روبرتاج

قطاع خلاق للثروة بحاجة إلى استثمار حقيقي

الحدائق، الغابات الحضرية والمساحات

 تعد المساحات الغابية إحدى أهم الوجهات السياحية التي تقصدها العائلات خلال فصل الصيف، والتي تساهم في ترقية وتطوير السياحة من خلال خلق سياحة جبلية تساهم في جذب السياح، ناهيك عن فوائدها الجمة في تحسين الظروف المناخية وأهميتها الاقتصادية من خلال الاستثمار في الأشجار الاقتصادية التي تعود بالفائدة على الاقتصاد.

مد شبكات الهاتف والإنترنت إلى 7 مناطق غابية بوهران بشبكة

يرتقب أن تشرع مصالح البريد والاتصالات بوهران  في تجسيد مشروع تغطية المناطق الغابية المعزولة بشبكة الهاتف النقال والإنترنت حتى يتسنى لموظفي قطاع الغابات وأعوان الحراسة والحماية المدينة التواصل للإبلاغ عن المخاطر، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف، أين يكثر هاجس حرائق الغابات وهذا حسب ما كشفت عنه المديرة الولائية للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، مريم صديقي .

حيث ستعزز المبادرة بتدخلات أعوان محافظة الغابات وشركات الهندسة الغابية التي تقوم بإنجاز العشرات من الأشغال والتدخلات اليومية، لاسيما خلال فترة الصيف، حيث يصعب المسالك الوعرة والغابية النائية عملية التدخل ما يتطلب تغطيتها بشبكة الهاتف لتفعيل حملات الوقاية، كما ستكون إضافة وقيمة هامة في عملية نشاط أعوان محافظة الغابات، وكذا المواطنين الذين يقبلون على الغابات الحضرية خلال فصل الصيف، لاسيما الرفع من مؤهلات العمل خاصة مع الشروع في برنامج الوقاية والتحسيس ضد مخاطر حرائق الغابات.

وأضافت صديقي أن هذا المشروع ناتج عن الاجتماع بين قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ومحافظة الغابات، أين تم إحصاء سبع مناطق غابية معزولة تماما ولا تتوفر فيها أدنى تغطية، حيث سيتم بالتنسيق مع متعاملي الهاتف النقال وضع محطات “BTS ” متنقلة وأخرى لـ “4G” من أجل توفير التغطية.

كما ستسمح العملية من تقريب ساكنة الكتل الغابية والتجمعات القريبة من الغابات من الاستفادة من خدمات شبكة الاتصالات للهاتف والإنترنت، وإشراكهم في حملات التحسيس والتبليغ عن الحرائق أو استنزاف الثروة الغابية.

الجدير بالإشارة، أن إجمالي مساحة الغطاء الغابي بولاية وهران يقدر بـ 40 ألف هكتار منها أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات ممثلة في أشجار الصنوبر البحري والكاليتوس، والصنوبر الحلبي، ونحو 20 ألف هكتار من الأحراش وما تبقى من النباتات العطرية الغابية كالعرعار والزعتر .

للتنويه، تم خلال السنة الماضية تخصيص غلافا ماليا بأكثر من 95 مليون دينار رصدته ولاية وهران في شقه المتعلق بحماية الغابات من الحرائق وحماية المساحات الخضراء، وتهيئة أبراج المراقبة عبر النسيج الغابي، حيث سمح الغلاف المالي المخصص ضمن الميزانية الإضافية إلى احتواء النقاط السوداء بالغابات الحضرية المحيطة بوهران وتفادي نشوب الحرائق.

كما تعكف السلطات على بذل جهودا لمنع نشوب الحرائق من خلال حملات التحسيس والمراقبة المستمرة لمحافظة الغابات والحماية المدنية والشركاء الفاعلين من جمعيات ناشطة على حماية الغابات. وفي هذا الصدد فقد ضخ غلافا لرصد عمليات ومشاريع تهدف إلى حماية الثروة الغابية، حيث عرف مشروع تهيئة الجزء الثاني من هضبة الأفاق الجميل لغابة الصنوبر “بلانتير” بسفوح مرجاجو تخصيص 61 مليون دينار ضمن الشطر الثاني الذي تتولى محافظة الغابات العملية، كما تم تخصيص 3 ملايين دينار لحماية الفضاء الغابي من حرائق الغابات على مستوى طريق كاب لنلس ببلدية العنصر، وتهيئة الفضاءات الغابية داخل النسيج العمراني وصيانة المساحات الخضراء على مستوى الطريق الوطني رقم 04  بين محور دوران الباهية إلى غاية محور الدوران للمركب السياحي لمطار السانيا، والتي امتدت لغاية محيط بلديات الكرمة وسيدي الشحمي.

تهدف هذه المشاريع إلى حماية النسيج الغابي والثروة الخضراء للولاية، كما تتواصل عمليات إعادة التشجير المتواصلة عبر مختلف البلديات وإعادة الاعتبار للمناطق التي أتلفت بسبب الحرائق المندلعة، لاسيما بغابة المسيلة التي تشكل 60 بالمائة من الثروة الغابية للولاية.

تأخر عملية جرد الحدائق العامة بوهران بسبب مشاكل الملكية العقارية

تعرف عملية جرد الحدائق العامة بوهران تأخرا في عملية الإحصاء بسبب مشاكل إثبات الملكية العقارية للبعض منها، على غرار حديقة البستان بالمندوبية البلدية العثمانية التي لا تزال محل إثبات الملكية للحصول على قرار التصنيف الذي شرع فيه ولا يزال متواصلا، حيث أشارت الجهات المعنية أنه بالحصول على قرار التصنيف يكفل للحديقة خصائص وميزانية تصب في أشغال التهيئة والترميم والري وتنمية الغطاء النباتي وغيرها، حيث تم لغاية السنة الجارية تصنيف 6 حدائق بوهران ويتعلق الأمر بكل من حديقة الورود بشارع محمد خميستي بوسط وهران، حديقة ابن باديس، سيدي امحمد، الحديقة المتوسطية وحديقة القنيطرة بمساحة تقدر بـ 214 هكتار، بالإضافة إلى حديقة عمارات الطليان المنجزة مؤخرا والحديقة العمومية بالمدينة الجديدة المصنفة ضمن المتنزهات والحدائق العامة.

وتعتبر بعض الحدائق تحف بيئية تضم أنواعا ناذرة و أصنافا معمرة من الأشجار وأشجار النخيل الذي يتطلب إعادة النظر فيها وحمايتها من خلال تدخلات معهد حماية ووقاية النباتات في معالجتها الدورية من الآفات وذلك في إطار البرنامج الولائي للتنمية المحلية .

بالمقابل، تم لحد الآن تصنيف 4 غابات استجمام بالولاية ويتعلق الأمر بكل من غابة المنزه “كناستيل”، غابة رأس العين بقديل، عين الكرمة والهضاب بأرزيو.

قلة المشاريع السياحة الغابية بسبب انعدام الدراسات وعزوف المستثمرين

تعرف العديد من المساحات الغابية بالولاية تدهورا، لاسيما وأن غياب مساحات الترفيه وإعادة الاعتبار لهده المواقع لا تزال معلقة تزامنا مع حلول فصل الصيف، حيث أشارت العديد من العائلات أن انعدام التجهيزات بأماكن الترفيه الغابية جعل القاصدين إليها يتساءلون عن الإهمال الذي طال هذه الأماكن التي لا تتوفر على الأغراض التي تساهم في راحة المواطنين.

وتبقى المشاريع الاستثمارية الهادفة إلى خلق غابات حضرية ومنتزهات عبر البلديات الساحلية والتي تضم المحميات الرطبة في خبر كان، بسبب عدم إقدام المستثمرين على استغلال هذه الفضاءات الخضراء التي تظل مهملة، عدا بعض المساحات الغابية بمداغ .

بالقابل، أشارت العائلات أن الولاية تتوفر على أماكن سياحية ومناطق غابية خلابة غير أنها لم تحظ بالعناية الكافية، يأتي هذا في الوقت الذي لا تتوفر فيه دراسات خاصة بتهيئة وتجهيز الغابات بما فيها الغابات الحضرية التي تظل مجرد مشروع دون جدية وهو ما أفقد الولاية سياحة غابية.

بالمقابل، الغابات الحضرية التي تم إنجازها بالقطاع الحضري المنزه طالها الإهمال والتسيب، كما هو الحال بالنسيج الغابي الذي تأخر به مشروع إنجاز الحديقة العمومية، نفس الشيء بالنسبة للمناطق الرطبة والفضاءات الخضراء المتواجدة بمحيط مجمع وهران العمراني، تظل الكتل الغابية بمرتفعات جبل مرجاجو المقصد والمتنفس للعديد من العائلات، لاسيما بعد الأشغال التي حظي بها من خلال التجهيز وإعادة تفعيل التلفريك وتعزيز الأمن وغيرها، علما أن محافظة الغابات جندت العديد من أعوان تنظيف الغابات التي تعد مقصدا للعائلات للتنزه.

المساحات الخضراء لا تتعدى 2 بالمائة من مساحة وهران

شرعت مديرية البيئة في عملية تصنيف المساحات الخضراء بالتنسيق مع مؤسسة وهران الخضراء والمعهد الوطني لحماية ووقاية النباتات، حسب ما علم من مديرية البيئة لوهران، حيث كشفت الإحصائيات أن المساحات الخضراء بوهران لا تشكل سوى 2 بالمائة من إجمالي مساحة ولاية وهران والتي تعد قليلة جدا وبعيدة من خلال إشغال كل ساكن لـ 2.43 متر مربع من هذه المتنفسات الخضراء بوهران.

وأشارت مصالح مديرية البيئة أن المسطحات الخضراء تقدر مساحتها بـ 623 هكتارا، وهي مساحة قليلة مقارنة بحاجة التجمعات السكنية والمحاور لمساحات خضراء أخرى، كونها فضاءات للعائلات والتي تعد على الأصابع على غرار الحدائق المصنفة التي تقدر مساحتها بـ 214 هكتار.

وتقوم مديرية البيئة بالتنسيق مع مؤسسة وهران الخضراء والحركات الجمعوية، على غرار المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة وجمعية تنسيقية المواطنة والتنمية المستدامة من خلال تفعيل برامج التهيئة المساحات الخضراء وإعادة الاعتبار لأخرى مهمة ضمن مخطط تسيير المساحات الخضراء، حيث تتم متابعة دورية من خلال تفعيل برنامج التنمية المحلية عبر البلديات والعمل على حماية المساحات الخضراء المنتشرة بالولاية.

إعداد: منصور. ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى