تكنولوجيا

كفاءة عالية في التصميم والتخطيط

الذكاء الاصطناعي والمدن العصرية

أكدت دراسة علمية أمريكية حديثة عن قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على وضع تصاميم مكانية للمدن أكثر كفاءة من البشر، وذلك اعتمادا على تقنية التعلم الآلي على استحداث تصميمات للمدن يمكن التنقل في وقت قياسي.

اعتبرت نفس الدراسة أنّ التعلّم الآلي الذي يعدٌّ أحد فروع الذكاء الاصطناعي يركز على إنشاء الأنظمة التي تتعلّم أو تحسن الأداء وذلك بناء على البيانات الواردة إليها من قبل المستخدمين أو التي يتم تزويدها بها. تأتي هذه الدراسة ضمن التطبيقات الجديدة التي يتم فيها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول للمشكلات المدنية والتخطيط الحضري، منها إيجاد حلول لتحسين المدن التي أصبحت مزدحمة بالمركبات والمنشآت. وعليه قام الباحثون بتطوير نظام ذكاء اصطناعي لمعالجة التخطيط الحضري والوصول إلى الخدمات والمساحات الخضراء، ومستويات حركة المرور، وتخطيط الطرق المثالية واستخدام الأراضي، بما يتناسب مع مفهوم المدينة. في السياق ذاته، يمكن أيضا للذكاء الاصطناعي تحقيق حلم العيش في مدينة خضراء باردة مليئة بالحدائق وممرات المشاة وممرات للدراجات والحافلات التي تنقل الناس إلى المتاجر والمدارس ومراكز الخدمة في غضون دقائق معدودة، بحيث أنّ في فكرة مدينة “الـ 15 دقيقة” لم تعد مستحيلة أو صعبة التحقيق، لأن كل الاحتياجات والخدمات الأساسية ضمن مسافة تستغرق 15 دقيقة سيرا على الأقدام ستكون متوفرة، مما يؤدي إلى تحسين الصحة العامة وخفض انبعاثات المركبات.

في سياق متصل، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المصممين الحضريين على تحقيق هذه الرؤية بشكل أسرع وذلك بالعمل على حلول جديدة لتحسين المدن، التي باتت أكثر ازدحاما وأكثر تلوثًا، بحيث يكفي فقك تطوير نظام ذكي بمقدوره معالجة المهام الحسابية المملة بالنسبة لمهندسي التخطيط الحضري. في هذا المجل، قام خبراء صينيون بمشروع صغير، حيث صمموا نموذجهم على مناطق حضرية تبلغ مساحتها بضع كيلومترات مربعة فقط، وتمكنوا من وضع تصور لمخططات مثالية لاستخدام الطرق والأراضي، بما يتناسب مع مفهوم “مدينة الـ 15 دقيقة”، وعليه أثبت هذا النظام فاعليته مما يعني قدرته على العمل في مساحات أكبر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تصميم مدينة بأكملها سيكون أكثر تعقيدا ويستغرق وقتا اطول. ويرى العلماء أن الاستعانة بالتطبيق قد لا تكون كلية أو شاملة، حيث يكفي أن يحصر عمله في بعض الخطوات أثناء التخطيط للمدن أو الأحياء السكنية. وأثبت النظام قدرته على العمل بدقة أعلى وسرعة أكبر، فما يحتاج المهندسون إلى حسابه في 50 أو 100 ساعة استطاع الذكاء الاصطناعي حسابه في بضع ثوان. ويعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة أن مشاركة الذكاء الاصطناعي في العمل على المهام الأكثر استهلاكًا للوقت في التخطيط الحضري من شأنه أن يحرر المخططين والمهندسين للعمل على مهام أخرى أكثر تحديًا.

بقلم: هــشــام رمــزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى