
في إطار التظاهرة الثقافية منتدى الكتاب، نظّمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد ديب” ملحقة سبدو، لقاء ثقافيا فكريا مميزا، خُصّص لتقديم كتاب من حرائر سبدو تيمور بصمة في الزمن للكاتب “بلبشير حسين”.
وهو المؤلف الماتع الذي عرض فيه المؤلف جزء كبيرا من مذكرات المجاهدة المرحومة “بكارة فاطمة” إبنة جمعية العلماء المسلمين بسبدو، التي كانت مثالا للمرأة الحديدية، واستعرض الكاتب أمام عدد من عشّاق الكلمة وروّاد الثقافة الذاكرة المحلية للمجاهدة المرحومة، استحضر فيها بصمات خالدة للمجاهدة المرحومة “بكارة فاطمة” التي كرست حياتها منذ نعومة أظافرها للنضال ومقاومة المستعمر الفرنسي، وهي مثال للمرأة التي تعلقت بالقضية الوطنية، حيث تأثرت بوسطها العائلي المفعم بالوعي الوطني والشعور القوي المناهض للاستعمار الغاشم.
ويؤكد الكاتب في سرد ذكريات هذه المرأة الحديدية، فيقول إنها كانت تلميذة من التلاميذ النجباء، درست بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بسبدو وتتلمذت على يد الشيخ المرحوم “عمار مطاطلة”، إلى جانب تلميذات أخريات أمثال “زهور لونيسي” و”صليحة شيخاوي” كلفت بجمع المال وخياطة الرايات الوطنية لصالح الثورة التحريرية، كما كانت تعمل تحت رئاسة قيادات ثورية بصفة مباشرة، وعملت كمعلمة بعد الاستقلال، فكانت هي ورفيقاتها مثال المرأة التي تعلقت بالقضية الوطنية.
ويأتي إسم “تيمور” كتعبير عن المرأة الحديدية القوية التي تحملت كل الصعاب، وأكد المؤلف “حسين بلبشير” أن الكتاب الجديد جاء بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، وهي بمثابة مذكرات وشهادات حية عن دور المرأة في الثورة الجزائرية وثق مختلف جوانب النضال.
وسلط الضوء على التحديات التي واجهتها المجاهدة “بكارة فاطمة” من قمع الاستعمار الفرنسي، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الجزائر.
ع. جرفاوي