الجهوي‎

“غار جبيلات” مكان يشهد لبطولات راسخة في التاريخ

إحياء لذكريات رموز المقاومات الشعبية، الحركة الوطنية وكذا الثورة التحريرية المجيدة 01 نوفمبر 1954، و لصَون ذاكرة الأمة الجزائرية وتلقينها لمختلف الأجيال، يُعرّف متحف المجاهد لولاية معسكر متابعيه الأوفياء، بمعركة غار بوجليدةبالڨعدة أرض مهاجة دائرة زهانة، ولاية معسكر.

 

سمي بهذا الإسم لكثرة وجود الخفافيش أوما يعرف بإسم طائرالوطواط  بداخله، الغار مدخله ضيق جدا ليس كما هو عليه الحال حاليا بعد أشغال إعادة تهيئته، حيث يقع في بلدية الڨعدة دائرة زهانة شمال ولاية معسكر،في الحدود مع ولايتي سيدي بلعباس ووهران،يعد الغار من المعالم والمآثر التاريخية الكبرى التي شهدت أولى المعارك بين جيش التحرير الوطني وقوات المستدمر الفرنسي.

معركة غار بوجليدةمن أول المعارك بالغرب الوطني (8 أيام فقط بعد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة)، أبدى آباؤنا المجاهدون قوتهم وبسالتهم بعد اشتباكات رغم قلة العدة والعتاد،حيث ألقي القبض في المعركة على مجموعة من المجاهدين من بينهم أحمد زبانة،يمتد الغار في الداخل على مسافات طويلة لا نهاية لها، ولطوله اتخذته الطلائع الأولى للثورة مركزا لها.

في بداية الثورة، نفذت عمليات عديدة منها العملية التي قادها “أحمد زبانة” ورفاقه بغابة لاماردو معسكر، والتي تم فيها القبض على حارس والاستيلاء على مجموعة من الأسلحة والذخيرة، بعد نجاح العملية اتجه “أحمد زبانة” ورفاقه إلى غار بوجليدة الذي اتخذوه مركزا لقيادتهم، في يوم 05 نوفمبر، كلف “أحمد زبانة” المجاهد “فتاح محمد”بالاتصال بفوج الشهيد “عبد المالك رمضان”،المتواجد بنواحي المحمدية معسكر واطلاعه على الأحداث والتنسيق، فيما ينبغي القيام به مستقبلا، كما قام زبانة بتكليف أعضاء الأفواج بالمزيد من التدريبات العسكرية ومراقبة تحركات العدو وذلك للتحضير للقيام بعمل جديد عند فجر صبيحة يوم 08 نوفمبر 1954 كان “أحمد زبانة” متواجدا بغار بوجليدة رفقة 10 مجاهدين آخرين ، لم يتمكنوا من الخروج لأن قوات العدو كانت متواجدة بالمنطقة محاصرة الغار .

ظن “أحمد زبانة” أن العساكر الفرنسيين يقومون بعملية تمشيط عابرة، وتحصن هناك حتى الليل، بحلول الظلام تفطن “أحمد زبانة” لتقدم قوات العدو نحو الغار مصوبين أسلحتهم نحوهم، فتأكد أن أمرهم قد انكشف فقرر التحرك والمغادرة . وقع اشتباك مع الجنود الفرنسيين وتسلل الثوار بأعجوبة، متجهين إلى الجهة الجنوبية أين تكثر الأشجار الكثيفة، لكن قوات العدو أحكمت السيطرة ولم تترك لهم الفرصة وشرعت في إطلاق النار على المجاهدين من مختلف الجهات، ورغم كثافة نيران العدو تمكن المجاهدون من الرد عليه وتواصل الاشتباك حتى طلوع النهار.

أسفرت المعركة عن استشهاد “براهيمي عبد القادر” بعد أن تلقى رصاصات قاتلة ، كما أصيب “علي فتاح عبد الله” بإصابة خطيرة بفخذه الأيسر وكذا “أحمد زبانة”، حيث ألح رفاقه على البقاء معه لكنه أمرهم بالانسحاب فأطلق رصاصة من مسدسه في رأسه حتى لا يقع أسيرا في أيدي العدو، لكن الرصاصة لم تقتله فتم أسره رفقة 07 مجاهدين و هم: (كفيف قاضي ، فتاح عبد الله ، الزوبير عبد القادر، الصايم إسماعيل، إسطمبولي سعيد ومشراوي محمد).

بالنسبة للشهيد “أحمد زبانة”، فقد نقل إلى المستشفى العسكري بوهران، وأسعف تحت حراسة مشددة، ثم حول إلى السجن هناك وتعرض لتعذيب شديد ليحول إلى سجن “بربروس بالجزائر العاصمة في 03 ماي 1955 .معركة “غار بوجليدة” واحدة من بين المعارك الأولى بالغرب الوطني والجزائر عامة، وقد سجلت بطولات شهدائنا و ديوان مآثر تاريخنا الحافل بأمجاد حقق فيها آباؤنا المجاهدون انتصارات عديدة ومستمرة خلال المعارك الطويلة مسجلين أروع الصور من البطولة والفداء، قدموا من خلالها أعظم التضحيات من أجل وطنهم  الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى