي الجزائريون، إستعمار كان طويلًا ودمويًا.. إلخ….
أما المرتبة الثانية بمقال ثقافي تاريخي تفصيلي، بتعريف الجزائر برمتها. للطالب (ضرار بوشليقة) 12 سنة مولود بإيطاليا. يعيش في فرنسا مع أسرته المكونة من والدين جزائريين من مدينة تبسة، وأخ له وأخت كلاهما أكبر سنا منه. طالب يدرس في المتوسطة الدولية بستراسبورغ. علمه والده حب الجزائر. كحبه لوالديه، وتسعى والدته لدعم تربيته الدينية والحفاظ عليها. هوايته يحب العلوم واللغات والترجمة ومولع بفن الرسم. فائز في العديد من المسابقات القرآنية، وفي مسابقة الرسم في القنصلية الجزائرية السنة الفارطة تحت عنوان (ماذا تمثل اللغة العربية بالنسبة لك). حيث رسم خريطة الدول العربية .وكذلك في مسابقة الترتيل وتكريم حفظة القرآن الكريم في القنصلية العام الفارط. مشاركته بمقال تعريفي بالجزائر. إستهله بداية بتعريف الجزائر بأنها جمهورية شعبية ديمقراطية، تقع في شمال أفريقيا، من اكبر بلدان العالم العشرة، بلد زراعي بفضل مياه البحر وما بسفوح الجبال، بالأطلس التلي وأن الصحراء تحتل مساحة 84 بالمائة من الوطن, ومنها عرج على تعريف كبريات المدن بعد العاصمة قسنطينة،وهران، وعنابة وغيرهم. وإلى التقسيم الإداري لـ 58 ولاية، وإلى المطارات وأهم المنشئات الأساسية. وتعمق في بحثه قائلا بأن تاريخ الجزائر طويل جدا لكنه بدأ مع قبائل البربر التي أتحدت وسميت نوميديا، ثم هناك القيصريون، والموريون، والعرب، والروستمين، والفاطميون، والزيريون، والحماديون، والزيانيون. ثم تشكلت ولاية الجزائر، ثم أحتل الفرنسيون الجزائر عام 1830. وفي هذه الفترة أنشأ الأمير عبد القادر دولة عبد القادر التي تعرف بإمارة عبدالقادر, التي أستولى عليها الفرنسيون عام 1847، وبدأت الحرب الجزائرية التحريرية عام 1954 وأعلن استقلالها مع العديد من الشهداء، وفي نهاية هذه الحرب أصبحت الجزائر رسميا الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية يوم الخميس 5 جويلة 1962 باتفاقيات إيفيان.. إلخ….
المسابقة الفنية للرسم
حيث منحت المرتبة الأولى في مسابقة الرسم للأخوة الطالبين بلخيرات نزيم 11 سنة وبلخيرات إسراء اناس 10سنوات بمساعدة أختهم بلخيرات سارة ماريا 14سنة لي حبها للجزائر فوق الحدود ورعاية ودعم والديهم وتشجيعهم. والمرتبة الثانية للبرعمة (تسبيح الجنة) من مواليد بوم29 نوفمبر 2015. بمدينة بيزارو بإيطاليا. لأبيها عبد الكريم تابت، ولأمها تابت سهيلة، أصيلي مدينة قسنطينة مدينة الجسور المعلقة والعلم والفكر والتاريخ مدينة العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس رائد الحركة الإصلاحية. تلميذة متمدرسة، مشاركتها برسم خريطة الجزائر جغرافيا وثوريا والتعريف بثورة الفاتح نوفمبر 54 من هلال رسمتها. هوايتها الرسم والرياضة والكثير من اللعب ككل الأطفال وتحب اللقاءات الإجتماعية والعائلية، والتعرف على الآخرين والجديد، وليس لديها أي مشكل في التعامل مع الأطفال الآخرين مهما كان مستواها الأجتماعي وإنتمائه، كما تحب مساعدة الأخرين، وتعشق الحيوانات وخاصة القطط، والتي سبق لها وأن فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة عيد الإستقلال 5 جويلية والتي كرمت شخصيا من طرف السيد القنصل العام يومها. مسابقة أعطت أهمية وقيمة علمية للعمل البحثي التاريخي. بشوشة مرحة يصعب مفارقتها وقطع الحديث معها حفظها الله ورعاها الرحمن.