
كشف البروفيسور “يافور نبيل”، رئيس مصلحة مراض الدم والعلاج بالخلايا بمستشفى أول نوفمبر بوهران، وعضو الجمعية الجزائرية لأمراض ونقل الدم على هامش انعقاد المؤتمر الدولي الأول لأمراض الدم بوهران، عن تسجيل 7 آلاف حالة جديدة سنويا بالجزائر، وتشكل سرطانات الدم 10 بالمائة من إجمالي السرطانات.
منوها أن الهدف من المؤتمر الدولي للسرطانات، هو فرصة لتبادل الخبرات بحضور الخبراء من إيطاليا، فرنسا، بريطانيا، لبنان وإسبانيا. ويسعى إلى وضع الحالة الحالية لأمراض السرطان بالوطن والعلاجات المتاحة بالعالم، مشيرا أنه منها ما هي حادة ومنها مزمنة، ومنها ما يتعلق بالنخاع العظمي وأخرى تتعلق بالغدد، علما أنه تم خلال السنة الماضية تم إجراء 300 عملية لزراعة النخاع العظمي بالوطن، وهو رقم قليل مقارنة بالحالات المرضية، ما يتطلب رفع المجهودات في انتظار وحدة باتنة، كونه العلاج المناعي الوحيد لتمكين المريض من استعادة الحياة.
وأضاف البروفيسور أنه منذ 2023 بالجزائر، تم توفير العلاج المناعي بنسب متفاوتة بين المستشفيات والذي سمح بالتكفل بالمرضى وتجاوب مرضى في حالات حرجة وتعافيهم من خلال العلاج المناعي، حيث تم القيام بـ 200 عملية في العلاج المناعي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران، حيث يرتقب تحسن الوضعية خلال السنة الجارية لتوسيع نطاق العلاج بمختلف المستشفيات، علما أن العلاج المناعي يقتصر بمستشفى أول نوفمبر ومصطفى باشا بالعاصمة، وأن الاختلالات تكمن في مسار المريض لاسما الكواشف والأشعة وغيرها ما يعيق التكفل ومواصلة العلاج.
وأضاف “يافور” أن الجلسات المنعقدة مؤخرا لوضع خطة إستراتيجية وطنية، ورؤية مستقبلية خلال 10 سنوات المقبلة من طرف اللجنة الوطنية لمحاربة السرطان، المنصبة من طرف رئيس الجهورية لتكثيف حملات الوقاية بحضور أصحاب القرار ومدراء المؤسسات وخبراء من جميع القطاعات، في غياب الكشف المبكر، منوها أن الحالات المتقدمة تصل للمصلحة عقب التشخيص المبكر المنتشر للأعضاء، ما يستعصي التكفل وتراجع نسبة العلاج، ما يستدعي الوقاية والكشف المبكر، الذي يساعد ويعد سلاح فعال ضد سرطانات الدم.
توقع إضافة وحدة زراعة النخاع الشوكي للأطفال وللمراهقين بمستشفى ايسطو
من المتوقع أن تتدعم مصلحة أمراض الدم بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران، بوحدة طبية جراحية متخصصة في جراحة النخاع الشوكي وفق المعايير الدولية، والذي يعد من بين التخصصات التي تفتقر إليها مصلحة طب الأطفال، وذلك خلال السداسي الثاني من السنة الجارية بحسب ما صرح به المدير العام للمؤسسة “رابح بار” الخميس، على هامش المؤتمر الدولي الأول لأمراض الدم المنعقد بفندق الباي بوهران.
حيث أشار المتحدث أن الوحدة التي ستدخل حيز النشاط الطبي قريبا، تهدف إلى خلق محيط وجو يمنح الرعاية الصحية وجودة التكفل بهده الفئة العمرية ما بين 5 و 18 سنة، في زراعة الخلايا الجدعية، وذلك بطاقة استيعاب 10 غرف تتسع لـ 22 طفلا كبداية أولية على أن يتم توسيعها، حيث إن 50 بالمائة من العمليات تخص زرع النخاع العظمي خاصة لعلاج سرطان الدم الحاد.
ويتم حاليا تكوين فريق طبي من خلال تكثيف عمليات الفحص والتدريب لخلق مصلحة تختص بهذا الجانب، والتي تعد من بين الطموحات التي يعمل على تجسيدها في سياق دعم النشاط الطبي والتكفل بالمرضى، منوها أن المركز بحاجة ماسة إلى هذا الشق الطبي التخصصي، فضلا عن التكفل بهم سواء من الجانب الصحي أو التربوي من خلال تخصيص قاعة للتدريس، بالتنسيق مع أكاديمية لجان الأحياء التي تتكفل بتعيين أساتذة لمتابعة المشوار التعليمي للطفل الماكث بالمصلحة لأسباب صحية، ويتم الإشراف على تعليمهم أساتذة ويتم الموافقة على تعيينهم لذات الغرض.
وأبرز “رابح بار” دور اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان، التي قدمت إمكانيات هامة، والعمل على تقليص الفوارق وتدليل العقبات التي تواجه الممارسين والمرضى، لاسيما على مستوى المؤسسة التي تعد من الأوائل فيما يتعلق بزرع ونقل الخلايا الجذعية بمساهمة الجهات الوصية، والتي أعطت نتائج جيدة وتجاوب معها المرضى.
وأضاف المدير العام لمستشفى أول نوفمبر، أنه لم يتم التوقف العمل عند مرضى الوطن، بل شملت عملية نقل الخلايا الجذعية لمرضى سرطان الدم الجزائريين المقيمين بالخارج، من خلال برنامج يكفل نقل الخلايا إلى مستشفيات الخارج، حيث تم منذ الشروع في العمليات السنة الجارية بنقل 3 عمليات زرع إلى فرنسا ونجحت دون تكفل عناء التنقل وتقليل المصاريف للعائلات، كما أن السلطات العليا للبلاد تعكف على تشجيع البحوث من أجل القضاء على المرض، لاسيما توصيات رئيس الجمهورية، من خلال خلق وإنشاء جمعية وطنية لمحاربة السرطان ومنح الإمكانيات للتكفل الصحي بمرضى السرطان.
منوها أن المؤتمر الدولي الأول، يأتي في سياق عرض المستجدات الصحية والخدمات المقدمة بالمؤسسة، وكذا التجارب والخبرات مع مختلف الدول المشاركة والمقدر عددها بـ 13 بلدا، والتطرق لأحدث المستجدات العلمية الطبية في مجالات العلاجات الموجهة والعلاج المناعي وزرع الخلايا الجذعية الدموية والعلاج الخلوي التكيفي، لاسيما فيما يخص مختلف سرطان الدم والقضاء على المرض الخبيث الذي بات يرهق العائلات.
بالمقابل، المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، قطعت أشواطا هامة وخطى متسارعة في هذا الجانب، حيث تم خلال 2024 القيام بحوالي 180 عملية لزراعة ونقل الخلايا الجذعية من مختلف ولايات الوطن، فضلا عن تسطير برنامج للقيام بـ 220 عملية خلال السنة الجارية. مؤخرا تم القيام بحملات تحسيس للتبرع بالدم كونه العنصر الأساسي من أجل تسيير المؤسسات الصحية، لاسيما مرضى السرطان، فقر الدم يحتاج 4 أكياس يوميا للتعافي، مشيرا أنه تم تسجيل على المستوى الوطني 47 ألف مريض بالسرطان.