
في خطوة غير متوقعة. أعلنت شركة “أبل” عن تشكيل فريق متخصص في تطوير تجربة بحث ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وهو ما يمثل تحولا جذريا في موقفها السابق . الذي كان يتسم بالحذر الشديد من الاندماج السريع في سباق روبوتات المحادثة” محرك البحث الذكي من أبل ” .
وكانت “أبل” قد عبّرت. سابقًا عن تفضيلها تطوير خدماتها الخاصة بعيدًا عن منافسة مباشرة مع منصات المحادثة الذكية مثل “شات جي بي تي” من شركة “أوبن إيه اي”.
حيث فضّلت التركيز على أدوات محدودة في مساعدها الصوتي التقليدي ومجموعة من الميزات التجريبية التي لم تحقق الأثر المتوقع.
غير أن ظهور مجموعة من المنافسين الذين استطاعوا التقدم بخطى سريعة في مضمار البحث الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي.
دفع “أبل” لإعادة النظر في استراتيجيتها بهدوء فشكلت فريقا داخليا جديدا تحت اسم “الإجابات والمعرفة والمعلومات”. يتولى مهمة استكشاف سبل تطوير تجربة بحث تفاعلية تمزج بين فهم اللغة البشرية وتحليل البيانات العميقة.
محرك البحث الذكي من أبل .. بداية متعثرة ومساعٍ للتدارك
منذ الإعلان عن دمج ميزات الذكاء الاصطناعي فيما يعرف بمشروع “الذكاء الخاص بأبل”. لم تلقَ النتائج الأولية الكثير من الترحيب. إذ بدت بعض الوظائف الجديدة مثل الرموز المولدة تلقائيًا وتلخيص التنبيهات محدودة الأثر. ولا ترقى لمستوى المنافسة الحقيقية.
كما أن مساعد “سيري” الصوتي الذي كان من أوائل التطبيقات الذكية منذ سنوات. لم يشهد تطويرا حقيقيا يواكب الطفرة الجديدة في مجال النماذج اللغوية الضخمة وتقدّم تقنيات التفاعل الذكي.بل ظلّ يعاني من تأخيرات متكررة في تحديثه. مما أثار انتقادات داخلية حتى من بعض مسؤولي التطوير في الشركة.
وقد ورد في تقرير لموقع تقني مختص أن “روبي ووكر”، وهو أحد القادة السابقين في فريق “سيري”. تولى مسؤولية الإشراف على الفريق الجديد المعني بابتكار محرك بحث ذكي يوازي تجارب الدردشة الحديثة المعتمدة على فهم النصوص والسياقات.
حيث وصف ووكر التأخر في تحديث “سيري” بأنه محرج ومقلق مما يعكس رغبة حقيقية في استعادة الريادة التقنية.
بحث عن موقع في عصر الذكاء الصناعي
من المعروف أن “أبل” لطالما اعتمدت على سياسة الانغلاق الجزئي والاكتفاء بتجارب داخلية محكمة. بدلا من الانفتاح السريع على النماذج الضخمة المفتوحة.
إلا أن تغيرات السوق وسرعة التحولات الرقمية دفعت الشركة لتعديل نهجها وتأسيس فرق عمل داخلية تعيد رسم ملامح مستقبلها في هذا المجال.
وقد أفادت تقارير إعلامية بأن “أبل” كانت تتواصل في وقت سابق مع شركات ناشئة متخصصة في محركات البحث الذكية. مثل تلك التي تركّز على تجارب التفاعل اللغوي الطبيعي. وهو ما يكشف أن نية دخول هذا المجال كانت قائمة لكنها انتظرت اللحظة المناسبة.
وفي اجتماع داخلي مغلق. أشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل لحظة فارقة في تاريخ التكنولوجيا لا تقل أهمية عن ظهور الإنترنت أو الهواتف الذكية أو التطبيقات الرقمية.
وأن على شركته أن تُحسن استغلال هذه الفرصة بدل أن تكتفي بدور المتابع من بعيد.
ورغم أن الفريق الجديد لا يزال في مراحله الأولى. إلا أن مجرد الإعلان عن تأسيسه يبعث بإشارة واضحة أن الشركة قد بدأت فعليًا الدخول في سباق الذكاء الاصطناعي من أوسع أبوابه.
وخصوصًا في مجال محركات البحث الذي يشهد منافسة شرسة بين كبار الشركات الرقمية.
تسعى “أبل” اليوم إلى قلب الصفحة وفتح فصل جديد في علاقتها مع الذكاء الاصطناعي. حيث تسعى للانتقال من دور المتفرج إلى دور اللاعب الفعّال عبر بناء منظومة بحث ذكية تحاكي لغة البشر وتتكامل مع منظومة أجهزتها وخدماتها.
ويبدو أن الشركة تدرك أن المرحلة المقبلة لا تتعلق فقط بالمنافسة التقنية. بل بإعادة صياغة تجربة المستخدم في العمق وتشكيل علاقة جديدة بين الإنسان والمعرفة الرقمية.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله