بكل صراحة

طوفان الأقصى والسلطة الفلسطينية

بـكـل صـراحـة

أبان (طوفان الأقصى) عن الحقيقة التي ظلت مُغيّبة بفعل فاعل لسنوات عديدة بأنّ المُقاومة في قطاع غزة وحركة (حماس) هي الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني وليست (السلطة الفلسطينية) التي يرأسها (محمود عباس)، بل وأكثر من ذلك ما أقدم عليه حين قبل بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني واستعداده الكامل للقيام بالعمل الذي عجز عليه الإحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وكل المناطق الفلسطينية، خير دليل على قبوله ليس بالأمر الواقع بل بالأمر المفروض عليه حفاظا على كُرسيه، وليس أخيرا، بل والأخطر من ذلك حين بدأ يرتب الأوراق مع الدول الغربية المؤيدة للعدوان الصهيوني وحتى أمريكا، ويتفاوض معهم كي يحل محل (حماس) في قطاع غزة ما بعد الحرب عليها وكأنه راهن مُسبقا على انهزام المُقاومة الباسلة لـ (كتائب القسام)  والإجتباح الكامل لغزة من طرف الصهاينة، عوض أن يساندهم ويدافع عنهم ويقاطع من عاداهم ويقف بالمرصاد في وجوههم، ولكن ليس كل رئيس زعيما وليس بالضرورة أن يكون الزعيم رئيسا، وهنا تذكرت قصة حاكم مدينة (عكة) الفلسطينية أيام الحروب الصليبية، حين باع المدينة للفرنجة الصليبيين وعقد معهم اتفاقا على أن يفتح لهم أبواب المدينة ليلا مقابل أن يبقى حاكما عليها، وغدر بالناصر صلاح الدين الأيوبي، ودخل الغزاة في غفلة عن كتيبة المسلمين المرابطين الذين قُتلوا عن بكرة أبيهم غدرا، ولا أظن أنّ (السلطة الفلسطينية) تجهل تاريخ بلادها ولا تعرف ما حل بهذا الحاكم الخائن والعميل للعدو الصليبي وكيف كانت نهايته البشعة على يد صالح الدين الأيوبي، بل ظنتّ أنّ التاريخ لا يُعيدُ نفسه، ولا نعجب حين نرى (السلطة الفلسطينية)  تتباكي على الفلسطينيين لتكسب تعاطفهم ومن جهة أخرى تضع يدها في أيدي كل من يريد لهم الإبادة الجماعية، ولا غرابة من أن تجد أيضا تأييدا مطلقا بالمال والسياسة من درف الدول المُطبّعة والحلفاء للكيان الصهيوني وعلى رأسها أمريكا، لأن وُجودها معناه وجود سلطة صورية سينفذ كل مخططاتهم الصهيونية الإستدمارية على الشعب الفلسطيني، بالوكالة عنهم، ولكن هيهات، هيهات، لأنّ طوفان الأقصى كشف من هي (حماس) ومن تكون (السلطة الفلسطينية) على حقيقتها، وأدرك الفلسطينيون من الذي يدافع حقا على وجودهم وأرضهم، وأعرف العالم كله ماذا تساوي (السلطة الفلسطينية) على ارض الواقع. والأيام المقبلة ستكسف المزيد مما خفى وكان أعظم. وإنّ غدا لناظره قريب؟

بقلم: رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى