
وجهت “كوثر كريكو” وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، المجتمع الدولي، إلى العمل على فتح المجال واسعا أمام المرأة، ومساندتها لتحقيق ذاتها، وتجسيد طوحاتها جنبا إلى جنب مع الرجل.
وأضافت “كريكو” خلال كلمة لها في الاجتماع حول “الاستفادة من تآزر بين اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وإطار عمل المرأة والسلام والأمن”، على هامش مشاركتها في الدورة ال68 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة التي تعقد بهيئة الأمم المتحدة، إلى تحقيق “نقاط ذات أهمية بالغة” لتمكين المرأة من أجل اضطلاعها بأدوارها في المجتمع كاملة غير منقوصة، والتغلب على بعض العقبات التي ظلت حاجزا أمام هذا الهدف النبيل. وأضافت الوزيرة، أن الجزائر تدعو إلى العمل من أجل بلوغ التصديق العالمي وتحقيق قبول أوسع لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، لاسيما من خلال تكثيف الحملات تجاه البلدان التي تنظر في إمكانية التصديق والانضمام لهذا الصك الدولي، كما تشجع البلدان على وضع وتنفيذ خطة عمل وطنية فعالة تحدد خطوات ملموسة وفقا لجداول زمنية معلومة لتحقيق الامتثال لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ناهيك عن العمل على تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة لاسيما بالبلدان النامية, من خلال زيادة التمويل وتحويل التكنولوجية اللازمة. معتبرة أن الحديث عن أي تمكين للمرأة دون ضمان مشاركتها التامة في سن وتفعيل السياسات التنموية المستدامة، مجرد أوهام، لافتة إلى أهمية الزيادة في حشد التمويل الوطني، ودعم صياغة برامج بناء القدرات والدعوة إلى توفير مساحات آمنة وأشمل لمنظمات المجتمع المدني، من خلال تعزيز المساءلة والمحاسبة لتحقيق الإنفاذ الفعلي للآليات المتاحة، بعيدا عن أي مساومات سياسية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، إلى جانب معالجة الممارسات الاجتماعية والصور النمطية التي تحد من إمكانية تمكين المرأة وتدين التمييز ضدها, من خلال حملات التثقيف والتوعية. الوزيرة “كريكو”، ذكرت الجميع بأن انضمام الجزائر إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وأن مساهماتها العديدة في إطار عمل المرأة والسلام والأمن، جاء إيمانا منها بأن هاتين الآليتين تعدان من الأدوات القوية والناجعة التي يمكن الاستفادة منهما معا، ليس فقط حفاظا وحماية للحقوق الأساسية للمرأة، بل تمكنان من الذهاب أبعد من ذلك تكريسا وتأكيدا لدور المرأة في شتى مناحي الحياة إسهاما منها في بناء المجتمعات الحديثة. مشيرة إلى أن الجزائر تواصل نضالها من أجل المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة على جميع الأصعدة، مذكرة أن دستور 2020، أعاد التأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة، وأن الحكومة أدرجت كمحور ذي أولوية في خطة عملها تعزيز الإدماج الاقتصادي للمرأة، من خلال إقرار المناصفة في سوق الشغل. مشددة أن الجزائر التزمت انطلاقا من إيمانها بالدور المحوري للشباب والنساء في تحقيق السلم والأمن، وأهمية ضمان مشاركتهما الكاملة والفعالة والهادفة في صنع القرار، بإدراج تعزيز تمكين المرأة وإشراك الشباب ضمن أولويات عهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2024-2025.
وأنهت الوزيرة “كريكو” كلمتها بأن الجزائر تعمل على “تعزيز استقلال المرأة، لاسيما في المناطق الريفية والنائية، وتسعى جاهدة لمنع جميع أشكال العنف ضدها.
… وعقد لقاءات مع نظرائها من دول شقيقة وصديقة وممثلي الهيئات الأممية
سمحت مشاركة “كوثر كريكو” وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، في أشغال الدورة ال68 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، التي تعقد بهيئة الأمم المتحدة بنيويورك، بعقد عديد اللقاءات ومحادثات مع عدد من نظرائها من دول شقيقة وصديقة وممثلي الهيئات الأممية.
وفي هذا الإطار، التقت الوزيرة “كريكو” بممثل رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، حيث قدمت عرضا حول مختلف البرامج والآليات التي تتبناها الجزائر من أجل توفير الحماية والرعاية للطفل، وضمان له تنشئة سليمة من تربية وتعليم وصحة وترفيه. كما استغل الطرفان الفرصة للتنديد بما يتعرض له الطفل الفلسطيني، من اعتداء وحشي وانتهاك صارخ لحقوقه التي تكفلها القوانين العالمية في ظل الاعتداء الهمجي من طرف الكيان الصهيوني على قطاع غزة. كما تحادثت “كريكو” مع وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الكويتي، “الشيخ فراس المالك الصباح”، حيث تبادل الطرفان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التنمية الاجتماعية والطفولة. كما أبدى الطرفان استعدادهما لتقاسم الخبرات والتجارب بما يخدم مصلحة البلدين. وحسب بيان وزارة التضامن، فإن الوزيرة تحادثت كذلك مع نائب الرئيس الإيراني وشؤون المرأة والأسرة، “أنيسة خز علي”، أين أكد الطرفان على “متانة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات”. كما تم بالمناسبة, استعراض آفاق التعاون بين البلدين في مجال تعزيز حقوق المرأة، وكذا سبل ترقية عالم المقاولاتية النسوية. إلى جانب محادثتها مع رئيسة المجلس القومي للمرأة بجمهورية مصر العربية، “مايا مرسي”، حيث تم التطرق إلى سبل ترقية حقوق المرأة ودعم تمكينها الاقتصادي”.
عبير. ص