الثـقــافــة

قبيلة أولاد نهار

النسب الشريف تحفة لسند الأحفاد 

بقلم: الباحث في التاريخ. عبد القادر ونان

 

تعد قبيلة (أولاد نهار) من القبائل العربية من سلالة الإمام إدريس (إدريس الكامل عبد الله بن المثنى الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه، بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم). 

عندما توفي الخليفة العباسي (المنصور) وخلفه ابنه (الهادي)، كان في ذلك الوقت (عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر)، قد خذل العلويين فضاقوا به ذرعا، وظهرت زعامة (الحسن بن علي بن الحسن  بن علي بن ابي طالب) لأهل البيت سنة 169 هـ، وتمت له البيعة للخلافة في المدينة المنورة، ثم توجه (الحسن) إلى مكة المكرمة بعد 11 يوما فقط من البيعة، والتقى جيش العباسيين بقيادة (سلمان بن المنصور) الذي هزم العلويين وأتخن فيهم. في هذه المعركة، (إدرس) عم (الحسن) فرّ من ممن كتب لهم النجاة من بني الحسن، فخرج متنكرا في زي خادم لأحد خدمه (راشد) الذي عرف بذكائه وشجاعته، وتمكن الإثنان من الفرار إلى (مصر) ثم إلى (شمال إفريقيا) ليأخذا شيئا من الراحة في (أغادير) ثم وصلا إلى (طنجة)، لكن (إدريس) لم يتمكن مما كان يصبو إليه فتنقل مع خادمه (راشد) إلى (ويليلي) بالقرب من (زرهون)، حيث أستقبل إستقبالا حارا وبحماسة كبيرة من طرف الأمير (إسحاق بن عبد الله) ملك عروبة. ولفترة ستة أشهر من إقامته فيها، دعا (إدريس) لنفسه بين قبائل (عروبة، مغيل، سعدانية) وغيرها من قبائل (زناتة)، فبايعته تلك القبائل كلها0.

أنشأ (إدريس) جيشا تمكن به من فتح الإنتصار في مدينة (أغادير) في 788م. لم يرد (محمد بن خزر) معاداة إدريس شخصيا لقرابته بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وكذلك خشي رشيد العباسي خروج المغرب العربي عن الخلافة العباسية، فقرر أن يقتل إدريس بتسميمه في مملكته. قتل (إدريس) في (ويليلي) سنة 177 هـ، وكانت حينها زوجته (كنزة) حاملا في شهرها السابع.

بعد شهرين، ولد لها طفل والذي سمي باسم والده (إدريس). أخذ الحكم بعد (إدريس الأول) خادمه (راشد) نيابة عن ولده (إدريس الثاني) لمدة عشر سنوات أين أخذ البيعة لـ(إدريس الثاني)سنة 187 هـ، على أن يقوم هو بأمور الحكم نيابة عنه.

قام (إبراهيم بن محمد أغلب) حاكم دولة (الأغالبة) في (تونس) تحت العباءة العباسية باغتيال (راشد)، فقام (أبو خالد بن يزيد) تولي مسؤولية تعليم وتنشئة (إدريس الثاني) حتى بلوغه، حيث جددوا له البيعة.

في سنة 808 هـ، وبعد تعزيز الوجود العسكري، أسس مدينة (فاس) وتوسع في المنطقة كلها. وفي سنة 935 هـ، غزا (موسى بن أبي العافية) مدينة (فاس) وأباد (الأدراسة). في ذلك الوقت، فرت سلالة من أسرة (الأدارسة) إلى الشرق وانتقلت إلى جبل (راشد)  الذي يقع بالقرب من سلسلة جبال (عمور)، ونشرت هذه الأسرة المبادئ الإسلامية بين السكان المحليين. مع نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، ظهر رجل من نفس العائلة يسمى (محمد بن أبي العطا) وكان ذو مكانة علمية وخلق رفيع وأب لثلاثة أولاد. الأول يدعى (عيسى: الذي ذهب إلى مدينة وجدة بين 1339 و1348) والثاني يدعى (علي: الذي ذهب إلى عين الضميرة قرب الراشدية) والثالث يدعى (زيد النهار: الذي وجد قبيلة أولاد نهاروبقي في موطن أبه ولم يرحل، وله ستة أولاد، هم: عبد الله، أحمد، محمد، يعقوب، عبد الرحمان، ويوسف) إتخذوا إسم (أولاد نهار) زانتشرت ذريتهم في كل أنحاء (الجزائر، المغرب، الساقية الحمراء بالصحراء الغربية، مصر، الشرق الوسط وحتى العالم العربي). كان الجزء الأكبر من سلالة (أولاد نهار) هم من أحفاد الإخوة (سيدي يحيى، سيدي أحمد وسيدي موسى) من أواخر القرن السادس عشر ميلادي، حيث بدأ قبيلة أولاد نهار) فعلا في النمر والتوسع.

 

نشأة كلمة (أولاد نهار) 

ترقى إلى ما حدث لـ(محمد بن أبي عطا) والتي ذكرها أربعة من المؤرخين وهذا الحدث هو الذي (واصل بن الزومري) وهو أحد قطاع الطرق في السهوب ومن قبيلة (السويد) إغتنم عدم وجود (محمد بن أبي عطا) الذي كان في الحج، وهاجم معسكره وسرق كل ما يملك. لذى عودته وسماعه بالخبر من الرعاة، تتبع خطى (واصل بن الزومري) حتى لقيه في وادي (اللوز)، وقامت بينهما معركة حيث تمكن (محمد بن أبي عطا) من هزم (واصل بن الزومري) ومن حينها سمي وادي (اللوز) بـ(نهار واصل). وفي نفس اليوم، ولد ل (بن محمد بن أبي عطا) ولدا سماه (زيد) ولقبه (نهار) تيمنا بذلك اليوم الذي هزم فيه (واصل بن الزومري) .

في هذا الصدد كتب (بارك جاك) قائلا:” واصل بن الزومري هو زعيم من قبيلة بدوية من السويد المعروفة في القرن الرابع عشر ميلادي حسب ابن خلدون. انتقل من شالشمال إلى جنوب الصحراء الظهرة والذي سيطر على جميع المواقع في الجزائر، وقاد مجموعة مكونة مما يقرب من ألف فارس. نسل نهار يمون حتى اليوم بأولاد نهار”.

 

ما أكثر الأدارسة بين القبائل 

الصلة تنحدر من (الأدارسة)، ما أكثرهم بين القبائل، من بينهم (الشيخ بودربالة – ملك جرجرة) و(لالة نسومر) و(السعيد ابراهيم) بوادي أميزوغ و(الشيخ المقراني) مقاوم حملة المجاعة التي تسبب فيها الصهيوني عبادي ببرج بوعريريج وموشي إسحاق (كريموين)  صاحب فكرة تجنيس يهود الجزائر، على سبيل المثال لا الحصر.  وكذلك من أبناء العمومة الأقرب لقبيلة (أولاد نهار) من عائلة (غريب) بعنابة، (مباركية) بباتنة و(السائح) من الجنوب.

وبعون الله، بعد تأسيس منظمة (الشهيد لم يمت) التي عمّت 84 ولاية في الجزائر، إني عثرت على أبناء عمومتي وكات مفاجأتي أكبر أنّ إخواننا من (الأمازيغ) يُكنّون لهم كل الحب والإحترام، وبشهادة أحد رموزهم (سيدي الهواري) توصلنا بمعلومة أنه يُثني كثيرا على إخواننا القبائل. كما يعلم الجميع بأنّ المشاريع الإسلامية من الزوايا ودور الصوفية تكمن في عظمة حفظ كرامة الإنسان كيف ما كان.

 

الخنساوات الشريفات

من بين الخنساوات الشريفات، بوزيدي الزهرة (مؤسسة الكلية العسكرية مبنية من اكواخ الديس) ضحت بقائد في سبيل لالجزائر المسمى بوزيدي محمد المدعو (عقب الليل) واصغر ابناؤها الشهداء الأربعة مولاي (احمد البوزيدي)، هؤلاء إلتلقوا التعبئة على طريقة (الخليفة البوحميدي) ونالوا الشهادة عليها. أما المرأة (الخنساء) يحاكي عمل ابنة عمها بوادي (اميور) المجاهدة (بوزيدي يم العز) التي بنت مسجد باريس وتكفلت باليتامى ضحايا نهر السين عقب مجازر 19 اكتوبر. ونعود إلى غرب الجزائر لذكر المجاهدة الرمز (بلفاضل امينة) حرم نجل الشيخ الزاوية القاسمية لبوسعادة، التي تكفلت تربية الرئيس (احمد بوضياف) ومثيلتها المجاهدة (بن سلطان فاطمة) هذه الأخيرة التي تبرعت بقطيع من الماشية لإطعام الجيش المحمدي سنة 1947م وهي من كان لها الفضل، في إنقاذ من مخالب المخابرات الفرنسية وتعد هذه العملية جريئة كأسطورة في تاريخ الجزائري. وكذلك امرأة مجاهدة أخرى من (بني سنوس)، وضعت حدا لمن كان يتمنى استنساخ الإنسان من الحيوان وقامت بإقناعه عن طريق زوجته العاقر بان يعدل هذا الأمر ويتمرد على النظام الفرنسي، وكونت صداقة بينها وبين زوجته الى فجر الاستقلال، وكانت تنظم زيارات إلى المنطقة. وهذا كله يندرج في مجال العمل الإنساني والجهادي لحرائر الجزائر الادريسيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى