
قررت الجزائر إعادة الدبلوماسي رمطان لعمامرة على رأس وزارة الشؤون الخارجية في التغيير الحكومي الأخير خلفا لصبري بوقادوم، وهي خطوة أثارت تساؤلات عديدة بشأن ما إذا كان الأمر يتعلق بتغيير عادي للأشخاص، أم أن الأمر يتعلق بإعادة ترتيب أولويات السياسية الخارجية.
وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون، في 07 جويلية الماضي عن تشكيلة الحكومة الجديدة بقيادة أيمن بن عبد الرحمان، وأكبر مفاجآتها كانت عودة لعمامرة لقيادة الدبلوماسية الجزائرية.
وفي أول لقاء توجيهي مع كوادر وزارة الخارجية، في 15 جويلية الماضي، شدد لعمامرة على ضرورة المضي قدما في طريق تعزيز الدور الدبلوماسي الجزائري، سواء ما تعلق بوساطة لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، أو مواجهة المخططات التي تستهدف البلاد.
بفضل المهام الكبيرة التي أسندت لشخصه، من قبل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، ومراكز ومعاهد دراسات ذات مرجعية عالمية، على غرار مجموعة الأزمات الدولية، ومعهد ستوكهولم للسلام، لعمامرة صنع لنفسه اسما في الساحة الدبلوماسية على الصعيدين القاري والعالمي.
لعمامرة: تصريحات الرئيس الفرنسي “خطأ جسيم“
وصف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الجزائر بالخطأ الجسيم، مجدّدًا رفض الجزائر لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
في تصريح لوكالة الأنباء التركية “الأناضول” على هامش الاجتماع الوزاري الثالث “إفريقيا -إيطاليا”، صرح لعمامرة لقد أجبنا على تصريحات ماكرون بالطريقة المناسبة وبشكل قوي وحازم، وأبرز الوزير أن الأمر يتعلق بقضية تخص الشعب الجزائري وهو وحده المؤهل لمواجهة هذه التصريحات المعادية والدفاع بشكل جماعي عن استقلالنا وسيادتنا أمام ما نعتبره خطئًا جسيمًا ارتكبته السلطات الفرنسية.
وأضاف، نحن نوضح لكافة شركاءنا وخاصة فرنسا أنه لا يمكن للجزائر أن تقوض كرامتها من أجل التعاون، وأنها لا ترضى بأي تدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن تاريخ الجزائر مع فرنسا معقد وصعب، واعتبر قائد الدبلوماسية الجزائرية أنه مهما كان سبب الأزمة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقات الجزائر مع الدول الشقيقة مثل تركيا.
وأبرز الوزير، أن الجزائر وفرنسا تمتلكان تاريخا صعبا ومعقّدا”، مضيفا أن الجزائر نجحت في التعامل مع هذا الوضع طوال الوقت، مشدّدا على أن الجزائر حافظت دومًا على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وكل الدول الأخرى، وتابع على جميع الدول الشريكة، وخاصة فرنسا أن تفهم جيدا بأن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقا، مجددا رفض الجزائر القاطع لتصريحات ماكرون الأخيرة.
ونبّه لعمامرة، إلى أن الجزائر لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية، مضيفا أن القواعد واضحة، في حال احترام سيادتنا واستقلالنا وحقوقنا المشروعة، فنحن على استعداد للتعاون مع هذا الشريك، وإلا فنحن مستعدون لمواجهة ذلك.
علاقاتنا قوية مع ليبيا وتركيا لاعب مهمّ
حول العلاقات الجزائرية- التركية أكد لعمامرة، إن البلدين يمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، مشيرا إلى أن أنقرة ساهمت في التنمية بالجزائر ونتطلع لمزيد من العلاقات والاستثمارات التركية خلال الأيام القادمة، كما أكد أن الجزائر تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا تشمل كافة المجالات، معربا عن تفاؤله بهذا الشأن.
وبخصوص الملف الليبي، أكد الوزير أنّ الجزائر مستعدة لتقاسم خبراتها وتجاربها وإمكانياتها مع الأشقاء الليبيين لإجراء الانتخابات بشفافية وديمقراطية، وحول دور تركيا في ليبيا، شدد لعمامرة على أن تركيا بلا شك لاعب مهم للغاية، ولديها علاقات قوية مع ليبيا، ونأمل أن تقوم كافة الأطراف بمساعدة الليبيين على صياغة مستقبل مشترك دون التدخل في شؤونهم الداخلية.
ودعا لعمامرة، جميع الليبيين الى فتح صفحة جديدة، قائلا بعد هذه الأزمة العميقة التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، ندعو كافة الأطراف والقادة في ليبيا لفتح صفحة جديدة في تاريخهم، وبالتأكيد ستدعم الجزائر هذا الأمر.
لعمامرة يلتقي بإيطاليا مع عدد من أفراد الجالية الوطنية
إلتقى رمطان لعمامرة، بعدد من أفراد الجالية الوطنية بايطاليا، حيث استمع لرغبتهم القوية في المساهمة الفعلية عبر هياكل وآليات منظمة في مسار التنمية الوطنية.
وأضاف، لقد استمعت لأفراد من الجالية الوطنية المقيمة في إيطاليا حول رغبتهم القوية في المساهمة الفعلية عبر هياكل وآليات منظمة في مسار التنمية الوطنية.
وأضاف الوزير، بدوري أكدت على التوجه الاستراتيجي لرئيس الجمهورية والذي نسعى لتجسيده عبر مقاربة تشاركية في ظل الصراحة التامة والثقة المتبادلة.
وإلتقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة برئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي، قبيل افتتاح الاجتماع الوزاري الثالث “افريقيا-ايطاليا” في روما، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر والتحاليل حول أهم الملفات السياسية والامنية على الساحة الدولية.
وأوضح المصدر، أن لعمامرة تناول خلال اللقاء مع برودي الذي شغل سابقا منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، مستجدات الأوضاع و التوجهات الراهنة في العلاقات الدولية بما فيها التحديات المطروحة في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مجالات السلم والأمن والتنمية.
ق.ح