
صدحت الجزائر عاليا وهي تؤكد أننا “سنعود أقوى” لنفتك العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، مثلما قال رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”: “لقد آن الأوان لفلسطين أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، على الرغم من أن أراضيها لا تزال محتلة. لن نتخلى عن هذه القضية، ولن نرتاح حتى يتحقق هذا الهدف”.
جاء ذلك بعدما أخفق مجلس الأمن في منحها العضوية الكاملة بسبب “فيتو” أمريكا، رغم أن فلسطين تفي بجميع معايير العضوية في الأمم المتحدة، على النحو الذي حدده الآباء المؤسسون في الميثاق. وهو ما يجعلنا نعود بقوة وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة, فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين. وخلال كلمته بمجلس الأمن، السفير “عمار بن جامع” الممثل الدائم للجزائر بالأمم المتحدة، عقب فشل تمرير القرار، ذكّر بما قاله رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، بأن “جهود الجزائر لن تتوقف حتى تصبح دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة”. مستطردا:”نقولها بصوت عال، إن المجتمع الدولي يقف معكم يا فلسطين، لا نزال ثابتين في التزامنا بإقامة دولة فلسطينية مسالمة وذات سيادة ومستقلة، ويجب معالجة الظلم التاريخي ويجب إعادة التوازن إلى ميزان العدالة”. ولم يتردد السفير “بن جامع” في دعوة أولئك الذين لم يتمكنوا من دعم قبول دولة فلسطين اليوم، أن يفعلوا ذلك في المرة القادمة”، معتبرا “التأييد الساحق لتطبيق دولة فلسطين يبعث برسالة واضحة وضوح الشمس بأن دولة فلسطين تستحق مكانها الصحيح بين أعضاء الأمم المتحدة.
يذكر أن السفير الجزائري ثمن جهود الدول الأعضاء الذين وقفوا إلى جانب فلسطين، معبرا عن امتنانه “العميق” باسم المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز إلى جميع الذين صوتوا لصالح القرار الذي قدمته الجزائر.وكان مجلس الأمن قد أخفق يوم الخميس في تمرير مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر، باسم المجموعة العربية، والذي يوصي الجمعية العامة بتمكين دولة فلسطين من الحصول على عضويتها الكاملة بهيئة الأمم المتحدة. بعدما صوت 12 عضوا لصالح مشروع القرار، بما فيهم فرنسا، روسيا والصين، مقابل امتناع دولتين (بريطانيا وسويسرا) واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو”. في الوقت الذي وضعت اللون الأزرق لمشروع القرار، وقال “بن جامع” في كلمة خلال عرضه المشروع الجزائري لقرار مجلس الأمن الذي يوصي بقبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة: “باسم بلدي الجزائر، والمجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وعدد لا يحصى من البلدان الأخرى المحبة للسلام، أقف أمام أعلى جهاز مكلف بصون السلم والأمن الدوليين، لأعرض مشروع القرار المتعلق بقبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة”، مؤكدا أن الاعتراف بدولة فلسطين عضو دائم بالأمم المتحدة يعزز حل الدولتين الذي يتعرض باستمرار للتهديد من قبل أولئك الذين يسعون إلى محو الهوية والتطلعات الفلسطينية.
وكان “بن جامع” قد اعتبر عدم القيام بذلك (في إشارة إلى عدم التصويت بالقبول) هو إنكار لهذا المجلس ذاته لمسؤوليته”، مضيفا أن “عدم التصرف هو خطأ جسيم لا يغتفر وأن عدم الاستيقاظ اليوم، هو رخصة لاستمرار الظلم والإفلات من العقاب”. وكانت بعثة دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة قد غردت على موقع “إكس” (تويتر سابقا): “وفد الجزائر الشقيقة يتقدم رسميا – بالنيابة عن المجموعة العربية – بمشروع قرار في مجلس الأمن للتوصية بقبول الجمعية العامة للأمم المتحدة العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة”.
سليمة. ق