الجهوي‎

نشاطات فكرية في الذكرى الـ50 لتأسيس جامعة تلمسان

رحلة في ذاكرة المدينة بعدسة المخرج "السعيد عولمي"

استمرارا للتظاهرات العلمية المبرمجة للاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس الجامعة، والمتزامنة مع الذكرى الـ70 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، استضافت كلية الآداب المخرج “السعيد عولمي” المعروف بأعماله التلفزيونية الهادفة والمتميزة.

وشهدت هذه الفعالية عرض الفيلم الوثائقي “مدرسة دار الحديث، فضاء علم وعبادة” وهو عمل فني متميز حاز على إشادة واسعة وتكريمات عديدة على المستويين الوطني والعربي، ولم يكن اختيار الفيلم الوثائقي مدرسة دار الحديث فضاء علم وعبادة كمحور أساسي للفعالية اعتباطياً، بل جاء ليكون شاهداً حياً على الدور المحوري الذي لعبته هذه المؤسسة العلمية العريقة في صياغة هوية مدينة تلمسان الإسلامية الثقافية.

إن مدرسة دار الحديث لم تكن مجرد مكان لتلقي العلم والمعرفة، بل كانت حاضنة للأجيال وصانعة للوعي وداعمة للحركة الوطنية من خلال لغة بصرية ساحرة وشهادات حية، واستطاع المخرج “السعيد عولمي” أن يرسم لوحة زاهية عن هذه المدرسة وكيف كانت ملاذاً للمثقفين والمناضلين، وكيف ساهمت في نشر الفكر الإصلاحي وأكد الأساتذة والباحثين خلال الندوة أن الفيلم الذي وثق مدرسة الحديث ليس مجرد عمل فني بل هو وثيقة تاريخية، تعكس عمق الجذور الثقافية للمدينة وتدعونا إلى الحفاظ على هذا الإرث الثمين، والتعلم من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل.

ولم يقتصر دور هذه الفعالية على عرض فيلم وثائقي، بل تجاوز ذلك إلى خلق حوار فكري مثمر بين الأكاديميين والفنانين والحضور فقد شكل هذا التلاقي بين الجانب الأكاديمي المتمثل في اختيار موضوع الفيلم والجانب الإبداعي، المتمثل في العمل الفني نفسه فرصة فريدة لتوسيع آفاق الحضور حول تاريخ المدينة وثقافتها، ومثلت هذه التظاهرة الثقافية نموذجا يحتذى به في مجال الاحتفاء بالمناسبات الوطنية، حيث تمكنت جامعة تلمسان من دمج الجانب الأكاديمي بالجانب الثقافي والفني لتقدم للجمهور عملاً متميزًا يجمع بين المتعة والمعرفة والثقافة والتاريخ.

جرفاوي. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى