
تعتبر غليزان منطقة جد حارة خاصة في فصل الصيف، حيث يفوق معدل درجة الحرارة الـ 45° مئوية ما حبس ساكنيها في بيوتهم ومن يتجول في المدينة خاصة بعد الظهير يُخيل له وأنه في صحراء مهجورة من سكانها.
وضعية لم تكن تعرفها المدينة في السنوات الماضية، أين كانت المدينة محاطة بالأشجار، فالمدخل الغربي الجنوبي بساتين البرتقال على مئات الهكتارات ما جعل غليزان الثالثة وطنيا في إنتاج الحمضيات بعد بوفاريك بالبليدة والمحمدية بمعسكر وأشجار المشمس في المدخل الشمالي وحديقة ‘لاديك’ بحي الزراعية وأشجار البلوط، ناهيك عن الغابة الكبرى بوسط المدينة المعروفة بغابة ‘زنين’، لكن بمرور الزمن استبدلت هاته المساحات الخضراء بالإسمنت والخرسانة وزرعا بدلهما العمارات والمباني والإدارات، واستبدل اللون الأخضر باللون الآجوري والأصفر ما أفسد النظرة الجميلة للمدينة مُعلنةً عن مأساة بيئية تُسيء لجمال المدينة وروحها، وتُظهر المساحات الخضراء في غليزان وجهاً آخر للمدينة، وجهاً ملطخاً بالأوساخ ناهيك عن الأماكن العامة التي كانت يوماً ملاذاً للعائلات ومتنفساً للأطفال، تحولت اليوم إلى صورة قاتمة تعكس الإهمال الذي تعاني منه، وعلى الرغم من المخصصات والأغلفة المالية الكبيرة والمحاولات المتكررة لإحياء هذه المساحات، إلا أن النتائج بقيت محدودة، فالغياب المستمر للخبرة في مجال العناية بالنباتات والصيانة الدورية، جعل من هذه المساحات مجرد رمز للإهمال بدلاً من أن تكون مصدر جمال وفخر.
ويطمح سكان غليزان إلى تغيير جذري يُعيد الاعتبار لهذه المساحات، و يدعون إلى حملة توعية وتنظيف شاملة، وإلى تعاون بين السلطات المحلية والجمعيات البيئية لوضع حد لهذه الظاهرة التي تُشوه صورة المدينة، مثلما أكده بعض سكان المدينة الذين أصروا على إعادة بريق المدينة واسترداد عافيتها البيئية وأن تُعيد للمساحات الخضراء دورها كرئة للمدينة، فالطبيعة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي جزء من الإنسان يجب أن نحميها ونعتني بها.
جيلالي.ب