
يتجدد في ولاية تيارت مع اقتراب فصل الخريف هاجس الفيضانات الذي يؤرق المواطنين في كل عام، بعدما أثبتت التجارب السابقة أن انسداد البالوعات وامتلاء الأودية بمخلفات الأتربة والنفايات كان السبب المباشر في وقوع كوارث أضرت بالأحياء السكنية والممتلكات وهددت سلامة الأرواح.
ويطرح الشارع المحلي سؤالا ملحا حول مدى جدية السلطات في إطلاق حملات استباقية لتطهير البالوعات وتنقية مجاري الأودية قبل حلول أولى زخات المطر، أم أن التدخل لن يتم إلا بعد وقوع الكارثة كما جرت العادة في مواسم سابقة.
ورغم التطمينات التي صدرت في السنوات الماضية، إلا أن صور الأحياء الغارقة وما خلّفته السيول من خسائر ما تزال راسخة في ذاكرة السكان، الأمر الذي جعل المطالب الشعبية تتجه نحو اعتماد خطة عمل شاملة تتجاوز الحلول الظرفية والعمليات الترقيعية.
وتقتضي هذه الخطة بحسب المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي القيام بعملية تنظيف شاملة للبالوعات قبل بداية الأمطار، وإزالة الأتربة والنفايات التي تتجمع في مجاري الأودية، إلى جانب إشراك البلديات والجمعيات في حملات توعية وتنظيف واسعة، مع وضع آليات للتدخل السريع بهدف تفادي شلل الطرقات وحماية الأرواح والممتلكات.
وفي سياق متصل، أعلن الديوان الوطني للتطهير عن انطلاق حملة وطنية واسعة لتطهير وتنظيف شبكات وقنوات الصرف الصحي تحسبا لموسم الأمطار، حيث أوضح في بيان صدر الخميس الماضي أن هذه العملية تأتي في إطار الإجراءات الوقائية وتشمل 1169 بلدية تقع تحت تسيير الديوان على المستوى الوطني.
وتشرف على هذه الحملة 293 محطة تطهير تدير شبكة صرف صحي تمتد على مسافة تقارب 70 ألفا و625 كيلومترا، وتشمل العمليات تنظيف المجاري والمشاعب والبالوعات وغرف التفتيش، إضافة إلى معالجة النقاط السوداء والانسدادات وتنقية الوديان بالتنسيق مع السلطات المحلية.
ولم يغفل الديوان في بيانه تحميل المواطنين جزءا من المسؤولية، حيث دعاهم إلى الكف عن رمي النفايات في شبكات الصرف، محذرا من أن هذه الممارسات تزيد من مخاطر الانسداد والتلوث وتنعكس سلبا على الصحة والسلامة العامة.
وبين وعود السلطات ومطالب المواطنين تبقى المخاوف قائمة، ويبقى السؤال مطروحا بإلحاح: هل ستتحرك السلطات المحلية في تيارت هذه المرة قبل فوات الأوان، أم أن الخريف القادم سيحمل معه نفس المشاهد المأساوية التي عاشها السكان في مواسم سابقة؟
ج.غزالي