الــجــامــعــة

قسم العلوم البيولوجية بكلية العلوم الطبيعية والحياة بجامعة أحمد زبانة غليزان

تنظّيم يومًا تحسيسيًا موسّعًا حول داء السكري بمشاركة عدة قطاعات

في إطار تعزيز الوعي الصحي وترسيخ ثقافة الوقاية داخل الوسط الجامعي والمجتمعي، نظّم قسم العلوم البيولوجية بكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة أحمد زبانة غليزان يومًا تحسيسيًا موسّعًا حول داء السكري، أشرف عليه الدكتور “بن عيسى ميلود”، بحضور ثري مثّل مختلف الفاعلين في القطاعات الصحية والعلمية والجمعوية.

 

ميّز هذا الحدث اهتمام لافتًا من طرف الأطباء المختصين والأساتذة الجامعيين والممثلين عن المصلحة العمومية للصحة الجوارية، بالإضافة إلى أعضاء جمعية أمل لمساندة مرضى السكري، مصالح الحماية المدنية، حاضنة الأعمال بالجامعة، والنوادي العلمية للكلية، إلى جانب مشاركة واسعة للطلبة من مختلف التخصصات.

 

مبادرة لتعزيز الوعي الصحي والانفتاح على المحيط المجتمعي

وجاءت هذه المبادرة في سياق سعي الكلية إلى الانفتاح على محيطها الاجتماعي من خلال نشر الوعي بمرض السكري الذي يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا على المستوى الوطني والعالمي. وقد تضمن النشاط برنامجًا علميًا متكاملًا يجمع بين الجانب النظري والعملي، استهله المنظمون بتقديم لمحة عامة عن المرض، عوامل الخطورة المرتبطة به، وآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مع التذكير بأهمية تحسين نمط العيش كخطوة أساسية في الوقاية.

 

مداخلات علمية ركّزت على التشخيص المبكر والمتابعة الطبية

وتنوّعت المداخلات العلمية التي قدمها الأساتذة والخبراء، حيث تم التركيز على دور التشخيص المبكر في خفض مضاعفات المرض وتسهيل التحكم فيه. وتطرّق المحاضرون إلى أهمية المتابعة الطبية الدورية، وأثر التزام المرضى بالعلاج والنظام الغذائي، إضافة إلى الإشارة إلى أحدث البروتوكولات الطبية المعتمدة عالميًا. كما شهد اليوم تقديم شروحات موسعة حول العلاقة بين العوامل الوراثية ونمط الحياة في ظهور داء السكري، مع إبراز الجهود البحثية المبذولة محليًا ودوليًا في هذا المجال.

 

عروض تطبيقية حول أحدث أجهزة الكشف والمتابعة

وفي الجانب التطبيقي، حظي المشاركون بفرصة الاطلاع على مجموعة من الأجهزة والتقنيات الحديثة المستعملة في الكشف المبكر عن المرض، من بينها أجهزة المراقبة الفورية لنسبة السكر في الدم والأجهزة الذكية التي تعمل بنظام الاستشعار، إضافة إلى أدوات فحص دقيقة تُستخدم في التقييم الأولي للحالات. هذه العروض العملية مكّنت الطلبة والمشاركين من التعرف مباشرة على المستجدات التكنولوجية في المجال الطبي، وأبرزت الدور المتزايد للتقنيات الحديثة في تحسين نوعية التشخيص والمتابعة.

 

البحث العلمي في صلب الاهتمام الجامعي

كما ساهم أساتذة الكلية وطلبة الدكتوراه في إغناء اليوم التحسيسي من خلال عرض آخر نتائج الأبحاث العلمية المرتبطة بداء السكري، خاصة تلك التي تهدف إلى تطوير طرق تشخيص أكثر سرعة ودقة، إضافة إلى مشاريع بحثية تبحث في سبل تحسين العلاجات المتاحة ورفع جودة حياة المرضى. وشكّل هذا الجانب العلمي إضافة نوعية للحدث، إذ أتاح الفرصة للتقريب بين نتائج البحث الأكاديمي واحتياجات المنظومة الصحية.

