
في حوار خاص مع المجلة الدولية للمسرح خلال فعاليات مهرجان الأردن المسرحي في دورته الثلاثين (6 – 14 نوفمبر2025) أكّد الأكاديمي والباحث الجزائري الدكتور الحبيب سوالمي، أستاذ قسم الفنون بجامعة أبو بكر بلقايد تلمسان وعضو لجنة التحكيم الدولي، أنّ المهرجان بات إحدى أهم المنصّات الثقافية العربية، ومحطة محورية في مسار تطوّر الحركة المسرحية في الأردن والعالم العربي. وأوضح أن هذا الحدث، الذي تنظمه وزارة الثقافة الأردنية بالتعاون مع نقابة الفنانين، تحوّل إلى فضاء حيّ لتبادل الخبرات وتطوير الممارسات الإبداعية، وورشة مفتوحة لإعادة صياغة الأسئلة الجمالية المعاصرة.
وشدّد الدكتور الحبيب سوالمي على أنّ المسرح لم يعد ترفيهًا، بل أصبح صناعة ثقافية ذات وظيفة تربوية واجتماعية، داعيًا إلى إدماجه في المنظومة التعليمية منذ السنوات الأولى لما يتيحه من تنمية للتفكير النقدي والحوار والإبداع لدى الناشئة، وأضاف أنّ تقييم واقع المسرح العربي لا يمكن أن يتم بمنطق التعميم، نظرًا لاختلاف السياقات الثقافية والسياسية بين الدول؛ فدول الخليج كما يقول أضحت فاعلًا مسرحيًا أساسيًا بفضل التحولات العميقة في سياساتها الثقافية.
أما الأردن، فيرى الباحث الأكاديمي الحبيب سوالمي أنه يعمل على ترسيخ موقعه في الخريطة المسرحية عبر خطين متوازيين دعم رسمي ثابت للمواسم والمهرجانات، وتوفير فضاءات حاضنة للفرق والتجارب المحلية، وفي المقابل سجّل تراجعًا واضحًا في المسرح بسوريا ولبنان وفلسطين نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي أضعفت البنية الثقافية.
واختتم الدكتور الحبيب سوالمي بتأكيد أنّ مهرجان الأردن المسرحي لم يعد مجرد فضاء للاحتفاء بالعروض، بل صار رؤية لمستقبل الفن ومنصة تجمع الأجيال والخبرات، وتسعى إلى بناء مسرح عربي معاصر يعكس روح المجتمعات وتطلعات الإنسان في زمن التحولات.
ابراهيم سلامي



