
أكد وزير التربية الوطنية “عبد الحكيم بلعابد” أن الدخول المدرسي المقبل سيعرف إطلاق المدرسة الدولية الجزائرية الافتراضية لأبناء الجالية الجزائرية لأول مرة في تاريخ قطاع التربية الوطنية، والاعتماد الكلي على الرقمنة في التسيير وتعميم التربية التحضيرية والتقليص من عدد المواد المدرّسة في الطور الأوّل من التعليم الابتدائي، وزيادة توقيت المواد الفنية لتقارب 20 بالمائة من الحجم الساعي بعدما كانت تمثّل 7 بالمائة فقط وغيرها من المستجدات.
خلال إشراف وزير التربية الوطنية “عبد الحكيم بلعابد” على اختتام أشغال الندوة الوطنية لمتابعة تنفيذ العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي 2024-2025 بولاية مستغانم، بحضور إطارات من الإدارة المركزية المدير العام للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، مدير الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، مدير مركز التموين بالتجهيزات والوسائل التعليمية وصيانتها ومدراء التربية.
تأتي هذه الندوة الوطنية الحضورية التي تهدف إلى تفعيل الأداء في إطار التقييم المرحلي لمخرجات الندوة الوطنية المنعقدة أواخر شهر جوان الماضي، ومتابعة التنفيذ الفعلي للعمليات الإجرائية المسجّلة للدخول المدرسي المقبل ولاية بولاية وفق الآجال المحدّدة لها.
المتابعة الدقيقة والصارمة لتنفيذ برنامج الوزارة
وفي كلمته، أكّد “بلعابد” أن برمجة هذه الندوة الوطنية يأتي ضمن استراتيجية الوزارة للمتابعة الدقيقة والصارمة لتنفيذ برنامج عملها، والتأكد من توفير كل أسباب النجاح للدخول المدرسي المقبل في مختلف النواحي التربوية والتنظيمية والمادية، خاصة وأن الدولة طالما جعلت من تربية أبنائها أولوية وطنية.
حيث سيتم الوقوف على تنفيذ العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي المقبل، الذي سيشهد الكثير من المستجدات والتحسينات والتي تدخل في إطار استكمال برنامج رئيس الجمهورية في قطاع التربية الذي يحظى برعاية كريمة واهتمام كبير ومتابعة دقيقة منه.
وكانت الفرصة مناسبة للوزير ليجدّد شكره لجميع أفراد الجماعة التربوية على المجهودات التي بذلوها خلال السنة الدراسية الفارطة، والتي تكلّلت بالنجاح المحقّق في الامتحانات المدرسية الوطنية لدورة 2024 والتي كانت الأحسن كمّا ونوعا منذ الاستقلال إلى جانب النجاح المسجّل في المنافسات العالمية، حيث تحصّلت الجزائر لأول مرة على ميدالية ذهبية في الأولمبياد الدولية للرياضيات بالمملكة المتحدة حازها التلميذ دراش شمس الدين عبد العالي.
تحقيق إنجازات تاريخية ملموسة
كما أشار الوزير إلى الإنجازات التاريخية التي تجسّدت في قطاع التربية في السنوات الأخيرة، حيث تم تحقيق إنجازات تاريخية ملموسة ووضع حلول جذرية لعدّة إشكالات كتخفيف وزن المحفظة وتثبيت مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي وإسناد تدريس مادة التربية البدنية والرياضية إلى أساتذة متخصصين، واستحداث مديرية عامة للرياضة المدرسية وتنصيب امتحان تقييم المكتسبات في التعليم الابتدائي، بالإضافة إلى تفعيل آليات الإعلام والتحسيس والتحفيز للتوجيه إلى شعبة الرياضيات ما سمح ببلوغ نسبة 28 بالمائة من الموجهين إلى شعبتي الرياضيات والتقني الرياضي، واستحداث ثانوية وطنية للفنون مع تنظيم بكالوريا الفنون لأول مرة منذ الاستقلال.
الضبط النهائي للتنظيمات التربوية
وأكد الوزير أن الدخول المدرسي المقبل سيعرف إطلاق المدرسة الدولية الجزائرية الافتراضية لأبناء الجالية الجزائرية لأول مرة في تاريخ قطاع التربية الوطنية، والاعتماد الكلي على الرقمنة في التسيير وتعميم التربية التحضيرية والتقليص من عدد المواد المدرّسة في الطور الأول من التعليم الابتدائي، وزيادة توقيت المواد الفنية لتقارب 20 بالمائة من الحجم الساعي، بعدما كانت تمثّل 7 بالمائة فقط وغيرها من المستجدات.
وأشار الوزير أن الندوة ارتكزت أشغالها على التأكد من إتمام العمليات المبرمجة لشهر جويلية المنصرم ولاية بولاية مع متابعة نسبة التقدم في تنفيذ العمليات الجارية تحسبا للدخول المدرسي. وفي هذا السياق تم التأكد من الضبط النهائي للتنظيمات التربوية والتأكد من عقد مجالس القبول والتوجيه وتبليغ نتائجها للتلاميذ وأوليائهم، بالإضافة إلى التأكد من استلام جميع الطعون الخاصة بالتوجيه، والتأكد كذلك من عقد اللجان الولائية للطعن وتبليغ قراراتها للمعنيين عبر فضاء الأولياء، وإشهار القوائم بالمؤسسات التعليمية، إلى جانب ضبط التنظيم الإداري والبيداغوجي في جميع المؤسسات التعليمية.
التأطير البيداغوجي
وبالحديث عن التأطير البيداغوجي، أكد بلعابد استكمال عملية توظيف جميع خريجي المدارس العليا للأساتذة مفنِّدا المعلومات المغلوطة حول عدم التكفّل ببعض الحالات، إذ تم الاحتفاظ بالانتداب لضمان توظيف كل خريجي هذه المدارس، مع احتفاظ الأساتذة المعنيين بجميع الامتيازات المرتبطة بالرتبة التي تكونوا من أجلها.
وبخصوص الكتاب المدرسي، تم تسليم الكتب المدرسية من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، كما تم ضبط جميع نقاط البيع على المستوى الوطني.
وفي هذا الصّدد، أكد الوزير أن كتاب اللغة الإنجليزية للسنة الخامسة ابتدائي جاهز ويتم حاليا توزيعه على المؤسسات التعليمية ونقاط البيع، وبهذا سيتم استكمال تنصيب هذه المادة في التعليم الابتدائي في السنة الدراسية 2024-2025 ، كما تمّ تسليم الألواح الإلكترونية المخصصة لتجهيز 1700 مدرسة على المستوى الوطني إلى مديريات التربية، وكذلك تحديد المدارس المعنية، وتم الوقوف على مدى تقدّم عملية تأمين وتحصين هذه المدارس، ليصل عدد الابتدائيات المجهزة إلى قرابة 5000 مدرسة .
وبخصوص المنحة المدرسية الخاصة 5000 دج، تم صرف ما يزيد عن 99.5 بالمائة لمستحقيها، وشدّد الوزير على استكمال ما تبقى في غضون أسبوع على الأكثر، ليتم بذلك تجسيد أوامر السيد رئيس الجمهورية بصرف هذه المنحة قبل شهر من الدخول المدرسي على الأقل، لتمكين الأولياء من استغلالها في اقتناء اللوازم المدرسية لأبنائهم.
وفيما تعلّق بالعمليات المسجلة لشهر أوت الجاري، تابع الوزير نسبة التقدم في الإنجاز، حيث أسدى تعليمات للإبقاء على الدورة الاستثنائية للجنة الوزارية لإنشاء المؤسسات التعليمية التي ستنطلق أشغالها ابتداء من 18 أوت الجاري مفتوحة، ووقف على نسبة التقدم في ترميم المؤسسات التعليمية مشددا على ضرورة الانتهاء من أشغال الترميم قبل التحاق التلاميذ، وكذلك الأمر بالنسبة لتجديد التجهيزات البيداغوجية بالمؤسسات التعليمية ومواصلة التكفل بالابتدائيات التي لا تتوفر على فضاءات مناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية باستغلال الفضاءات المجاورة بالتنسيق مع الجماعات المحلية، إضافة إلى نسبة التقدم في تنفيذ عمليات الدعم المدرسي، ومنها النقل المدرسي، التغذية المدرسية، حيث شدّد السيد الوزير على وجوب فتح المطاعم المدرسية منذ أول يوم من دخول التلاميذ، والصحة المدرسية وغيرها من العمليات.
جرفاوي. ع