تكنولوجيا

مع ازدياد حدة التنافس بين مقدمي المعلومات

رقمنة المكتبات الجامعية أصبح ضروريا

من منطلق التعريف بالتحول الرقمي للمعرفة البشرية وإتاحتها بالشكل الرقمي من خلال شبكة المعلومات الدولية، أصبح من الضروري الإلمام بالمهارات اللازمة للعمل في هذه البيئة الجديدة، ومن أهم هذه المهارات كيفية البحث عن المعلومات وهي تستلزم التعرف على طرق ووسائل البحث المختلفة في البيئة الرقمية.

كما أن الأنظمة الحديثة لإدارة الخدمات في المكتبات ومراكز المعلومات أصبحت تعي بشكل كبير أهمية توافر التطبيقات التفاعلية ضمن برمجياتها لتمكين المستفيدين من تفاعل مباشر مع خدمات المعلومات المتوفرة، ومشاركة في التطوير وتصنيف لمصادر المعلومات حسب أهميتها، ومساعدة المستفيدين في إضافة مراجعات لمصادر المعلومات، وتوصيات أو مقترحات وتصحيح الأخطاء الإملائية، واقتراح مصادر ذات موضوعات مشابهة له والتخصيص وغير ذلك من الإمكانيات المتنوعة.

ومع ازدياد حدة التنافس بين مقدمي المعلومات في مجال إتاحة المعلومات، والزيادة في أسعار الكتب، الدوريات، ومصادر المعلومات الإلكترونية، ومع ظهور تقنيات وخدمات جديدة في مجال المعلومات. كل هذه العوامل، أدت إلى بروز تساؤلات حول أهمية رقمنة مصادر المعلومات بكافة أشكالها وأنواعها بالمكتبات الجامعية في الوقت الحالي، وضرورة فهم واستيعاب حاجات ومتطلبات المستفيدين من المكتبات الجامعية في المجالات الموضوعية المختلفة والارتقاء بمستوى الخدمة التي تؤديها المكتبة من أجل الوصول إلى جودة الخدمة ورضا المستفيدين.

 

تــســاؤلات

ما هو واقع الرقمنة في المكتبات الجامعية الخاصة؟ هل يوجد في المكتبات الجامعية التقنيات والقوى البشرية، التي تستطيع تطبيق تقنية الرقمنة؟، هل تعدّ الرقمنة مطلباً تقنياً جديداً يستجيب لرغبات المستفيدين من المكتبات ومراكز المعلومات؟ وهل يمكن اعتبارها خياراً إستراتيجياً في بيئة مكتباتنا الجامعية الخاصة؟. هل يؤدي العمل على رقمنة المكتبات الجامعية إلى تحسين خدمات المستفيدين منها؟

 

الـرقـمـنـة

عرف مفهوم الرقمنة على (أنها عملية إلكترونية لإنتاج رموز إلكترونية أو رقمية، سواء من خلال وثيقة أو أي شيء مادي، أو من خلال إشارات إلكترونية تناظرية).

والرقمنة أو التحويل الرقمي digitization هو عملية تحويل البيانات إلى شكل رقمي وذلك لأجل معالجتها بواسطة الحاسب الإلكتروني، وفي سياق نظم المعلومات عادةً ما تشير الرقمنة إلى تحويل النصوص المطبوعة أو الصور (سواء كانت صور فوتوغرافية أو إيضاحات أو خرائط… إلخ) إلى إشارات ثنائية signals binary باستخدام نوع ما من أجهزة المسح الضوئي scanning التي تسمح بعرض نتيجة ذلك على شاشة الحاسب.

أما في سياق الاتصالات بعيدة المدى، فتشير الرقمنة إلى تحويل الإشارات التناظرية المستمرة analog continuous signals إلى إشارات رقمية ثنائية

 

مـكتبة بلا جدران

ويعرف هذا المصطلح على أنها (تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، وتجرى عمليات الضبط الببليوجرافي باستخدام نظام آلي، ويتاح الوصول إليها عن طريق شبكة الانترنت سواء كانت محلية أو موسعة) ويشرح المعجم الإلكتروني ODILIS تعريفاً آخر على أنها -مكتبة بها مجموعة من المصادر المتاحة في شكل مقروء آلياً.. ويتم الوصول إليها عبر الحاسبات، وهذا المحتوى الرقمي يمكن الاحتفاظ به محلياً أو إتاحته عن بعد عن طريق شبكة الحاسبات).

 

المكتبة الافتراضية

المكتبة الافتراضية هي مكتبة بلا جدران، ومجموعاتها لا توجد على مواد ورقية أو مصغرات، أو أي شكل آخر ملموس ومتاح في موقع مادي، وهي التي يتم الوصول إليها عبر شبكة الحاسبات، وتقدّم خدماتها افتراضياً. وقد تكون هذه المكتبة أكبر وأشمل من المكتبة الإلكترونية، لأن المعلومات الرقمية تحقق انتشاراً سريعاً مما يعني أن المكان لم يعدّ مهماً في تحديد إطار المكتبة، فالملايين من أوعية المعلومات يمكن أن تكون في وسيط تخزيني لا يتعدى حجمه مما قد نتصوره، في حين المكتبة الإلكترونية بالمفهوم السابق تشغل مكاناً ولكن لا تكون أكثر حجماً من الافتراضية.

فالمكتبة الافتراضية هي مكتبة عكس الحقيقة التقليدية، ويعبّر بمصطلح الافتراضي للتمييز عن الأشياء المادية الملموسة.

 

المكتبة الرقمية

ويعرف هذا المصطلح على أنها (مجموعة من مصادر المعلومات الإلكترونية أو الرقمية digital، المتاحة على server المكتبة، ويمكن الوصول إليها من خلال شبكة محلية أو عبر الشبكة العنكبوتية).

وعرفت أيضاً بأنها (المكتبة التي تتجه سياستها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تمّ تحويلها إلى الشكل الرقمي (الرقمنة)، وتتم عمليات ضبطها ببليوجرافيا وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل، يتيح أدوات وأساليب بحث واتسرجاع لمختلف أنواع مصادرها، سواء على مستوى بدائل الوثائق (الميتاداتا) أو نص الوثائق نفسها، ويتاح الوصول إلى محتوياتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها المختلفة عن طريق شبكة حاسبات، سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت). ويمكن القول بأن المكتبة الرقمية هي نتاج عمليات (الرقمنة) أو (التحول الرقمي)، ويمكن اعتبارها امتداداً اصطلاحياً للمكتبة الإلكترونية، في حين يمكن اعتبار المكتبة الافتراضية هي التي تبدأ بمصادر معلومات وجدت أصلاً رقمية، والتي لا يمكن أن نحصرها بين جدران، والتي هي في الحقيقة تعاون بين عدة مكتبات ومراكز المعلومات من خلال الحاسبات مرتبطة معاً في شبكة، ومن خلالها يتم الوصول إلى أبعد مكان من أجل الوصول إلى المعلومات.

 

المكتبة الإلكترونية

(المكتبة الإلكترونية هي تلك المكتبة التي تكوّن مجموعاتها من مواد الكترونية وحتى رقمية، بتوظيف الشبكة في إتاحتها، والمجسّدة في مبنى، ويمكن أن يجد المستفيد بعض المصطلحات التي تعبّر عن هذا النوع من المكتبات ومراكز المعلومات كالمكتبة المهيبرة، والمكتبة الهجينة، والمكتبة الآلية، المكتبة المتاحة عبر الخط المباشر). أيضاً المكتبة الإلكترونية تشمل على نوعين من المصادر الإلكترونية المتوفرة على الأقراص الضوئية والمصغّرات.. بالإضافة إلى المجموعة المرقمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى