فاقت خلال الآونة الأخيرة أسعار الذهب بمحلات بيع المجوهرات بمستغانم جلّ التطلّعات وتجاوزت جميع المستويات التي بلغتها في أوقات سابقة، حيث ولأوّل مرّة يقفز ثمن الغرام الواحد من الذهب المستورد إلى مبلغ 17800 دج، بينما بلغ ثمن الذهب المستعمل عتبة 15000 دج.
بالرغم من نقص إقبال المواطنين على شراء المجوهرات ونقص توافدهم على محلات بيع الذهب، غير أن سعر المجوهرات يواصل الارتفاع بشكل جنوني هذه الأيّام ليبلغ مستويات غير معهودة ولم يسبق وأن تم تسجيلها في وقت سابق. وفي سياق متّصل، فقد خلقت ظاهرة غلاء الذهب حالة نفور وتخوّف من طرف المواطنين، خاصة منهم المقبلين على الزواج، في ظل تواصل ارتفاع ثمن الذهب والمجوهرات إلى أقصى المستويات، رغم ركود عمليات البيع والشراء داخل أغلب المحلات المعنية.
كما شهدت أسعار الذهب مؤخّرا سواء بمحلات بيع المجوهرات أو بالسوق السوداء بمستغانم، قفزة نوعيّة وزيادة غير مسبوقة لثمن هذه المادّة التي تراوح سعر الغرام الواحد منها ما بين 17300 و17800 دينار جزائري بالنسبة للذهب المستورد ذو النوعية الجيّدة، فيما تراوح سعر الغرام من الذهب المحلّي ما بين 15500 و16500 دينار جزائري داخل محلات بيع المجوهرات المتواجدة على مستوى وسط المدينة، بينما بلغ سعر الذهب المستعمل “لا كاس” عتبة 15000 دينار جزائري، وهو ما يوضّح زيادة نسبية مست الأسعار التي ارتفعت بشكل رهيب رغم تسجيل نقص إقبال الجزائريين على اقتناء المجوهرات بسبب غلائها.
تجدر الإشارة من ناحية ثانية، أن أسعار الذهب قد بلغت ما بين سنة 2019 إلى غاية سنة 2020 مبلغ 6000 دج و7500 دج بالنسبة للنوعين المحلّي والمستورد، فيما لم تتجاوز سنة 2018 مبلغ 5500 إلى 5900 للغرام الخاص بالذهب المحلّي و6400 للمستورد. كما أن أسعارها تتفاوت بالزيادة من محل لآخر، وهو ما يعكس حجم الزيادة مقارنة بالأسعار الحالية المذكورة سالفا، حيث بلغت أضعاف السعر المتداول قبل 4 سنوات.
بجدر الذكر من جهة أخرى، أنّ سعر الذهب المستورد بلغ السنة الماضية عتبة 15 ألف دينار وسعر الذهب المحلي كان تأرجح ما بين 11500 إلى 12000 دينار جزائري، قبل أن يعكس الواقع جل التوقعات من خلال تسجيل زيادات في الأثمان رغم نقص الإقبال على اقتناء المجوهرات، وهو ما رصدته “البديل” خلال جولة ميدانية قادتها إلى محلات بيع المجوهرات بالساحة المقابلة للسوق المغطاة، بالإضافة إلى السوق السوداء لبيع وشراء الذهب المستعمل بحي الدرب، بارتفاع، أين التقينا مجموعة من التجار الذين أوضحوا لنا أنّ سعر الذهب المستعمل قد ارتفع خلال الأيام الأخيرة لأسباب مجهولة تزامنت والنقص الرهيب في إقبال المواطنين على شراء المجوهرات، وهو ما كان من المفروض أن يحطّم الأسعار ويسقطها أرضا نظرا لانعدام الطلب على الذهب الذي يقابله وفرة في مختلف أنواع المجوهرات، فيما ربط تجّار آخرون ظاهرة غلاء الذهب بارتفاع “الأورو” خلال هذه الأيّام، ورجّح تجار آخرون تواصل ارتفاع أسعار الذهب ومختلف أنواع المجوهرات خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما خلق حالة من التذمر والاستيلاء لدى فئات خاصة، منها المقبلة على الزواج.
مـولـود. م