
ككل سنة، دأبت الوهرانيات على إحياء وعدة “لالة حليمة” كتقليد سنوي، حيث احتضنت بلدية مرسى الكبير السبت الماضي، فعاليات تظاهرة الموروث الشعبي النسوي “معروف لالا حليمة “، في أجواء احتفالية لإبراز هذا التراث اللامادي الذي تنظمه النساء إلى الجيل الحالي والعمل على تصنيف هذه الاحتفالية ضمن التراث الوطني؛ حيث تشترك فيها عدة ولايات بغرب البلاد.
وتعتبر التظاهرة التي أقيمت بالقاعة المتعددة الرياضات بحضور السلطات المحلية وجمع من المواطنين، موسم تقليدي سنوي متجذر في المجتمع وفي المخيال الشعبي لمنطقة وهران وبعض الولايات المجاورة، حسبما أبرزه “رشيد هركوس” رئيس الجمعية الشبانية للتبادل السياحي المنظمة لهذه الوعدة.
وتهدف هذه الاحتفالية، التي تحرص الوهرانيات على إقامتها مرتين في السنة، والتي لا يشارك في تحضيرها الرجال، إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، وكذا العمل على تصنيفه محليا ووطنيا ضمن التراث الوطني، علما أن الوعدة تكون داخل فضاء مغلق على عكس الوعدات الأخرى التي تخصص لها الساحات وتنصب لها الخيم، كما أضاف ذات المتحدث.
وتتجلى طقوس هذا “الطعم” الذي يبرز قيم التضامن بين جيران الحي أو المنطقة أو ضواحيها في تقديم الطبق التقليدي “بركوكس” وتحلية “تقنتة” لتزين موائد هذا “المعروف” الذي يقام تيمنا بالسيدة “حليمة السعدية” مرضعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وفق ذات المصدر.
وتميزت هذه الطبعة، التي جاءت تزامنا مع إحياء شهر التراث، بإقامة أربعة معارض، يخص الأول تحف من الصناعة التقليدية وهي عبارة عن الأواني المستعملة في التظاهرات الشعبية على غرار “الوعدات”، والثاني يبرز من خلال الكتب القديمة جانبا من تاريخ منطقة مرسى الكبير ووهران، فيما تم عرض في الثالث مجموعة من اللوحات التشكيلية من توقيع الفنان “هنوس مخلوف”.
أما المعرض الرابع، فيعتبر رحلة عبر مختلف المعالم التاريخية التي تزخر بها عاصمة غرب الجزائري، وذلك من خلال صور لمختلف المسارات السياحية المعتمدة من طرف الجمعية الشبانية للتبادل السياحي، التي تسعى إلى الترويج للمقصد الوهراني بصفة خاصة، والوجهة الجزائرية بصفة عامة في الوسط الشباني.
كما استمتع الحاضرون في هذه التظاهرة، التي تأتي تحضيرا لموسم الاصطياف 2025، باستعراضات رياضية رائعة للعبة التقليدية “المطرق”، والتي صنعت فرجة مميزة أضفت على هذه الفعالية نكهة خاصة.
ق.م