الجهوي‎

معركة “المقطع” محطة فاصلة في مقاومة “الأمير عبد القادر”

بمناسبة الذكرى الـ 189 لمعركة المقطع

يحتفل في الجزائر سنويا بمعركة المقطع، كونها المعركة التي برهنت على إمكانية هزم المستعمر الفرنسي، وأن هذا الجيش ليس بأسطورة لا تقهر، معركة المقطع هي معركة وقعت في 28 يونيو 1835 بين القوات الفرنسية بقيادة الجنرال “كميل ألفونس تريزيل” وتحالف القبائل العربية الجزائرية في غرب الجزائر، بقيادة “الأمير عبد القادر” أثناء الغزو الفرنسي للجزائر.

خرج الجنرال الفرنسي “تريزيل” على رأس جيش مكون من 2500 جندي مدعمين بمؤونة وذخيرة ومدافع متوجها لمدينة لمعسكر عاصمة الأمير عبد القادر آنذاك، فهاجمه الأمير عبد القادر على تخوم المقطع (بين سيق والمحمدية حاليا) وهزمه مخلفا حسب الرواية الفرنسية 262 قتيلا و308 جرحى من الجانب الفرنسي.

يعتبر الفرنسيون هذه المعركة واحدة من أكبر الهزائم أثناء حملات احتلال الجزائر الأولى، وأدت إلى الاعتراف بالأمير عبد القادر كقائد عسكري وبدولته في الجزائر ويعيدون الهزيمة لأخطاء تكتيكية وأدى بالجنرال لإعادة تنظيم القوات الرابضة في الجزائر، أما الجزائريون فيعتبرون معركة المقطع من أشهر المعارك التي خاضها “الأمير عبد القادر” ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز 26 عاما، انتهج فيها استراتيجية جديدة في الحرب لم يعهدها المقاتلون الفرنسيون من قبل، وأحصى الجزائريون عدد قتلى معركة المقطع بـ 500 قتيل في الجانب الفرنسي.، وقعت نهاية شهر يونيو من سنة 1835، وتلقى فيها الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال “تريزيل” هزيمة نكراء على يد قوات الأمير عبد القادر كانت معركة حاسمة بسبب ثقل الهزيمة على الجيش الفرنسي من جهة وآثارها السياسية الناتجة عن اصطفاف كل القبائل الجزائرية وراء الأمير عبد القادر.

ومثلت المعركة التي وقعت بالمنطقة الواقعة حاليا بشمال ولاية معسكر – حسب ذات المتدخل – “نقطة انطلاق مرحلة جديدة وطويلة لمقاومة المستعمر الفرنسي ومنحت دفعة معنوية كبيرة للشعب الجزائري الذي تيقن بقدرة المقاومين على هزيمة الجيش الفرنسي الذي كان يفوقهم في العدد والعتاد. إن معركة المقطع التي فقد فيها الجيش الاستعماري أزيد من 200 قتيل سمحت بتعزيز سلطة “الأمير عبد القادر” بعد أقل من ثلاث سنوات من مبايعته ورسخ وجود دولته من خلال تقوية الجيش والاهتمام بتنظيم دواوين الدولة ونتائج المعركة زادت من عزيمة جنود “الأمير عبد القادر” على هزيمة جيش مجهز بالعتاد والمدفعية بعد الاستيلاء على كمية كبيرة من السلاح والذخيرة وأسر عدد جنود العدو. كما دفعت المستعمر الفرنسي إلى مراجعة حساباته في مواجهة قوات الأمير عبد القادر.

28 يونيو 1835 قصة معركة “المقطع” التي انتصر فيها “الأمير عبد القادر” على الجيش الفرنسي

تحل الجمعة، ذكرى مرور 189 سنة على معركة “المقطع” التي جرت يوم 28 يونيو 1835، بين جيش الأمير عبد القادر الجزائري، والجيش الفرنسي بقيادة الجنرال، ألفونس تريزل، بمنطقة معسكر غرب الجزائر. تعتبر “المقطع” من أهم وأشهر المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر خلال مساره في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي بدأ في يوليو عام 1830.

 ظروف ما قبل المعركة

عن الظروف التي سبقت المعركة، يوضح أستاذ التاريخ الجزائري، محمد بن ترار أن القطاع الوهراني (غرب) كان يعرف اضطرابات بين القبائل عقب سقوطه بيد الفرنسيين واستسلام حاكم وهران الباي حسين في يناير 1831 ومغادرته البلاد، الأمر الذي أدى وفق المتحدث إلى “بروز الأمير كشخصية قيادية ودينية عقب مبايعته من قبل أعيان والعلماء وقادة القبائل في 4 فبراير 1833. عمل الأمير عبد القادر على تقوية جيشه بعد أن عين حكومة لدولته الجديدة، ودفعت الانتصارات التي قادها ضد الجيش الفرنسي في مواقع عديدة بالجنرال “جون بيار دي ميشال”، للتواصل معه بغرض عقد معاهدة سلم عرفت لاحقا بمعاهدة “دي ميشال”. ويعتبر “بن ترار” أن تلك المعاهدة التي أبرمت سنة 1834 كانت بمثابة “استراحة محارب”، مشيرا إلى أن “الأمير عبد القادر” واصل حينها “توسيع نفوذه وحشد المبايعة لشخصه من طرف القبائل العربية التي كانت بحاجة إلى قيادة روحية وعسكرية تواجه الزحف الفرنسي على البلاد.

مقدمة حرب طويلة

“يمكن اعتبار معاهدة “دي ميشال” مقدمة لحرب طويلة خاضها “الأمير عبد القادر” بعد ذلك، أو مدخل لانتصاره العظيم على الفرنسيين في معركة المقطع. كان الجنرال دي ميشال قد أبرم تلك المعاهدة التي كانت بمثابة اعتراف صريح من الفرنسيين بدولة “الأمير عبد القادر” بعدما حملت في طياتها بنود تبادل القناصلة، مقابل اعترافه بسلطة الفرنسيين على وهران ومستغانم وأرزيو التي تقرر أن يدخلها العرب بجواز سفر. استياء الفرنسيين بعد ذلك من انتصارات الأمير في إقليم التيطري (المدية حاليا جنوب الجزائر العاصمة) الذي بسط نفوذه عليه، مضيفا أن “تعاظم قوة الأمير دفع بالحكومة الفرنسية إلى تعيين الجنرال “تريزيل” قائدا، خلفا للجنرال “دي ميشيل”، ونقض معاهدته. الجنرال الجديد لجأ إلى حماية قادة القبائل الذين انفصلوا عن الأمير عبد القادر، وأولئك الذين يقومون بتموين الجيش الفرنسي، قبل أن يقرر السير نحو مدينة معسكر، عاصمة الأمير، بجيش يتكون من مئات الجنود مدججين بالسلاح والمدفعية.

محطة غيرت مجرى الحرب

تقع منطقة “المقطع” بين مدينة المحمدية التابعة لولاية معسكر وسيق التابعة لنفس الولاية، وهي الجهة التي تحولت إلي أرض معركة خاضها الأمير عبد القادر ورجاله وهو لا يتجاوز 26 سنة من العمر، ويعتبرها “بن ترار”، “محطة غيرت من مجرى الحرب لصالح الأمير الشاب والدولة التي بناها في تلك الفترة باغت “الأمير عبد القادر” القوات الفرنسية وأحاط بها من كل الجوانب بواسطة الخيالة والمشاة.

وحسب “بن ترار”، فإن محاولات الجيش الفرنسي اختراق الحصار كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح، خصوصا الجنود الذين حاولوا التسلل خارج دائرة الحصار عبر مستنقع من المياه يوجد بمنطقة المقطع. ويعتقد المتحدث أن خسائر الفرنسيين “تجاوزت 200 قتيل، في تلك المعركة التي أدت بالحكومة الفرنسية إلى عزل الجنرال “تريزيل” الذي فقد عينه فيها” إضافة إلى غنائم السلاح والمؤونة التي كانت بحوزة الجيش الفرنسي. عزز انتصار “الأمير عبد القادر” على الجيش الفرنسي سلطته في الأقاليم الغربية، ورسخ وجود دولته التي تجلت مظاهرها في الجيش والعلم والنقود.

وحسب “بن يوب”، فإن نتائج معركة المقطع “سمحت للأمير عبد القادر بمحاربة المتمردين عليه، كما كانت مقدمة لسلسلة من الانتصارات والمواقف الأخرى التي جعلت من الأمير شخصية تحظى بتقدير العالم.

روبورتاج سلطاني مختار 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى