محلي

فـي الـصـمـيـم

ويسألونك عن البيئة والمحيط؟؟؟

بقلم: رامي الحاج

إن الحديث عن حماية البيئة والمحيط بولاية وهران يطرح الكثير من التساؤلات، نظرا لما آلت إليها وضعية القطاع، حيث إن المواطنين يتفقون أن وهران فقدت الكثير من بهائها في ظل التوسع العمراني المتسارع والرهيبـ وأيضا في غياب كلي لثقافة البيئة والمحيط.

فبقدر ما أكل الإسمنت كل المساحات والفضاءات، فإن المواطن الوهراني نسي مصطلح (البيئة والمحيط) حتى الجمعيات التي تهتم بهذا الجانب تعد على رؤوس الأصابع ولكن لا محل لها من الإعراب مقارنة مع الجمعيات الأخرى التي تملأ الساحة هرجا ومرجا إلا من رحم ربك، وعليه فلا عجب إن لاحظنا غيابا كليا لهذه الثقافة التي تساهم بشكل كبير في ترسيخ حس المواطنة لدى المواطن، وتنمي أفكاره في الحفاظ على المحيط والبيئة.

ثم أتساءل أين دور لجان الأحياء من كل هذا؟ خاصة ونحن نرى أحياء كبيرة تنعدم فيها النظافة وبؤرة للقاذورات العشوائية، فأين الحملات التطوعية لسكان هذه الأحياء أم ينتظرون تدخل البلدية للقيام بذلك؟ هناك سلوكات حضارية وأعمال تدخل في نطاق المواطنة يقوم بها المواطنون والسكان تلقائيا وعفويا حين يتعلق الأمر بنظافة المحيط وصحتهم ورفاهية أبنائهم، ورحم الله زمانا كانت فيه الحملات التطوعية في كل وقت ومكان، يقوم بها تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعة وشباب في المنظمات الجماهرية دون انتظار الضوء الأخضر من هيئة مسؤولة أو وصاية، فكانت أحياؤنا نظيفة في غياب كلي للجان الأحياء، فقط كان هناك حراسا للعمارات يسهرون على نظافتها وحتى المحيط المجاور لها.. ولكن هذا الديكور الجميل لم يعد موجودا إلا في قلة من الأحياء معظمها راقية لأنّ سكانها يسهرون عليها ماديا وبشريا.

وأتساءل مرة أخرى، لماذا غابت مسابقة أحسن حي والتي من المفروض أن تكون موسمية وليس فقط مرة في السنة، وتخصص لها جوائز قيمة وتحفيزية لتشجيع الأحياء المتقاعسة؟، كما يجب تنظيم المسابقات في هذا الاتجاه لدى الناشئة والتلاميذ وتكثيف الأيام التحسيسية بأهمية البيئة في حياة الفرد والمجتمع، والتوعوية بضرورة احترام قوانين الطبيعة التي سخرها الله عز وجل منفعة للإنسان والحيوان على حد سواء وعدم العمل على اختلال التوازن البيئي لما له من انعكسات سلبية. والمطلوب أيضا تكثيف الجولات السياحية في الغابات والجبال للتلاميذ كي يكتشفوا حقيقة الطبيعة عن قرب ويتعرفون على أنواع الأشجار والنباتات وكيفية الحفاظ عليها لحمايتها من الانقراض.

إن الحديث في هذا الموضوع ممتع ولا ينتهي، بل يتطلب مشاركة المختصين في القطاع وتكثيف الحملات التحسيسية وليس انتظار فقط اليوم العالمي للبيئة أو الشجرة لنقيم الدنيا دون أن نقعدها.. كفانا من الشعارات والخرجات المناسبتية لأنها لا تصنع الواقع المنشود بل ستظل مثل المساحيق التي سرعان ما تزول لتعري الواقع على حقيقته وبحجم مرارته. وغن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى