
مع بداية العد التنازلي لموعد قرعة نهائيات كأس العالم 2026، المبرمج يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، تتجه الأنظار والترقب لما ستفرزه هذه القرعة التي يحتضنها مركز “جون كيندي” بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وسمح الترتيب الأخير لتصنيف الفيفا من حماية الجزائر من سيناريوهات كانت ستكون مزعجة لو تراجعت إلى ما دون المركز 40، إذ كانت ستدخل في سلة أقل تصنيفا وتواجه فرقا ذات تصنيف أعلى مبكرا. من هنا، يظهر الجانب الإيجابي باستقرار الجزائر في هذا الموضع العالمي، والذي يعطي حماية لموقع استراتيجي ويضمن مسارا نسبيا أكثر توازنا في الطريق إلى كأس العالم، ومن اللافت مراعاة مؤشر أن هناك منتخبات ذات حضور تاريخي كبير على الساحة العالمية شهدت تراجعا في تصنيفها خلال الأشهر الماضية مثل إيطاليا، في حين حافظ المنتخب الجزائري على استقراره في مركزه دون تذبذب.
وستقام المسابقة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، خلال الفترة من 11 جوان إلى 10 جويلية 2026، بمشاركة 48 منتخبا. وسيكون المنتخب الوطني في المستوى الثالث للقرعة مع النرويج، بنما، مصر، تونس، اسكتلندا، باراغواي، كوت ديفوار، أوزبكستان، قطر، السعودية وجنوب إفريقيا.
واحتل بطل إفريقيا مرتين المركز الـ34 عالميا في آخر تصنيف للمنتخبات أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتأمل الجماهير الجزائرية في وقوع المنتخب الوطني في مجموعة تضم كندا وأستراليا وكوراساو أو هايتي من المستوى الرابع.
واستفاد منتخب كندا من تنظيمه للبطولة بالوجود في المستوى الأول إلى جانب أبرز المنتخبات العالمية. كما يعتبر منتخب أستراليا أحد أسهل منتخبات المستوى الثاني، ويمكن الفوز عليه بشرط مجاراته في القوة البدنية. ولا يملك منتخبا كوراساو أو هايتي المستوى الذي يسمح لهما بمقارعة منتخب الجزائر، بحكم الفارق الكبير في الإمكانات.
ومن جهة أخرى، تخشى الجماهير الجزائرية حصول سيناريو كارثي يضع منتخبها في مجموعة نارية مع الأرجنتين من المستوى الأول، وكرواتيا من المستوى الثاني، وإيطاليا من المستوى الرابع في حال تأهلها عبر الملحق الأوروبي. ويعد منتخب الأرجنتين أحد أبرز المرشحين للفوز بالبطولة، وتضم تشكيلته نخبة من أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
ويظل منتخب كرواتيا منافسا صعبا للغاية حيث يملك تقاليد كبيرة في المسابقة، كما يترجمه احتلاله المركز الثاني في نسخة 2018 والثالث في نسخة 2022. كما أن منتخب إيطاليا سيصبح منافسا خطيرا، في صورة نجاحه في الترشح للمونديال عبر الملحق الأوروبي. ومن جانب آخر، يجري الحديث عن تنظيم دورة ودية شهر مارس المقبل، تحت إشراف الفيفا، بعد النجاح الكبير الذي حققته دورة مارس الفارطة والتي مكّنت الخضر من اختبار عناصر جديدة ومنح الاستقرار للمجموعة قبل التصفيات.
وقد تكون الدورة الودية المنتظرة نقطة تحول في مسار تحضيرات الخضر، خاصة إذا نجحت الفاف في استقدام منتخبات من المستوى الأول. “صادي” يبدو مصمماً على صناعة دورة تليق بطموحات المنتخب قبل أكبر موعد عالمي.
ويرى رئيس الفاف “وليد صادي” أن هذه الدورة ستكون أفضل تحضير للمونديال، خاصة أن فترة مارس تشكّل آخر نافذة دولية يمكن من خلالها لعب أكثر من لقاء ودي قوي قبل الدخول في تحضيرات ما قبل المنافسة العالمية.
وستحدد الفاف هوية المنتخبات المشاركة وفق قرعة المونديال، بهدف استقدام منافسين مشابهين في طريقة اللعب لمنتخبات المجموعة التي ستقع فيها الجزائر، سواء من أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو آسيا. في وقت أعطت العارضة الفنية بقيادة “بيتكوفيتش” موافقتها المبدئية، خصوصاً أن التحضير الرسمي للمنافسة يحتاج إلى مباريات مكثفة أمام مدارس كروية مختلفة لرفع النسق البدني والتكتيكي.
م. شريف



