الجهوي‎

مصالح مديرية الري بمستغانم، تؤكد:

"المياه الجوفية بديل عن السطحية جراء الجفاف"

سجلت مصالح مديرية الري خلال الأسابيع المنقضية دخول بئرين جديدين بدائرة عين النويصي مجال الانتفاع بمنطقتي بن ياحي وعياشة، في انتظار استكمال باقي العمليات الأخرى، لتضاف إلى 43 بئر عميق للتزود بالمياه الشروب بسعة إنتاج تبلغ 7 آلاف متر مكعب توفر يوميا، وذلك بالتزامن مع تسجيل اتساع دائرة عمق تلك الآبار بفعل تراجع منسوب المياه الجوفية ونضوبها في العديد من المواقع لعوامل الجفاف والتغيرات المناخية.

كما أن الجهود المهمة للغاية التي بذلت خلال السنوات الأخيرة من أجل توسيع شبكات التموين بالمياه الصالحة للشرب قد سجلت تطورا ملحوظا وقفزات نوعية فيما تعلق بالمشاريع والمكتسبات المحققة التي مكنت من تغطية كل التجمعات السكانية الكبرى وكذا 32 مركز بلدية ناهيك عن 590 دوارا، فيما يسجل تحديد ما يقارب الـ 20 نقطة سوداء، سوف تعالج وضعياتها مرحليا من خلال العمليات الجارية بها الأشغال. وحسب مصادرنا، فان الموارد المائية  بطابعها الاستراتيجي فيما تعلق بمسار التنمية الشاملة عبر الولاية وكذا ارتباطها الوثيق بالتنمية المستدامة والأمنين المائي والغذائي وتكاليف إنتاجها، بات الأمر يقتضي اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة لترشيد استعمالها لتلبية حاجيات السكان  ومتطلبات مختلف الفروع الاقتصادية والنشاطات الخدماتية.

في ظرف أكدت فيه مصادرنا واضطراريا بلوغ مرحلة الاستغناء نهائيا عن مصادر التموين بالمياه السطحية، نظرا للجفاف الذي أصاب السدود الـ 3 بإقليم الولاية التي نضبت مياهها بشكل رهيب، والاعتماد بالدرجة الأولى على المياه المحلاة وكذا الجوفية لبلوغ الغايات الاستهلاكية، وفي ظرف يظل فيه القطاع الفلاحي بولاية مستغانم ذات الإمكانيات المتنوعة يعاني من جانبه مصاعب توفير مياه السقي بالاعتماد أولا على المياه الجوفية بإحصاء أزيد من 10 آلاف بئر عادي محدود العمق إلى جانب 1122 بئر ارتوازي وبمعدل إنتاج يفوق 165 مليون متر مكعب سنويا، في حين باتت فيه قدرات الطبقات الجوفية 55 مليون متر مكعب فقط أي تسجيل استغلال مفرط، مما أدى إلى استنزاف رهيب على مستوى  العديد من المناطق عبر الولاية، مما انعكس سلبا على المردود الفلاحي باتساع نطاق الأراضي البور ومعيقات توفير مياه الري، وفيما يبقى أمر حشد المياه المستعملة ومعالجتها رهان عسير المنال لعدة اعتبارات مالية وتقنية بالدرجة الأولى.

وبغية التغلب على النقائص المتزايدة فقد تم برمجة عدة عمليات لاستخراج المياه الجوفية وتفجيرها لتوفير المياه الصالحة للشرب من خلال انطلاق الأشغال لإنجاز 10 آبار عميقة ارتوازية على مستوى المناطق المتضررة على غرار بلديات الحسيان، عين النويصي، بوقيرات، السوافلية، عين تادلس، وادي الخير، صيادة، ماسرى وغيرها والتي رصدت لها أغلفة مالية معتبرة بلغت المليارين سنتيم للعملية الواحدة، مع اعتبارها رهانا حيويا  في انتظار تجسيد المحطة الثانية لتحلية مياه البحر التي اختيرت لها الأرضية بساحل منطقة سيد العجال بإقليم بلدية خضرة بالجهة الشرقية من ولاية مستغانم، حيث مرتقب أن يشرع في الأشغال بها مطلع السنة المقبلة لتشكل محطة إستراتيجية في التموين بالمياه الشروب وتزويد ساكنة الولايات المجاورة على شاكلة غليزان والشلف.

مختار مولود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى