
شهد روبوت الدردشة المعروف ارتفاعا غير مسبوق في نسب استخدامه مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث سجل في 18 سبتمبر إنتاج ما يقارب 78 مليار رمز وهو الرقم الأعلى منذ فترة التباطؤ الصيفي، هذا الارتفاع جاء بعد أشهر من الانخفاض الذي رافق العطلة المدرسية الطويلة.
وتشير بيانات منصة متابعة الاستخدام إلى أن عودة التلاميذ إلى المدارس شكّلت عاملا رئيسيا في دفع النشاط إلى مستويات قياسية، فبينما تراجع المعدل اليومي خلال شهر يونيو إلى نحو 36 مليار رمز نتيجة انتهاء فترة الامتحانات ودخول العطلة، عاد في شهر سبتمبر إلى الصعود مجددا مع انطلاق موسم الدراسة، الأمر الذي يعكس العلاقة المباشرة بين التعليم واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
روبوت الدردشة .. الطلاب في صدارة التفاعل اليومي
تُظهر الإحصاءات التي تم جمعها من ملايين المستخدمين أن شريحة الطلبة تمثل الجزء الأكبر من نشاط روبوت الدردشة اليومي، فقد أثبتت الدراسات التي أُجريت في جامعات مرموقة، وجود ترابط وثيق بين التقويم الأكاديمي وبين نسب التفاعل مع هذه التقنيات، وهو ما تؤكده الأرقام الأخيرة التي تكشف أن فترات الانقطاع مثل العطل الربيعية أو الصيفية تتزامن بشكل دائم مع انخفاض الاستخدام، بينما تعود المؤشرات إلى الصعود بمجرد استئناف الدراسة والامتحانات.
وبالنظر إلى تفاصيل النماذج المستخدمة، برز النموذج المصغر من الجيل الرابع متقدما على باقي النماذج، إذ أنتج ما يقارب 27 مليار رمز في يوم واحد، بينما جاء الجيل الخامس الذي أطلق حديثاً في المرتبة الثانية مسجلاً نحو 19 مليار رمز في اليوم نفسه، فيما ساهمت نماذج أخرى بنسب متفاوتة، مما يبرز التنوع في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوزع الاهتمام بين أكثر من خيار.
التكنولوجيا التعليمية بين الفرص والتحديات
توضح المعطيات أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزء متزايد الأهمية في المؤسسات التعليمية، حيث يلجأ الطلبة إليها في الكتابة والبحث وجمع المعلومات وتنظيم المراجعة، وهو ما يراه بعض الأساتذة والباحثين فرصة ثمينة لتعليم الأجيال كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمسؤولية، فالتقنية ليست بالضرورة خطرا على العملية التربوية، بل يمكن أن تكون وسيلة لتوسيع آفاق المعرفة إذا استُخدمت بطرق مدروسة.
ومع أن البعض يبدي قلقا من الاعتماد المفرط على هذه الأدوات، إلا أن التجارب السابقة مع وسائل التعليم الرقمية أثبتت أن الأجيال الشابة سرعان ما تندمج مع التقنيات الجديدة وتجعلها جزء من حياتها اليومية، لذلك فإن تصاعد معدلات استخدام روبوت الدردشة مع بداية العام الدراسي يعكس استعداد الطلاب لتبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ضمن أنشطتهم التعليمية، مما يجعل هذه المرحلة مفصلية في رسم ملامح المستقبل الدراسي.
بن عبد الله ياقوت زهرة القدس