
تأتي استضافة الدوحة لأول مؤتمر من سلسلة المؤتمرات الرقمية العالمية في المنطقة بعد سنوات من العمل المتواصل الذي قامت به دولة قطر في بناء اقتصاد رقمي حديث، إذ ركزت الدولة خلال العقد الماضي على تطوير بيئة متكاملة تتيح لها التحول إلى مركز عالمي للمهارات الرقمية والاستثمارات التقنية، وقد ضخت جهودا كبيرة في البنية التحتية والمهارات والتقنيات الحديثة، مما جعل الأنظار تتجه إليها كوجهة قادرة على احتضان حدث بهذا الحجم.
يمثل هذا المؤتمر علامة فارقة لأنه يعكس اعترافا دوليا بالمسار الذي اتخذته قطر نحو ترسيخ منظومة ابتكار قوية، تقوم على تشجيع المشاريع الرقمية وتطوير القدرات المحلية، واستقبال المبادرات العالمية في بيئة مناسبة للنمو الأمر الذي جعلها المكان الأنسب لانطلاق نسخة جديدة من هذا الحدث في هذا الوقت تحديدا، حيث يلتقي مسار التحضير المحلي مع الاهتمام العالمي المتزايد بالمنطقة.
منصة تجمع القادة والمبتكرين تحت سقف واحد
يمتاز هذا الحدث الرقمي بأنه يشكل ملتقى، يجمع الرؤساء التنفيذيين والمؤسسين وصناع السياسات والشركات الناشئة في مكان واحد، حيث يناقشون التحديات المشتركة من زوايا متعددة ويطرحون رؤى تسهم في صياغة حلول عملية، وقد عُرفت هذه المؤتمرات بأنها مساحة للحوار المباشر الذي يمهّد لعقد الصفقات واستحداث شراكات جديدة وإطلاق مشاريع قابلة للتطبيق.
وتسير نسخة الدوحة على هذا النهج، إذ تجمع بين الرؤية الإقليمية والنطاق العالمي وتمنح الحضور تجربة متكاملة تشمل المعرض التفاعلي والبرنامج الرئيسي للمؤتمر، إضافة إلى المحاضرات المتخصصة وبرنامج الجلسات الوزارية ومنصة مخصصة لدعم الشركات الناشئة وهي منصة ترحب بها هذه النسخة لتكون جزء أصيلا من فعالياتها، مما يوسع دائرة المشاركة ويمنح الحدث تركيزا مميزا على الابتكار الحضري والبنية التحتية المتطورة.
ويهدف القائمون على الحدث إلى جعل هذه النسخة نقطة التقاء رئيسية للمنظومة الرقمية في المنطقة وعلامة ثابتة ضمن الأجندة العالمية للفعاليات المتخصصة، مما يعزز الموقع الجديد للدوحة كمحور يجمع الأطراف الفاعلة في التحول الرقمي ويقدم مساحة تفاعلية تسمح بتبادل الخبرات وتطوير المبادرات.
تحول رقمي متسارع يعيد رسم ملامح المنطقة
يأتي توقيت انعقاد نسخة الدوحة في لحظة حساسة تمر بها المنطقة، حيث يشهد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسارعا في التحول الرقمي وتعمل الحكومات على صياغة خطط طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس والتقنيات السحابية والأمن السيبراني والمدن الذكية، ويرتبط هذا الزخم بمستويات متقدمة من تبني التقنيات الحديثة داخل المؤسسات التي تستثمر بشكل متصاعد في حلول مستقبلية.
وتقدم هذه النسخة منصة تتيح لصناع السياسات والمبتكرين وقادة القطاع تبادل الرؤى تحت سقف واحد، مما يسمح بعرض الإنجازات ومناقشة الاتجاهات الجديدة، كما أنها تمنح الزوار العالميين فرصة لرؤية حجم التغيير الذي يمر به القطاع الرقمي في المنطقة بصورة مباشرة، وهي تجربة قد تكون الأولى من نوعها بالنسبة لكثير من المشاركين الدوليين الذين لم يسبق لهم الاطلاع على عمق هذا التحول.
ويأتي هذا الحدث، ثمرة تعاون وثيق بين الجهة المنظمة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر، حيث تؤكد الوزارة التزامها منذ اليوم الأول بإنجاح هذا الحدث بما ينسجم مع أولويات الدولة وتطلعاتها طويلة الأمد نحو التحول الرقمي، وقد أسهم هذا التعاون في ضمان أن يقدم الحدث قيمة تتجاوز أيام انعقاده ليكون جزء من مسار مستمر تعمل الدولة على تعزيزه.
وترى دولة قطر، أن استضافة هذه النسخة وما سيتبعها من نسخ مستقبلية يشكل خطوة طبيعية ضمن رؤيتها التي تهدف إلى ترسيخ حضورها في مشهد التقنيات الحديثة وتعزيز قدرتها على بناء اقتصاد رقمي راسخ يقوم على الابتكار ويستقطب الفاعلين من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل الحدث محطة مهمة في رحلتها نحو المستقبل.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله



