
كشف مدير جامعة ابن خلدون بتيارت “ا.د بلقومان برزوق” عن خطط طموحة لإنشاء مدرسة عليا للأساتذة في بلدية السوقر، وذلك ضمن التحضيرات الجارية للموسم الجامعي المقبل.
وفي هذا السياق، أعرب السيد “برزوق” عن حماسه لهذا المشروع الحيوي، مؤكدا أن “هذه المؤسسة التعليمية الجديدة ستمثل نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي بالمنطقة”، وأضاف في تصريحاته أن المشروع يهدف بالأساس إلى تخريج كوادر مؤهلة للعمل في القطاع التربوي بمختلف مستوياته.
وبينما تشهد المنطقة نموا متزايدا في عدد الطلبة الراغبين في متابعة دراساتهم العليا، تأتي هذه المبادرة لتلبي حاجة ملحة في مجال التكوين التربوي المتخصص، كما تسعى الجامعة من خلال هذا المشروع إلى تعزيز حضورها الأكاديمي وتوسيع نطاق خدماتها التعليمية.
ومن جانب آخر، يندرج إنشاء هذه المدرسة في إطار الخطة الوطنية الشاملة لتطوير شبكة المؤسسات الجامعية عبر مختلف أنحاء البلاد، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقريب الخدمات التعليمية من الطلبة وتخفيف الضغط على الجامعات المركزية. وفيما يتعلق بالبرامج التكوينية، أشار المسؤول الجامعي إلى أن المدرسة ستقدم مناهج حديثة تتماشى مع احتياجات سوق العمل الفعلية، وستركز هذه البرامج على الجانبين النظري والتطبيقي، بما يضمن إعداد خريجين قادرين على مواجهة تحديات الميدان التربوي بكفاءة عالية.
وبخصوص اختيار الموقع، أوضح “برزوق” أن بلدية السوقر تتمتع بمزايا جغرافية واستراتيجية مهمة تجعلها الخيار الأمثل لاحتضان هذا الصرح العلمي، وتابع قائلا إن هذا الموقع سيسهل على الطلبة من مختلف المناطق المجاورة الوصول إلى المؤسسة دون عناء السفر لمسافات طويلة.
وعلى صعيد التحضيرات العملية، تعمل إدارة الجامعة حاليا بالتنسيق الوثيق مع الجهات المختصة لضمان نجاح المشروع، وتشمل هذه الاستعدادات توفير الكادر التدريسي المتخصص وتجهيز المرافق والهياكل اللازمة للعملية التعليمية.
ومن المتوقع، أن يحدث هذا المشروع تغييرا إيجابيا في المشهد التعليمي بالولاية، حيث سيوفر للطلبة المحليين فرصة الحصول على تعليم عال متميز دون الحاجة للانتقال إلى ولايات أخرى، وهو ما قد يساهم في تقليل ظاهرة الهجرة الطلابية وتعزيز الاستقرار الأكاديمي. وفي الوقت نفسه، تسعى الجامعة من خلال هذا التوسع إلى تعزيز مكانتها في الخريطة الجامعية الوطنية، وتأمل في أن تصبح مرجعا أساسيا في مجال التكوين التربوي، خاصة مع الاهتمام المتزايد بجودة التعليم ومخرجاته.
وعلى المدى البعيد، يتوقع أن تساهم هذه المدرسة في رفد سوق العمل بكفاءات مدربة ومؤهلة، مما يعود بالنفع على القطاع التربوي ككل، وستلعب دورا مهما في تحسين مستوى التعليم وتطوير الممارسات البيداغوجية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة ابن خلدون تيارت، قد حققت إنجازات متميزة في السنوات الأخيرة من خلال تنويع تخصصاتها وتحديث برامجها الأكاديمية، وقد عملت باستمرار على تطوير منظومتها التعليمية لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المعاصرة.
وبإنجاز هذا المشروع الطموح، تؤكد الجامعة التزامها بالمساهمة الفعالة في تطوير التعليم العالي وخدمة المجتمع، كما تسعىل إلى ترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة، قادرة على تقديم حلول مبتكرة لتحديات التنمية البشرية في الجزائر.
ج.غزالي