الجهوي‎

“شتاء بلا حوادث… من أجل دفء آمن”

المنيعة تطلق حملة وطنية واسعة للوقاية من أخطار الموسم

شتاء بلا حوادث… حرصا منها على سلامة مواطنيها وتوخي الحذر الاستباقي، أعطى “بن مالك مختار”، والي ولاية المنيعة، ، إشارة انطلاق الحملة الوطنية للوقاية من أخطار فصل الشتاء. هذه الحملة التحسيسية التوعوية تأتي تنفيذا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، ومديرية سونلغاز وتستهدف بشكل خاص التوعية بمخاطر الاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون، إضافة إلى الفيضانات والأمطار الموسمية المتوقعة.


كانت كلمة والي الولاية السيد “بن مالك مختار” صريحة وحازمة، لتؤكد على المسؤولية المشتركة، حيث وجه كلمة هامة أكد فيها على الأبعاد الإنسانية والاستراتيجية لهذه المبادرة، مشددا على أن سلامة المواطن هي على رأس الأولويات. وقال الوالي في كلمته إن سلامة المواطن أولوية مطلقة: “إننا هنا اليوم لنجدد التزامنا الثابت تجاه حماية أرواح وممتلكات مواطنينا.

هذه الحملة ليست مجرد إجراء موسمي، بل هي تجسيد لحرص السلطات العمومية في الولاية على الوقاية الاستباقية وتوفير كل سبل الأمان خلال موسم البرد”. فالمسؤولية المشتركة والتحالف المؤسساتي: “لا يمكن لأي جهة أن تعمل بمفردها، إن ما نشاهده اليوم من تنسيق مثالي بين مصالح الحماية المدنية، سونلغاز، الدرك الوطني، الأمن الوطني، المجتمع المدني، وجميع الشركاء، يؤكد أننا نعمل جميعًا بروح الفريق الواحد. المسؤولية مشتركة، وسلامة كل عائلة تبدأ بوعيها والتزامها بتطبيق الإرشادات”.

 رسالة إلى العائلات:” أتوجه بنداء خاص إلى كل عائلة في المنيعة، حاسي الڨارة، حاسي لفحل، وحاسي غانم، “كونوا شركاءنا في الأمان. الخطر الأكبر، وهو الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، يمكن تلاقيه بخطوات بسيطة، التهوية الجيدة، صيانة المدفآت، وتجنب استخدام أجهزة التدفئة غير المطابقة للمقاييس داخل المنازل. نحن نمد لكم يد التوعية، فلتمدوا لنا يد الحذر”.

 التأكيد على استمرارية العمل: “هذه القافلة هي نقطة انطلاق، وسوف تستمر جهودنا طوال موسم الشتاء لضمان وصول رسائل السلامة إلى كل حي ومجمع سكني ومؤسسة تعليمية. سنعمل على تأمين شتاء آمن ودافئ لأبنائنا ولجميع سكان الولاية”. وبهذا التصريح، وضع الوالي إطارا واضحا للعمل، مؤكدا أن القيادة المحلية تولي أهمية قصوى لتعزيز الثقافة الوقائية والعمل الميداني لحماية الولاية من مخاطر الموسم.

انطلاقة رسمية وشراكة فاعلة

انطلقت القافلة التحسيسية التوعوية الإعلامية من أمام مقر الولاية، بحضور الوالي السيد “بن مالك مختار”، والأمين العام للولاية “منون بشير”، ورئيس الديوان السيد “وليد عبد الرحماني”، بمشاركة فعالة من الملازم “العربي دحمان”، مدير الحماية المدنية لولاية المنيعة بالنيابة، وإطارات من المديرية، ومختلف السلطات والشركاء الفاعلين. وتشمل هذه الحملة كل من بلدية المنيعة، حاسي الڨارة، حاسي لفحل، وحاسي غانم، لضمان تغطية واسعة والوصول إلى كافة التجمعات السكانية في الولاية.

جهود مشتركة لحماية الأرواح

تجسدت هذه المبادرة في تحالف مؤسساتي ومجتمعي قوي، شاركت فيه جهات عدة إلى جانب الحماية المدنية، بما في ذلك مديرية التوزيع “سونلغاز” بالمنيعة، الدرك الوطني، الأمن الوطني، الهلال الأحمر الجزائري، الكشافة الإسلامية، مديرية التجارة، وفعاليات المجتمع المدني. وقد ساهم ممثلو مديرية التوزيع “سونلغاز” بشكل خاص في تقديم إرشادات حيوية حول الاستعمال الآمن للغاز الطبيعي داخل المنازل، وضرورة احترام شروط السلامة عند تركيب واستعمال أجهزة التدفئة. كما تضمنت القافلة شروحات ونصائح توعوية هامة للمواطنين حول مخاطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، والتدابير الواجب اتخاذها لتفادي الفيضانات.

وكان لمصالح الدرك الوطني والأمن الوطني (الشرطة) دورا محوريا وفعالا، في إنجاح هذه المبادرة التوعوية الواسعة، حيث تؤكد مشاركة هذه الهيئات الأمنية التزامها بتعزيز الأمن والسلامة العامة، ليس فقط من خلال حفظ النظام، بل أيضًا عبر المساهمة الفاعلة في الوقاية الاستباقية من المخاطر التي تهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم خلال الموسم البارد.

الأدوار المحورية للدرك والشرطة في الحملة

رافق عناصر الدرك الوطني والشرطة، القافلة التحسيسية التي انطلقت من مقر الولاية، ومرت ببلدية المنيعة والبلديات الأخرى المستهدفة (حاسي الڨارة، حاسي لفحل وحاسي غانم)، حيث ساهمت المصالح الأمنية في تأمين مسار القافلة وتنظيم حركة المرور لضمان سير الأنشطة التوعوية بسلاسة وفعالية.

