
في خطوة جديدة تعكس تسارع الابتكار في عالم الأجهزة الذكية. أعلنت شركة ناشئة مقرها سنغافورة، عن طرح إصدار جديد منطرح إصدار جديد من نظارات ذكية . التي لا تقتصر مهمتها على تقديم المعلومات. بل تمتد لتكون وسيلة دعم للذاكرة والاتصال البصري والسمعي. حيث بات بإمكان المستخدمين من خلال هذه النظارات تذكّر أسماء الأشخاص الذين يلتقون بهم بمجرد النظر إليهم أو محاورتهم مجددًا. ما يمثل تحولًا نوعيًا في العلاقة بين الإنسان والتقنية.
تحمل النظارة الجديدة اسم “هالو”. وهي امتداد لسلسلة “فريم” التي أطلقتها الشركة مطلع العام الفائت. وتتميز بأنها تتيح تجربة رقمية تفاعلية مدعومة بقدرات ذكاء صناعي عالية. تساعد المستخدم على فهم محيطه والتفاعل معه لحظة بلحظة. وذلك من خلال وكيل ذكي يحمل اسم “نوا”. والذي يقوم بتحليل ما تراه وتسمعه النظارة. ثم يرد بمعلومات دقيقة وملائمة لسياق الحديث أو الحدث الجاري. مما يمنح المستخدم شعورًا بأنه يتعامل مع مساعد شخصي حاضر باستمرار.
نظارات ذكية .. ذاكرة صناعية داعمة للضعف البشري
واحدة من أكثر الخصائص التي أثارت الانتباه في هذا الإصدار. هي ما أسمته الشركة بنظام “السرد الشخصي”. وهو ميزة تستخدم الكاميرا والميكروفونات المدمجة والتفاعلات اليومية لتكوين قاعدة معرفية فريدة لكل مستخدم.
بحيث يصبح بمقدور النظارة تخزين معلومات عن الأشخاص الذين يتم التفاعل معهم. مثل أسمائهم أو المواضيع التي نوقشت معهم في وقت سابق، وعند لقاء الشخص ذاته مرة أخرى.
تسترجع النظارة تلك التفاصيل لتعرضها للمستخدم، وكأنها “ذاكرة رقمية” تعوض النسيان الطبيعي لدى الإنسان.
تعد هذه الخاصية مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من مشكلات في الذاكرة. أو لأولئك الذين يتعاملون يوميًا مع عدد كبير من الأفراد في بيئات العمل أو المناسبات الاجتماعية.
حيث تسهّل النظارة مهمة تذكّر الأسماء والوجوه وربطها بالمواقف السابقة. ما قد يعزّز من فعالية التواصل البشري، ويقلل من الإحراج الذي قد ينتج عن النسيان أو عدم التمييز بين الأشخاص.
ولا تكتفي النظارة بالاعتماد على الأوامر الصوتية التقليدية فحسب. بل تدمج شاشة صغيرة جدًا داخل مجال الرؤية الجانبي للمستخدم. حيث تعرض الواجهة الرقمية بأسلوب يشبه الألعاب القديمة. ما يجعل التفاعل معها مباشرًا وسلسًا دون الحاجة لرفع الهاتف أو النظر إلى شاشة خارجية.
كما تعتمد النظارة في الصوت على تقنية التوصيل العظمي. التي ترسل الصوت إلى الأذن الداخلية دون حجب الأصوات المحيطة، مما يُحافظ على خصوصية الاستماع ويقلل من التشتت.
تصميم مدمج وتقنية فعالة في جهاز خفيف
رغم أنها أثقل قليلًا من النسخة السابقة من السلسلة. إلا أن النظارة الجديدة ما تزال تعتبر خفيفة الوزن، إذ لا يتجاوز وزنها ٤٠ غرامًا.وهي بذلك تعد مناسبة للاستخدام اليومي دون إجهاد.
خصوصًا أن تصميمها الخارجي يحاكي النظارات الكلاسيكية المعروفة. بلون أسود غير لامع، ما يجعلها مناسبة لمختلف الأذواق، وتتناسب مع الأزياء الرسمية وغير الرسمية.
أما من حيث الأداء، فقد تم تزويد النظارة بكاميرا منخفضة استهلاك الطاقة، ومعالج ذكي يحتوي على وحدة مخصصة لمعالجة البيانات العصبية. ما يجعلها قادرة على الاستجابة الفورية وتحليل البيانات بشكل لحظي.
في حين تبلغ مدة تشغيل البطارية قرابة 14 ساعة. مما يجعلها قابلة للاستخدام خلال كامل اليوم دون الحاجة لإعادة الشحن بشكل متكرر.
ويجدر بالذكر، أن سعر النظارة الجديدة حدد بنحو 299 دولارًا. وهو سعر يجعلها في متناول شريحة واسعة من المستخدمين المهتمين بالتقنية.
كما أتيح الطلب المسبق عليها بكميات محدودة عبر الموقع الرسمي للشركة. على أن يبدأ شحنها أواخر شهر نوفمبر من العام الحالي.
بهذه الخطوة، يبدو أن النظارات الذكية بدأت تتجاوز كونها مجرد أدوات للاستعراض أو الترف. لتصبح وسائل تفاعلية تعزز قدرات الإنسان العقلية والمعرفية.
وتفتح الباب أمام جيل جديد من الأدوات التي تمزج بين الذكاء الصناعي والتجربة الشخصية اليومية، في عالم باتت فيه الذاكرة والتواصل والتفاعل تحتاج إلى دعم تكنولوجي لا يقل أهمية عن الدعم العاطفي أو الاجتماعي.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله