
تؤكد مشاركة الجزائر في الطبعة الثالثة لقمة الشراكة تركيا-أفريقيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات، التي احتضنتها اسطنبول يوم أمس، الشراكة المميزة القائمة بين الجزائر وتركيا.
وجرى حفل افتتاح اشغال هذه القمة تحت رئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهذا بحضور أزيد من 40 بلدا افريقيا ممثلين من طرف أزيد من 20 رئيس دولة و حكومة ووزراء الشؤون الخارجية وكذا وفد من الاتحاد الافريقي.
وتهدف القمة إلى بعث ديناميكية جديدة للشراكة الاستراتيجية بين تركيا وبلدان القارة الافريقية واعداد حصيلة القمتين السابقتين المنعقدتين على التوالي بإسطنبول 2008 وغينيا الاستوائية 2014.
وتعكس مشاركة الوزير الأول، وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، في أشغال هذه القمة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الطابع المميز للعلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر وتركيا في شتى الميادين.
وتجسدت هذه الشراكة المميزة بين الجزائر وتركيا، اللتين تجمعهما معاهدة صداقة وتعاون منذ 2006، من خلال تكثيف الاستثمارات والمبادلات التجارية فضلا عن تعزيز المشاورات السياسية حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وللتذكير، كان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان قد صرح، خلال زيارة الصداقة والعمل التي قام بها إلى الجزائر في جانفي 2020، بأن بلاده تعول على الجزائر لإنجاح قمة الشراكة تركيا-إفريقيا، معتبرا أن الجزائر أهم البوابات على المغرب العربي وإفريقيا.
وقد أفضى التعاون بين البلدين إلى توقيع عدة اتفاقات شراكة وتعاون ومذكرات تفاهم في مختلف القطاعات، لاسيما الطاقة والفلاحة والسياحة والتعليم العالي والثقافة والدبلوماسية والصحة والمؤسسات الناشئة.
من جهته، كان وزير الشؤون الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أكد خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر أوت 2021، أن بلاده ستواصل التعاون مع الجزائر من أجل توفير الأمن والاستقرار في كل المنطقة.
على الصعيد الاقتصادي، من شأن الديناميكية التي أعطيت للمبادلات بين البلدين أن تفضي عن قريب الى عقد الدورة الأولى لمجلس التعاون المشترك رفيع المستوى، حيث تم اقرار تنظيمها من طرف الرئيسين تبون و اردوغان في يناير 2020، وفي انتظار ذلك، قعدت الدورة الـ 11 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-التركية في شهر نوفمبر الأخير بالجزائر العاصمة، لأجل تعزيز أكثر للتعاون والشراكة بين البلدين.
الجزائر تعتبر، من خلال مجموع هذه الاستثمارات المباشرة التركية، ثاني شريك لتركيا في افريقيا،بحيث أن تركيا قد استثمرت في مجال الاستثمارات المباشرة أكثر من 5 مليار دولار في الجزائر، سيما في قطاعات الحديد و المنتجات الكيميائية والنسيج والأدوية والبناء.
وفي مجال البناء والسكن، أنجزت الشركات التركية 550 مشروع – منشآت وسكن بقيمة 20 مليار دولار حتى اليوم في الجزائر، في حين بلغ عدد المؤسسات مع شركاء أتراك 1300، وخلال سنة 2020 و بالرغم من جائحة كوفيد-19، تم إنشاء أزيد من 130 شركة تركية في الجزائر في مختلف المجالات، وفي سنة 2020، جدد البلدان أيضا عقد يسمح للجزائر بتموين تركيا بالغاز الطبيعي المميع إلى غاية 2024، مما يسمح للجزائر أن تصبح الممون الأول لتركيا بالغاز الطبيعي المميع والممون الرابع بغاز البترول المميع.
وتشكل الشراكة بين سوناطراك والشركة التركية لأجل انجاز المركب البتروكيماوي لإنتاج البروبيلان والبوليبروبيلان ومخطط الاستثمار للشركة التركية “توسيالي” قدره 1.7 مليار دولار أمريكي لأجل إنتاج الفولاذ المصفح في وهران، نماذج نجاح تحفز البلدين على البحث عن فرص جديدة للشراكة الرابحة-الرابحة.
وبالنظر لكثافة المبادلات والتعاون على جميع الأصعدة، تسهر كل من الجزائر وتركيا على الارتقاء بعلاقاتهما الى مصف الامتياز، علما بأن البلدان يتقاسمان علاقات تاريخية تتسم بالصداقة والتعاون متعدد الأشكال.
لعمامرة يعقد جلسة عمل مع نظيره التركي
عقد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، باسطنبول جلسة عمل مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، حيث استعرض الوزيران وضع العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا، معربين عن ارتياحهما للمستوى الذي بلغه التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة ما تعلق بالتبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة.
كما اتفق الطرفان خلال هذا اللقاء، المنعقد في أعقاب الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الثالثة للتعاون الإفريقي-التركي المرتقبة غدا السبت باسطنبول، على ضرورة تكثيف العمل لتعزيز هذا التعاون للرقي به إلى مستوى طموحات وقدرات البلدين.
هذا وتبادل لعمامرة وتشاووش أوغلو وجهات النظر بخصوص مخرجات الاجتماع الوزاري للتعاون الإفريقي-التركي والتي سترفع لاجتماع القمة الذي سينطلق غدا حيث يترأس الوفد الجزائري الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وعلى صعيد آخر، تباحث الوزيران حول بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما تناولا بالنقاش الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة الأورو متوسطية وبعض القضايا الإفريقية الراهنة.
ق.ح