في ظل توجهات الجزائر الجديدة التي ترتكز على بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يُعد الاقتصاد الثقافي أحد المحاور الأساسية التي تحظى بدعم خاص من الدولة، بما يتماشى مع توجيهات الدولة الرامية إلى تمكين الشباب وإشراكهم الفاعل في مسارات التنمية.
ويأتي هذا التوجه في إطار التزامات الجزائر بتفعيل دور المجلس الأعلى للشباب، كمنصة لتطوير المبادرات وتعزيز مساهمة الشباب في جميع القطاعات الحيوية.
وفي هذا السياق، ينظم المجلس من خلال لجنة الثقافة والرياضة والسياحة وحركية الشباب ملتقى وطنيا موسوما بـ”مساهمات الشباب في تطوير الاقتصاد الثقافي”، وهذا أيام 13، 14 و15 فيفري الجاري بولاية تلمسان، بغرض دراسة مدى قدرة الشباب على الإسهام في تطوير الاقتصاد الثقافي من خلال الابتكار واستثمار الفرص المتاحة، واستعراض الآليات العملية لحماية الموروث الثقافي المادي واللامادي على المستويين الوطني والدولي.
ويهدف الملتقى الذي سيعرف مشاركة واسعة لفاعلين ومختصين وشباب، إلى إبراز العديد من المحاور الهامة التي بإمكانها النهوض بإدماج الشباب عن طريق الثقافة. ويؤكد المختصين أن من أبرز مساهمات الشباب في تطوير الاقتصاد الثقافي هي منح الثقافة مكانة جديدة في وعينا الجماعي، وخاصة عن طريق وضع مشروع وطني ثقافي واعتماد مقاربة أفقية وتعاقدية، في مجال تدبير السياسات العمومية المرتبطة بالشباب، وصياغة ميثاق وطني للمحافظة على التراث المادي وغير المادي، إضافة إلى وضع هدف إدماج الشباب عن طريق الثقافة في قلب السياسات العمومية، وخاصة عبر تثمين الجهة باعتباره إطارا للعمل الثقافي والفني، ووضع سياسة ثقافية منسجمة لصالح الشباب، إضافة إلى ضرورة تطوير البحث والتكوين والتوعية في المجال الثقافي، وخاصة عبر إنشاء مرصد مكلف بإنجاز أبحاث ميدانية حول إدماج الشباب عن طريق الثقافة.
جرفاوي. ع
