
تشهد ولاية النعامة ديناميكية متصاعدة في استغلال مواردها الطبيعية ومؤهلاتها السياحية، وفي مقدمتها حمام عين ورقة المعدني ببلدية عسلة، الذي أصبح مقصدًا مفضلاً للعائلات والزوار من مختلف ولايات الوطن، بفضل مياهه الحارة ذات الخصائص العلاجية، والمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به.
وفي إطار تثمين هذه المؤهلات، استفادت منطقة عين ورقة من مشاريع تنموية هامة تهدف إلى تهيئة الفضاء السياحي وتوفير الظروف الملائمة لجذب المستثمرين. وتشمل هذه المشاريع تهيئة الأرضيات، إنشاء مساحات خضراء، ربط الموقع بشبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، إلى جانب تحسين المسالك المؤدية إليه، بما يرفع من جاذبيته كوجهة استثمارية واعدة.
ويُتوقع أن يتحول الموقع إلى قطب سياحي وعلاجي بارز بفضل تنوع ثرواته الطبيعية، على غرار البحيرة القارية التي تستقطب الطيور المهاجرة، والغابة المتحجرة، ومحطات النقوش الصخرية والمغارات، إضافة إلى جبال الملح والغاسول وتشكيلات المستحاثات التي تعكس العمق التاريخي والجيولوجي للمنطقة.
كما أُطلقت دراسات تقنية متخصصة لحماية هذه الثروة السياحية والمحافظة على التراث الصخري والرسومات القديمة، في إطار مشروع يرمي إلى تحديد الأوعية العقارية الموجهة للاستثمار والتي ستتكفل بتسييرها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، ويمتد هذا البرنامج ليشمل ترقية وحماية خمسة مواقع سياحية بارزة بالولاية، هي: عين ورقة، حوض الدايرة، رويس الجير، مكثر، وسيدي بوجمعة.
وبهذا، تفتح النعامة أمام المستثمرين فرصًا واعدة في مجالات السياحة العلاجية، الإيكولوجية، والفندقة، بما يجعلها وجهة استثمارية مستقبلية ذات قيمة مضافة عالية على المستويين الاقتصادي والسياحي.