 

شراكات بين الجامعة والفاعلين الصحيين والجمعويين

ولم يقتصر الحدث على الجوانب الطبية والعلمية، بل كان أيضًا مناسبة لتعزيز الروابط بين الجامعة ومختلف المؤسسات الصحية والاجتماعية، حيث تم فتح نقاشات موسعة حول دور المجتمع المدني والجمعيات المختصة في مرافقة المرضى، خاصة من خلال تنظيم حملات التوعية وتقديم الدعم النفسي والطبي. كما سلطت الحماية المدنية الضوء على التدخلات التي تقوم بها عند حالات الإغماء الناجمة عن اضطراب نسبة السكر، مؤكدين على أهمية التكوين المستمر في مجال الإسعافات الأولية داخل المؤسسات التربوية والجامعية.

 

الطلبة في قلب الفعل التحسيسي

وشكّل الطلبة عنصرًا محوريًا في هذا النشاط، إذ شاركوا في مختلف الورشات العلمية والنقاشات، مما عزّز لديهم الوعي الصحي وأسهم في ترسيخ مبادئ الوقاية والاهتمام بالبحث العلمي كوسيلة لمواجهة الأمراض المزمنة. وفي تصريح لطالب مشارك في اليوم التحسيسي، قال الطالب ‘محمد ناصر”، سنة ثالثة علوم البيولوجيا: “كان هذا اليوم فرصة حقيقية لنا لفهم داء السكري من جوانب علمية وعملية في آن واحد. الاحتكاك المباشر بالأطباء والخبراء، والتعرّف على أجهزة التشخيص الحديثة، جعلنا ندرك أهمية دورنا كطلبة في نشر الوعي داخل المجتمع. مثل هذه الأنشطة تمنحنا دافعًا أكبر للبحث والتعمق في هذا المجال، خاصة وأن مرض السكري يمس عددًا كبيرًا من الأسر الجزائرية.”

وفي تصريح للدكتور بن عيسى ميلود، رئيس قسم العلوم البيولوجية والمشرف على اليوم التحسيسي، قال:”إن تنظيم هذا اليوم العلمي يدخل في صميم التزام الجامعة بخدمة محيطها الاجتماعي، فداء السكري لم يعد مرضًا فرديًا بل هو تحدٍّ مجتمعي يتطلب تضافر الجهود بين الباحثين والأطباء والفاعلين الصحيين. هدفنا اليوم لم يكن فقط تقديم معلومات علمية، بل غرس ثقافة الوقاية لدى الطلبة والمواطنين، وتعزيز جسور التعاون بين الجامعة والمؤسسات الصحية. ونحن نعمل على جعل مثل هذه المبادرات تقليدًا سنويًا يساهم في الارتقاء بالوعي الصحي وترقية البحث العلمي في مجال الأمراض المزمنة.”

 

مكانة متزايدة لكلية علوم الطبيعة والحياة في العمل التحسيسي

وعكس هذا اليوم التحسيسي المكانة المتزايدة التي أصبحت تحظى بها كلية علوم الطبيعة والحياة داخل الجامعة، من خلال انخراطها الفعّال في الأنشطة العلمية ذات الصلة بالصحة العمومية، وتعزيز علاقتها مع مختلف الشركاء من أجل بناء رؤية مشتركة تقوم على التوعية، الوقاية، ودعم البحث العلمي. وقد خرج المشاركون بانطباع إيجابي حول التنظيم والمحتوى العلمي الغني، مؤكدين أهمية تكرار مثل هذه المبادرات نظرًا لدورها في تعزيز الوعي الصحي وترقية الثقافة العلمية داخل المجتمع.

جيلالي. ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى