أخبار العالم

مواجهات في الضفة واقتحام لـ”الأقصى”

يوم آخر من التصعيد الإسرائيلي

اندلعت مواجهات جديدة، في شمال الضفة الغربية المحتلة بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في جنين بينما استشهد فلسطيني بالرصاص داخل الخط الأخضر.

فلليوم السابع على التوالي، حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في منطقة جنين التي ينحدر منها فلسطينيان نفذا مؤخرًا هجمات في إسرائيل، وأفاد سكان من جنين لوكالة “فرانس برس” بأن الاشتباكات اندلعت في ساعة مبكرة بين القوات الإسرائيلية والسكان، في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 فلسطينيًا من الضفة،

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن أربعة فلسطينيين اعتقلوا في جنين وبلدة اليامون القريبة، حيث أطلق جنود الاحتلال الذخيرة الحية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.

شهيد في عسقلان

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، قتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيًا زعمت أنه طعن شرطيًا إسرائيليًا في مدينة عسقلان الساحلية جنوب البلاد، وقالت إن الشرطي الذي تعرّض للطعن أُصيب بجروح طفيفة ونقل إلى مستشفى محلي.

وذكرت الشرطة الإسرائيلية، أنه خلال عملية في عسقلان، تعرف شرطي على مشتبه به وبدأ يتحقق من هويته، لكن الرجل أخرج سكينًا وهاجم الشرطي الذي ردّ بسرعة فاتحا النار عليه.

وقد استُشهد المهاجم وهو فلسطيني، نتيجة إطلاق النار عليه، بحسب المعلومات وبيان الشرطة.

وتأتي هذه العمليات في شمال الضفة الغربية بعد أربع هجمات نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية منذ 22 مارس المنصرم، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 14 شخصًا في مناطق متفرقة داخل الخط الأخضر، وفي الفترة ذاتها، استشهد 15 فلسطينيًا في حوادث منفصلة بمن فيهم عدد من منفذي هجمات.

من جانبه، قصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب حيث نفذ فلسطيني من مخيم جنين هجومًا قبل أربعة أيام قتل فيه ثلاثة إسرائيليين، لن ندع عدونا يضع حدًا لحياتنا، وأضاف بينيت سنواصل عيش حياتنا وفي نفس الوقت سنقاتل حيث هم.

قلق أممي بالغ

من جهته، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن أنطونيو غوتيريش يتابع بقلق بالغ تصاعد العنف، وأضاف دوجاريك أن الأمين العام يشعر بالفزع من العدد الكبير والمتزايد للضحايا، ويدعو الجيش الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام القوة المميتة فقط كملاذ أخير.

واستشهد الفتى الفلسطيني محمد حسين زكارنة 17 عامًا من الحي الشرقي من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما استشهد الأسير المحرر محمد علي غنيم، جرّاء إصابته برصاص الاحتلال، قبيل انتصاف ليل أول أمس، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضفة الغربية.

كما قتلت قوات الاحتلال، الشابة مها كاظم عوض الزعتري 24 عامًا من سكان منطقة أبو دعجان في مدينة الخليل جنوبي الضفة، بإطلاق النار عليها قرب الحرم الإبراهيمي بزعم تنفيذها عملية طعن، وكانت غادة إبراهيم سباتين 47 عامًا، وهي أم لستة أطفال استشهدت في مدخل بلدة حوسان غربي مدينة بيت لحم، قبل الزعتري بساعات.

تأجيج للتصعيد ودعوة للقتل

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني  محمد اشتية في كلمة في بداية اجتماع الحكومة أن عدوان إسرائيل على شعبنا من جنين إلى الخليل وفي القدس خاصة، واقتحامات الأقصى المتكررة، واعتداءات المستوطنين ودعوات المسؤولين الإسرائيليين جمهورهم للتسلح، تأجيج للتصعيد ودعوة للقتل.

وأضاف، أن إسرائيل تمارس سياسة “أطلق النار لتقتل”، مشيرا إلى أن هذه السياسة وما يرافقها من تكثيف للاستيطان واستكمال بناء الجدار تستخدم أساسًا للحملات الانتخابية، وتابع أن هذا الأمر وما يرافقه من انسداد في الأفق السياسي وغضب الفلسطينيين من ازدواجية المعايير الدولية إنما نذير جدي بأن الأمور إلى تصعيد، وعليه مطلوب من المجتمع الدولي لجم العدوان الإسرائيلي ووقف سياسة القتل.

عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.

وأفادت نفس المصادر، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته حتى خرجوا منه عبر باب السلسلة، فيما تولت شرطة الاحتلال تأمين الاقتحام وحماية المقتحمين.

وكان عشرات المستوطنين نفذوا مساء أول أمس، محاكاة كاملة لما يسمى “قربان الفصح” في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى، وأتت هذه الخطوة بعد “قمة حاخامية” عُقدت في الأقصى لمناقشة فرض طقوس “الفصح” العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين المتطرف وتعهدات من قادة جماعات “الهيكل” بإدخال ما يسمونه “قربان الفصح” إلى الأقصى مساء يوم أمس -الرابع عشر من شهر رمضان-.

ويحل “عيد الفصح” العبري هذا العام متزامنًا مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما بين 16-22 من شهر أفريل الجاري.

في غضون ذلك، تواصل جماعات “الهيكل” المزعوم حشد مناصريها لاقتحام المسجد الأقصى في عيد “الفصح”، وتدنيسه بإقامة الطقوس فيه، والتي يتخللها إدخال ما يسمونه فطير العيد، وقراءة جماعية لمقاطع من “سفر الخروج”، ودخول طبقة “الكهنة” بلباس “التوبة” الأبيض، وذبح “قربان” العيد في باحاته.

وسيحاول المستوطنون خلاله إدخال ما يسمونه “القربان” أو إدخال دمه لنثره على صحن الصخرة ابتداءً من يوم الخميس الموافق 13 رمضان وحتى يوم الجمعة 21 رمضان، وأعلنت ما تسمى حركة “العودة إلى جبل الهيكل” عن مكافأة مالية لمن ينجح بتقديم “قربان الفصح” في المسجد الأقصى المبارك، خلال العيد العبري.

وبيّنت الحركة المتطرفة في دعوتها أن “من يُحاول تقديم “القربان” ويفشل سيحصل على 400 شيكل، ومن يحاول وينجح قليلًا سيحصل على 800 شيكل، أما من ينجح في ذبح “القربان” في الأقصى سيفوز بمبلغ مالي قيمته 10 آلاف شيكل”.

وردًا على تلك الدعوات، أُطلقت دعوات فلسطينية تحت عنوان “في الأقصى اعتكافي” للإقبال الواسع على الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى المبارك، في ليالي العشر الثانية من شهر رمضان.

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية على فترتين صباحية ومسائية باستثناء يومي الجمعة والسبت في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في المسجد، وتزداد وتيرة هذه الاقتحامات في فترة الأعياد اليهودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى