
بعدما أمنت حراسة أمنية مشددة لاقتحامات المستوطنين واعتدت على الفلسطينيين، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى المبارك.
وكان المصدر قد أشار إلى مغادرة مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بعد اقتحامه وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال فيها، وبحسبه، فإن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي باتجاه المصلين في المسجد الأقصى، كما اعتدت على عدد من الفلسطينيين في باب حطة بالقدس، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وقامت باعتقال أحد الشبان الفلسطينيين بعد الاعتداء عليه.
وبينما منع الاحتلال دخول المصلين من كافة أبواب المسجد الأقصى باستثناء باب السلسلة، منع عددًا من الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى باحات المسجد، في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في منطقة باب الأسباط، ما أدى إلى إصابة 9 متظاهرين.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تعاملت مع 17 إصابة خلال المواجهات المندلعة في محيط المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنه تم نقل 5 من الإصابات إلى المستشفى، وقال إن قوات الاحتلال قطعت الكهرباء عن كل المصليات، كما أغلقت غرفة الصوتيات في المسجد الأقصى بعد إطلاق نداءات استغاثة.
وكان شبان فلسطينيون قد وجهوا نداءات استغاثة من داخل المسجد ـ الذي اعتكف فيه عشرات المصلين في ساعات الليل ـ إثر استمرار اعتداءات قوات الاحتلال، ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت على فترتين صباحية ومسائية.
لكن الاقتحام يكتسب حساسية خاصة، نظرا لتزامنه مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضي ويستمر أسبوعا، وقد أشار المصدر إلى أنه من المتوقع أن يتكرر مشهد اليوم على امتداد أيام الأسبوع، علما أن جماعات استيطانية دعت إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح، وفجر يوم الجمعة الماضي، اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين داخله واعتقال المئات.
الاحتلال يتحمل التداعيات
وفي ردود الفعل على التطورات، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن إسرائيل تعبث بكل القوانين الدولية، مشيرة إلى أنها تتحمل مسؤولية الانفجار، وأوضحت أن القيادة الفلسطينية مجتمعة بشكل دائم منذ اندلاع الأحداث الأخيرة.
وأضافت، نحن في حالة تواصل وتشاور واتصالات عربية ودولية ونحمّل الجميع مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في القدس، مشددة على أن الموقف الفلسطيني الرسمي والشعب لن يتغير ولا يجوز لأحد أن يعبث بالقدس، وأردفت أنه ما دامت القدس والمقدسات في خطر، فإن العالم العربي كله في خطر.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن ما يجري من جريمة في القدس والمسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من مشروع أسرلة القدس وتهويدها، وأوضحت في تصريحات خاصة، أن ما يجري في القدس محاولة لتكريس التقسيم الزمني للمسجد الأقصى على طريق تقسيمه مكانيا، وأضافت أن تكرار جريمة اقتحام الأقصى يعني استخفافًا إسرائيليا بكل ردود الفعل العربية والدولية.
هل تفجّر الاقتحامات معركة جديدة..
من ناحيتها، حمّلت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اعتدائه على المعتكفين والمصلين داخل المسجد الأقصى، وشددت على أن المسجد الأقصى خط أحمر، مشيرة إلى أن استمرار الاعتداء على المعتكفين وعلى قدسية الزمان والمكان، سيرتدّ على الاحتلال ومستوطنيه.
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أن الأقصى مسجدنا، ولنا وحدنا، ولا حق مطلقا لليهود فيه، ومن حق شعبنا الوصول إليه والصلاة والاعتكاف فيه، ولن نخضع لكل إجراءات القمع والإرهاب الصهيوني، ولفت إلى أن القدس هي محور الصراع، وسنواصل الدفاع عنها في معركة مفتوحة مع المحتلين، وسوف نحسمها لصالحنا مهما طال الزمن.
واعتبر المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أن اقتحام المسجد الأقصى يدخل ضمن محاولات متكررة لتهويد القدس، مطالبًا بتحشيد الدعم لنصرة شعبنا في القدس.
وقصرح القانوع، إن ما قام به الاحتلال الصهيوني فجر اليوم من اعتداء همجي على المقدسيين وعلى المعتكفين والمصلين في باحات المسجد الأقصى هو سلوك وحشي وجريمة حقيقية يرتكبها الاحتلال في إطار الهجمة المستمرة من قطعان المستوطنين على المسجد المبارك.
وحذر المتحدث باسم حركة حماس، من أن استمرار هذه الاقتحامات سيفجر معركة جديدة مع العدو الصهيوني، مضيفا أنه لا يمكن لشعبنا أن يقف صامتا أو متفرجا بل سيواصل دفاعه المستميت عن الأقصى والقدس.