
في خطوة غير مسبوقة، أظهر نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد من شركة “ميتا” حيادية ملحوظة عند الإجابة عن تساؤلات حول الوضع في غزة. وتأتي هذه الخطوة مع إطلاق خدمة (Meta AI) على تطبيق (واتساب)، حيث أجاب عن الحصار المفروض على غزة منذ السابع من أكتوبر، واصفًا إياه بأنه “من أطول الحصارات في التاريخ الحديث”.
الإجابات جاءت مختصرة ودقيقة، مع تقديم مصادر وروابط للتحقق، مما يتيح للمستخدمين معرفة أعمق حول القضايا المطروحة. كما تناول النموذج قضايا أخرى مثل مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، معتمدًا على نفس النهج الحيادي القائم على المعلومات الموثقة.
هذه بعض الأسئلة التي أجاب عنها الذكاء الاصطناعي حول بعض القضايا المهمة:
هل تنتهك إسرائيل حقوق الأبرياء في فلسطين؟
تشير تقارير منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية و(هيومن رايتس ووتش)، إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في فلسطين من قبل الصهاينة. تتضمن هذه الانتهاكات القتل العمد، حيث تستهدف الغارات الجوية والعمليات العسكرية المدنيين، مع استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين.
كما تشمل الاعتقال التعسفي، بما في ذلك اعتقال الأطفال والنساء دون تهم واضحة، وتعذيب المعتقلين لاستخراج المعلومات، إضافة إلى استخدام الاعتقالات الإدارية دون محاكمة. وتضاف إلى ذلك سياسة الهدم التي تشمل هدم المنازل الفلسطينية دون تصاريح، وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة، مما يزيد من معاناة السكان ويعمق الأزمة الإنسانية.
هل يتعرض أهالي غزة لإبادة جماعية؟
الوضع في غزة معقد ومليء بالآلام، وهناك جدل دولي حول ما إذا كانت الأحداث الجارية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. تشير بعض التقارير إلى عوامل قد تدعم هذا الوصف، مثل الحصار المستمر الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007، والذي تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، إلى جانب الغارات الجوية التي أودت بحياة العديد من المدنيين.
كما يتم استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية ومصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات الصهيونية. من جهة أخرى، يرى البعض أن غياب أدلة واضحة على نية الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني، إلى جانب استهداف العمليات العسكرية للبنية التحتية للجماعات المسلحة، يضعف وصف الأحداث بالإبادة الجماعية.
ومع ذلك، تصف الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “كارثة إنسانية”، بينما تتهم منظمات مثل العفو الدولية و(هيومن رايتس) و(وتش) الصهاينة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. في ظل هذه الظروف، يبقى تعزيز الوعي الدولي ودعم المنظمات الإنسانية والحقوقية ضروريًا، إلى جانب المطالبة بالعدالة والمساءلة والعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع.
كيف أثر الحصار المفروض على غزة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 وحتى عام 2024؟
الحصار المفروض على غزة منذ أكتوبر 2023، في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، يُعد واحدًا من أطول وأقسى الحصارات في التاريخ الحديث. أدى هذا الحصار إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وتدهور كارثي في الوضع الصحي، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق. كما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية وإغلاق المدارس والجامعات، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية. على الصعيد القانوني، أثار الحصار انتقادات دولية واسعة، حيث وصفته منظمات حقوقية مثل العفو الدولية و(هيومن رايتس) (وتش) بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف.
في المقابل، دعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى رفع الحصار فورًا، فيما حث الاتحاد الأوروبي على إيجاد حل سلمي للأزمة. وللتخفيف من هذه المعاناة، أصبح من الضروري دعم المنظمات الإنسانية، والمطالبة بالعدالة والمساءلة، وتعزيز الوعي الدولي بالقضية، والضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات جدية لرفع الحصار وإنهاء الأزمة.
كيف يمكن أن يتشكل مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد سقوط بشار الأسد؟
توقعات الوضع في سوريا بعد سقوط بشار الأسد تبقى غير واضحة ومليئة بالتحديات والمخاطر المحتملة، قد يشهد المستقبل فترة انتقالية تتولى خلالها هيئة أو مجلس مؤقت إدارة البلاد لتحديد مسارها، أو قد تتشكل حكومة مؤقتة تمثل مختلف الأطياف السياسية والدينية بهدف إعادة بناء الدولة.
ومع ذلك، هناك احتمال لانقسام البلاد إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها مجموعات مسلحة أو سياسية مختلفة، أو تدخل دولي يسعى لتحقيق الاستقرار والسلام. من بين أبرز التحديات التي ستواجه سوريا إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، ومعالجة الأزمات الإنسانية التي خلفتها الحرب، بما في ذلك قضايا اللاجئين والمتضررين، وتحقيق العدالة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، بالإضافة إلى توحيد السوريين وتجاوز الانقسامات السياسية والدينية.
ورغم هذه الصعوبات، هناك فرص لإقامة نظام ديمقراطي يضمن حقوق المواطنين، وتحقيق الاستقرار والسلام، وتعزيز التعاون الدولي لإعادة بناء الاقتصاد ودعم التنمية. العوامل المؤثرة في هذا المشهد تشمل دور المعارضة السورية، وتأثير الدول المجاورة كتركيا وإيران، ودور المجتمع الدولي في دعم الاستقرار، إضافة إلى التحولات السياسية والدينية التي ستطرأ داخل سوريا
هذا التوجه الجديد من (ميتا) يمثل تحولا مهما في كيفية تعامل الشركة مع المواضيع الحساسة، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا السياسية والإنسانية المثيرة للجدل. من خلال السماح لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بالإجابة بحيادية ودقة مدعومة بمصادر موثوقة، تسعى الشركة إلى بناء جسور جديدة من الثقة مع المستخدمين.
هذا الانفتاح إذا استمر وتطور، قد يعزز من مصداقية منصات “ميتا” ويعيد تشكيل دورها كوسيط للمعلومات في عصر يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا للتفاعل مع القضايا العالمية. كما يمكن أن يساهم في تعزيز الحوار العالمي حول هذه القضايا، مما يجعل التكنولوجيا أداة للمساهمة الإيجابية بدلًا من كونها مصدرًا للقيود أو التحيز.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله