
دعت مديرية الصحة والسكان لولاية وهران، كافة المؤسسات الصحية التابعة لها، إلى إحياء فعاليات اليوم العالمي لمرض السكري، من خلال إطلاق حملات تحسيسية والكشف المبكر عن السكري، عبر كافة الهياكل والمرافق التابعة لها.
وأشارت مديرية الصحة والسكان على تخصيص فضاءات وساحات عمومية لتنشيط حملات توعوية، واستغلال فضاء الإنترنت من خلال الصفحات الرسمية لها، وعبر مختلف وسائل الإعلام، وبالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في هذا المجال بغرض توعية الساكنة والمواطنين بمرض السكري، والتركيز على الوقاية منه، والتعريف بأهمية التشخيص المبكر والكشف عن علاماته، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري المصادف لـ 14 من الشهر الجاري.
ومع الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة بمرض السكري الذي شهدته الجزائر،حيث وصلت النسبة إلى 15بالمائة من السكان من سن 18 سنة فما فوق، أي 4 ملايين شخص، كما تشير الإحصائيات إلى أن معدلات السمنة، التي تصل إلى 30بالمائة لدى النساء و25بالمائة لدى الرجال، تساهم بشكل كبير في تفاقم هذه الأزمة الصحية مع احتمال ارتفاع العدد إلى 5 ملايين بحلول 2030 في ظل غياب إجراءات وقائية فعالة، حسب المختصين .
وبغرض وضع جعل الرفاهية من أجل صحة مستدامة لمرضى السكري، تعكف المصالح الصحية في تعزيز الكشف المبكر، وتعزيز الحملات التحسيسية، مع الارتفاع الكبير لعدد الحالات الجديدة،بهدف رفع مستوى الوعي عند المواطنين حول عوامل الخطر وأعراض ومضاعفات داء السكري، وكذا أهمية التربية العلاجية من أجل التعايش مع داء السكري، من خلال برنامج تحسيسي مكثف بتوزيع الفرق الطبية المتخصصة بتحسيس المواطنين داخل وخارج المؤسسة ، حيث كشف المختصون أن مرض السكري سيكون السبب السابع لحالات الوفاة بحلول 2030.
تزامنا مع اليوم العالمي لمرضى السكري وتحسيس المواطن بأهمية الكشف المبكر، في ظل ارتفاع عدد الحالات والاصابات سنويا، والتي مست مختلف الفئات العمرية، حيث ترتكز الجهود للتخفيف من الحالات المرضية في الوقت الذي يقدر فيه عدد المصابين بالسكري بالولاية بنحو 200 ألف مصاب، بما فيهم فئة الأطفال بارتفاع مقارنة بالسنة الماضية،حيث تقدر نسبة الإصابة بداء السكري لدى الأطفال بـ 30 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف طفل، حسبماكشفتعنه مصلحة طب الأطفال للمركز الاستشفائي الجامعي لوهران.
يأتي ذلك مع تعزيز مستشفى الأطفال “عبد القادر بوخروفة” بوهران، بوحدة جديدة متخصصة في التكفل بمرض السكري لدى الأطفال، حيث تتكفل الوحدة الجديدة بالأطفال المصابين بداء السكري، تضم فريقا متكاملا يتكون من مساعد و3 مربيات مختصات في التربية العلاجية وأخصائي تغذية وطبيبة نفسية، مشيرة إلى أنه يتم تقديم ما معدله 600 استشارة كل 3 أشهر للأطفال من جميع أنحاء الجهة الغربية للتخفيف من مضاعفات المرض.
حيث يتم تلقين الأطفال والأولياء مبادئ التربية العلاجية للأطفال المصابين بالسكري وأولياءهم، خاصة أولئك المصابين بالسكري من النوع الأول حتى يتمكنوا من موازنة مستويات السكر في الدم، من خلال إتباع نظام غذائي مناسب وتكييف جرعات الأنسولين للحصول على حياة طبيعية .
نحو 15 بالمائة من ساكنة وهران مصابة بالسكري ونحو 6 آلاف حالة جديدة لأطفال دون 5 سنوات سنويا
كشفت المصالح الطبية أن عدد الاطفال المرضى الأقل من 5 سنوات المصابين بالسكري اليافعين، أو السكري من النوع الأول لدى الاطفال بالجزائر، يقدر بأكثر من 6 آلاف حالة، حسب رئيس مصلحة طب الاطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بتلمسان، وأخصائي أمراض السكري والغدد بالمركز الاستشفائي الجامعي بتلمسان “بن ددوش.س”.
أشار رئيس مصلحة طب الاطفال أن المرض هو حالة مرضية، يتوقف فيها جسم الطفل عن إنتاج هرمون مهم (الأنسولين) أو المعتمد على الأنسولين، منوها أن هذه الفئة العمرية جديرة بالتكفل والرعاية الصحية الدقيقة، كونها مرحلة حساسة ويحتاج الطفل إلى الأنسولين للبقاء على قيد الحياة؛ لذا يجب استبدال الأنسولين المفقود بالحقن أو مضخة الأنسولين،منوها أن الطفل يحتاج 5 حقنات في اليوم، والتي يسبقها تحاليل دورية لازمة لتعقب الوضعية الصحية للطفل.
منوها أن مرض السكري اليافعي ليس نادرا، فهو مرض جيني ولا يستطيع الوقاية منه إلا عن طريق التشخيص المبكر والتكفل لتفادي المضاعفات، حيث أكد أنه لا يوجد علاج شافٍ لداء السكري من النوع الأول عند الأطفال، ولكن يمكن التحكم فيه، وقد نجحت الأساليب المتقدمة لمتابعة سكر الدم وضخ الأنسولين في تحسين جودة الحياة، والتحكم في نسبة السكر في الدم عند الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.
كما أوضح أن الاحتياط ملزم من خلال توفير كاشف قياس نسبة السكر في الدم، يتم وضعه بجسم الطفل لمدة 15 يوما، ويجنب الطفل المضاعفات الصحية التي قد تؤدي به للموت،وذلك عوض عملية الوخز اليومي بالإبر،حيث يعمل الكاشف على ضبط نسبة السكر سواء في هبوطها أو ارتفاعها يضيف المتحدث.
من جهة أخرى، أشاد المختص بأهمية التكفل العائلي لمحيط المريض الطفل أقل من 5 سنوات من خلال الإسهام في وقايته من مضاعفات السكري عن طريق التعاون مع الطفل في استمرار السيطرة قدر الإمكان، على مستوى السكر في الدم، وتوعية الطفل بأهمية اتباع نظام غذائي صحي والمشاركة في الأنشطة البدنية المنتظمة،ووضع جدول مناسب لزيارات الطفل لاختصاصي رعاية مرضى السكري.
قد يصاب الأطفال المصابون بداء السكري من النوع الأول باضطرابات مناعية ذاتية أخرى، مثل أمراض الغدة الدرقية والأمراض الباطنية، وقد يوصي طبيب الأطفال المتابع بعمل اختبارات لهذه الحالات.
السكري سبب الشلل الكلوي،العمى وبتر الساقين
كشف المختصون أن مرض السكري سبب رئيسي للإصابة بالفشل الكلوي والعملى وبتر الساقين،وغيرها من الأمراض المزمنة التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة،حيث تم اعتماد اليوم العالمي للسكري رسميا عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، استجابة للقلق المتزايد من مرض السكري في جميع أنحاء العالم.
وتقول الأمم المتحدة إنه بعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين، لم يزل ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها،ويحتاج مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرين لإدارة الحالة الصحية وتجنب المضاعفات.
وتضيف أنه تتيح الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين فرصة فريدة لإحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 460 مليون شخص يعانون من السكري، والملايين غيرهم المعرضين لخطره. و”يستطيع المجتمع العالمي المعني بمرض السكري -إذا وحد الجهود بما لديه من الأعداد والتأثير والتصميم- إحداث تغيير ذي مغزى، ونحن في أشد الحاجة لمواجهة التحدي”، كما أن عدد مرضى السكري تضاعف 4 مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول نهاية العقد.
ويعود السبب الرئيسي لانتشار داء السكري، إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني. وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاما ارتفاعا كبيرا من 4بالمائة عام 1975 إلى أكثر من 18بالمائة عام 2016.، ويعاني من داء السكري أكثر من 420 مليون شخص. وعلى الصعيد العالمي، زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70بالمائة بين عامي 2000 و2019. بالمقابل، تقدر الكلفة العالمية لداء السكري بأكثر من تريليون دولار سنويا.
منصور.ج



