
انطلقت في شهر أوت المنصرم من السنة الجارية، بالمكتبة المركزية لجامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس، فعاليات التكوين الخاصة بالدفعة السادسة عشر (16) لمركز تطوير المقاولاتية، وسط حضور مميز للطلبة الجامعيين المسجلين، وتأطير محكم من طرف مديرة المركز وطاقم المكوّنين المتخصصين في مجال ريادة الأعمال.
هذا التكوين، الذي أصبح تقليدًا سنويًا يحمل بصمة التميز والتجديد، يهدف إلى مرافقة الطلبة الجامعيين في تنمية الحس المقاولاتي، اكتشاف أفكار مشاريع مبتكرة، وتعزيز قدراتهم على تحويلها إلى مشاريع فعلية قابلة للتجسيد في السوق.
أفكار تولد من رحم التحدي
منذ اليوم الأول، سادت أجواء التكوين ديناميكية تفاعلية تعكس شغف المشاركين بعالم المقاولاتية، حيث تؤمن إدارة المركز أن كل فكرة مهما بدت بسيطة قد تحمل في طياتها بذرة مشروع ناجح، إذا ما وُضعت في الإطار الصحيح.
وقد خُصصت حصص تكوينية معمّقة لشرح أدوات أساسية مثل مخطط الأعمال و مخطط نموذج الأعمال التجاري كوسائل عملية تساعد المشاركين على تحويل أفكارهم الأولية إلى مشاريع ملموسة ذات هيكل إداري ومالي واضح.
منهج تكويني متكامل
تميّز البرنامج بتوازن مثالي بين الجانب النظري والتطبيقي، إذ شمل تمارين جماعية تفاعلية تهدف إلى تنمية مهارات التواصل والتعامل مع الأزمات. ورشات تسويق وبيع أُتيح فيها للمشاركين عرض أفكارهم حول كيفية تسويق منتجات مبتكرة، مما ساهم في تعزيز روح المنافسة وتبادل التجارب.
وقد عبّر العديد من الطلبة عن إعجابهم ببيئة التكوين التي جمعت بين الإبداع، العمل الجماعي، التحدي، والالتزام، ما منحهم دفعة قوية نحو التفكير المقاولاتي الجاد.
مفاتيح النجاح من قلب الورشات
مع نهاية كل أسبوع، يتم تلخيص أهم المخرجات في شكل دروس مختصرة تعد بمثابة مفاتيح عملية للنجاح في عالم الأعمال في الادارة الفعالة ، التطوير المستمر ، الافكار الابداعية ، التسويق والتموين و تقدير التكاليف
من الجامعة إلى السوق و بناء الجيل المقاولاتي الجديد
إنّ تكوين الدفعة السادسة عشر لمركز تطوير المقاولاتية، لم يكن مجرد سلسلة من الدروس والورشات، بل تجربة إنسانية ومعرفية أثبتت أن ريادة الأعمال ليست حكرًا على فئة محددة، بل ثقافة يمكن غرسها وتطويرها داخل الأوساط الجامعية.
وختامًا، أثبت المشاركون في هذه الدورة أن الجامعة لم تعد مجرد فضاء للتلقي الأكاديمي، بل أصبحت منصة حقيقية لتفجير الطاقات الشبابية نحو آفاق اقتصادية جديدة، حيث يصبح كل طالب مشروع مقاول محتمل، يحمل فكرًا مبدعًا، وخطة عمل واضحة، وطموحًا لا حدود له.
فتحي مبسوط