وللتوعية المباشرة بالإجراءات الأمنية، قدم ضباط وأفراد الدرك والشرطة إرشادات أمنية للمواطنين، تركز على الوقاية من الأخطار المرتبطة بالظروف الجوية القاسية، حيث تضمنت هذه الإرشادات التوعية بضرورة توخي الحذر أثناء القيادة على الطرقات في حال تساقط الأمطار أو تشكل الضباب، والامتثال لقواعد السلامة المرورية.

للإشارة، تشارك المصالح الأمنية في الحملات لمراقبة الأجهزة والأماكن، بالتعاون مع الحماية المدنية و”سونلغاز”، لضمان تطبيق شروط السلامة، خصوصا فيما يتعلق بسلامة تركيب أجهزة التدفئة والمنازل لتفادي تسرب الغاز أو حدوث حرائق. تعزز هذه المشاركة جهود الرد السريع والتعامل مع أي بلاغات أو حوادث قد تنجم عن سوء الاستخدام أو التقلبات الجوية.

إن الانخراط الفعلي للدرك الوطني والشرطة في هذه الحملة التوعوية، يؤكد على مفهوم “الأمن الشامل”، الذي يضع الوقاية كركيزة أساسية لضمان سلامة المجتمع في ولاية المنيعة، ويجسد التعاون المثمر بين كافة الهيئات الحكومية والمجتمع المدني.

برامج ميدانية شاملة لتعزيز الثقافة الوقائية

تهدف الحملة إلى تعزيز الثقافة الوقائية لدى المواطنين، وتمتد طيلة موسم الشتاء من خلال برامج ميدانية متعددة الأوجه، تشمل قوافل جوارية نحو الأحياء والمجمعات السكنية لتقديم التوعية المباشرة، دروس ونشاطات توعوية مكثفة في المؤسسات التربوية، المساجد، مراكز التكوين المهني، حملات مشتركة لمراقبة أجهزة التدفئة بالتعاون مع الجهات المختصة لضمان سلامة الأجهزة، إشراك وسائل الإعلام ومختلف الشركاء والمجتمع المدني لضمان وصول الرسالة الوقائية لأكبر عدد ممكن.

إن هذه المشاركة الفاعلة والموسعة، تندرج في إطار سياسة الولاية والمديريات الهادفة إلى تعزيز ثقافة الوقاية والتعاون مع مختلف الهيئات، لضمان شتاء آمن وخال من الحوادث والمآسي، والعمل المشترك من أجل تحقيق الشعار المحوري للحملة: “شتاء بلا حوادث… من أجل دفء آمن”. تُذكر السلطات المواطنين بأهمية التقيد بنصائح السلامة والحذر الشديد، فسلامة الأرواح والممتلكات مسؤولية مشتركة تبدأ من الوعي الفردي.

“سونلغاز”: التزام بالسلامة وتوعية بالاستعمال الآمن للغاز

جاء تصريح مسؤول الإعلام والاتصال بمديرية التوزيع المنيعة، السيد “سمير الشيخ بوبكر”، ليؤكد على الدور الحيوي لشركة “سونلغاز”، كشريك رئيسي في الحفاظ على سلامة المواطنين خلال فصل الشتاء، حيث استطرد قائلا:” تأتي مشاركة مديرية التوزيع “سونلغاز” بالمنيعة في هذه الحملة الوطنية استشعارًا بمسؤوليتنا الاجتماعية تجاه المستهلك. هدفنا الأساسي ليس مجرد توفير الطاقة، بل ضمان استعمالها بأمان مطلق”.

وأكد السيد “بوبكر” على النقاط التالية خلال مداخلته، ضرورة المراقبة والصيانة، “نشدد على أهمية صيانة أجهزة التدفئة وسخانات المياه بشكل دوري من قبل مختصين مؤهلين قبل بدء موسم البرد. داعيا في السياق ذاته، إلى مراقبة قنوات التهوية والتأكد من عدم انسدادها، لأنها شريان الحياة لمنع الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون القاتل. إلى جانب الاستعمال الآمن للغاز الطبيعي، وناشد بالمناسبة كافة مواطني ولاية المنيعة بضرورة التحلي باليقظة وتطبيق نصائح السلامة التي تقدمها الحماية المدنية و”سونلغاز”.

إعلان حالة التأهب: رسالة حول جاهزية الحماية المدنية

من جهته، صريح مدير الحماية المدنية لولاية المنيعة بالنيابة، الملازم “العربي دحمان”، على الأهمية القصوى لهذه المبادرة الاستباقية، مشددًا على أن الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى طوال موسم الشتاء، حيث سلط الضوء على النقاط التالية، الجاهزية الميدانية والتحسيس كأولوية، وذلك تنفيذاً لتعليمات المديرية العامة، تم وضع كل الوسائل البشرية والمادية للحماية المدنية في خدمة هذه الحملة. كما حذر كثيرا من خطر الغاز الصامت (أحادي أكسيد الكربون)، داعيا كل العائلات إلى تهوية المنازل بانتظام، وعدم سد منافذ الهواء، واستعمال وسائل التدفئة المطابقة للمواصفات وعدم تشغيلها إلا في أماكن ذات تهوية كافية”.

وفي مجال التنبؤ بمخاطر الفيضانات والأمطار الموسمية، أكد على العمل المشترك والشركاء (الولاية، سونلغاز، الدرك، الشرطة، الهلال الأحمر، الكشافة، والمجتمع المدني..)، واختتم تصريحه بتأكيد أن الرقم الأخضر (14) للحماية المدنية يظل متاحًا على مدار الساعة لتلقي أي بلاغ أو لطلب المساعدة.

الهوصاوي لحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى