
اختتم قسم الفنون بجامعة “أبي بكر بلقايد” بتلمسان نهاية الأسبوع، الملتقى الوطني الموسوم بـ “جماليات التعبير الإنساني بين المسرح والسينما والفن التشكيلي”، وهي تظاهرة علمية وفنية راقية احتضنت على مدار يوم كامل حوارًا متعدد الأصوات، جمع نخبة من الباحثين والأساتذة من 17 جامعة جزائرية، قدّموا أكثر من 70 مداخلة توزّعت على 5 جلسات علمية نشطة.
وقد شهد حفل الافتتاح كلمة لعميد كلية الآداب واللغات والفنون، الأستاذ “عبد الرحمان خربوش”، الذي أشاد بالحركية المتنامية لقسم الفنون وبالمسار البحثي الذي يرسّخه مخبر الفنون والدراسات الثقافية عبر مبادراته العلمية المتميزة. كما أكد رئيس قسم الفنون على راهنية موضوع الملتقى، لاسيما في ظل تقاطع الفنون الثلاثة داخل فضاءات تعبيرية جديدة، يظل الإنسان محورها الجمالي والرمزي.
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس الملتقى أن الإشكالية الجوهرية التي وجّهت النقاشات تمثلت في بحث كيفية تجسيد التعبير الإنساني عبر المسرح والسينما والفن التشكيلي، واستقصاء نقاط التفاعل والاختلاف بينها، مع التساؤل حول إمكانية تشكّل لغة جمالية مشتركة في زمن التحولات التقنية المتسارعة.
وشهدت الورشات العلمية نقاشات معمّقة أبرزت أن العلاقة بين الفنون لم تعد علاقة حدود، بل علاقة تداخل خلاق؛ فالمسرح يستثمر اليوم في التشكيل البصري والسينمائي، فيما تستعيد السينما روح المسرح في بناء اللقطة والشخصية، بينما يظل الفن التشكيلي رافدًا بصريًا يمنح للفضاءين المسرحي والسينمائي عمقهما الجمالي.
كما سلّط رئيس اللجنة العلمية للملتقى الضوء على الأهداف الأساسية التي رُسمت لهذه التظاهرة، وفي مقدّمتها تحليل التعبير الإنساني ضمن تحولات الوسائط الفنية، واستكشاف آفاق الجماليات العابرة للفنون، وتوسيع مساحات الحوار بين الممارسات الإبداعية المختلفة. وقد توزعت أعمال الملتقى على 4 محاور رئيسية تناولت جماليات التعبير المسرحي، والصورة السينمائية بين الرؤية الجمالية والتفلسف البصري، وتجليات الذات الإنسانية في فضاءات الفن التشكيلي، وصولًا إلى محور التفاعل الجمالي بين الفنون الثلاثة.
واختُتمت الأشغال بجملة توصيات مهمّة، أبرزها دعوة المشاركين إلى ترقية هذه الفعالية إلى ملتقى دولي لما يحمله موضوعها من عمق أكاديمي، ولما أظهرته من قدرة على جمع الباحثين حول أسئلة الفن والجمال. كما تعهّد مخبر الفنون بنشر أحسن المداخلات في عدد خـاص دعمًا للبحث الفني والنظري في الجامعة الجزائرية.
سلامي براهيم



