الحدث

سيدي بلعباس تحتضن منتدى التعابير الثقافية والإفريقية

بحضور كوكبة من الإعلاميين والفنانين

شكلت إفريقيا رؤية أساسية، للثورة الجزائرية في عمليتها لتحرير الوعي والإنسان، وذلك باعتبارها جزءا من هذه القارة التي عانت ويلات الاستعمار، وتعرضت لنهب ثرواتها ومحاولة استئصال ثقافتها التي تعني التنوع، الثراء وقوة التراث الحضاري والإنساني وقد عبر عن نفسه بواسطة قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة.

وكانت الثورة الجزائرية الحاضنة لعلم إفريقي (فارنز فانون)، الذي عرف كيف ينصهر في الثورة الجزائرية عند فجرها لتكون هذا الصوت التاريخي، الذي حمل أصوات التحرر والتطلع إلى الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في عالم كان ينبئ بأفول الإمبراطوريات الكولونيالية، وميلاد عالم جديد يقوم على مبادئ السلم واحترام تعدد الثقافات والتعارف بين الشعوب القائم على الاحترام والتبادل والحوار الثقافي، إنّ بروز “فرانز فانون” كمثقف عضوي وثوري، ورائد للفكر التحرري على صعيد ما كان يسمى بالعالم الثالث، جاء على أساس هذا التلاقي مع ثورة نبعت من أعماق الرفض لثقافة القهر والاستعباد والاستئصال التي سعت فرنسا الكولونيالية لترسيخها كثقافة تقوم على العنصرية والإنكار، وظلت الجزائر وفية للتقليد الإفريقي التحرري بعد استرجاعها للسيادة الوطنية، وكان المهرجان الثقافي الإفريقي مبادرة تاريخية رائعة لدور الثقافة والفنون في الرفع من شأن إفريقيا، فلسفة وتعابير ثقافية وفنية. لقد تحولت الجزائر في عام 1969 إلى ميدان إفريقي رحب ومتعدد، كان منبرا للتعابير الثقافية لمخاطبة العالم ولإقامة جسر إنساني يضع حدّا للحروب وسياسات النهب والقهر بواسطة قوة الثقافة في تعدد تعابيرها، التي تتراوح بين التراث والحداثات الثقافية، ونحن اليوم بإحيائنا لهذه التظاهرة الثقافية عبر ما أطلقنا عليه منتدى سيدي بلعباس للتعابير الثقافية، يأتي ليندرج ضمن هذا التقليد التاريخي والعميق لمسار الثورة الجزائرية التي شكلت اسمنت هويتنا ببعدها الإفريقي، إلى جانب أبعادها الأمازيغية والعربية الإسلامية دون القفز على الانتماء المتوسطي الجيوثقافي لبلادنا. إنّ هذا التعدد الذي يعني قوة الثراء، هو ما يشدنا إلى التقليد الإفريقي، والذي تعكسه مدينتنا بجلاء عبر تراثنا الإفريقي في اللباس وطقوس الديوان والأكل والتاريخ والموزاييك الديني الشعبي ذي البعد الروحي العريق، فإنّ هذا المنتدى هو محاولة لإعادة وضع حجرة داخل البناء الثقافي الذي يميز مسار هويتنا ببعديها الوطني والمحلي والقاري، ونغتنم من خلاله احتفاءنا باليوم الإفريقي للطفل، لتكون الانطلاقة الفعلية للمنتدى بتاريخ 20 جوان 2024، حيث سيتم جعل هذا اليوم الذي يندرج في سياق الاحتفال بيوم الطفولة الإفريقية، حتىّ يكون منبرا ثقافيا، يساهم في تعميق الوعي الجمالي والتاريخي بافريقية الثقافة الجزائرية، وذلك وفق برنامج يتمثل في 03 محاور الأول حول الثورة الجزائرية، فانون و تراث الثقافة الوطنية من تنشيط كل من “أحميدة عياشي” إعلامي وكاتب، “فوضيل أورابح” كاتب صحفي وباحث في الذاكرة، “إبراهيم تازغارت” كاتب، مترجم وباحث في الشأن الإفريقي، أما المحور الثاني حول صورة إفريقيا اليوم من تنشيط كل من “خليل بلهوشات” إعلامي في القناة الإذاعية أفريكا، “حسين هوام” باحث في الشأن الإفريقي و”جمال بوكريف” مختص في الشأن الإفريقي الجيو سياسي، في حين المحور الثالث جمالية الخطاب الإفريقي مع المخرج السينمائي “زحزاح” فيلم فانون ومع الحكواتي، “ماحي مسلم صديق” أمنا إفريقيا، مستوحاة من نصوص فانون ومعرض فني خاص بالدمى الإفريقية المتواجدة على مستوى متحف “غنجة سيدي بلعباس” للفنان “قادة بن سميشة”، وعروض في الحكاية الشعبية من عمق التراث الإفريقي (بانوراما إفريقية) من أداء الفنان “قادة بن سميشة”

ع.الصولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى