
تم صباح يوم أمس، عقد ندوة وطنية حول الإنعاش الصناعي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومن تنظيم وزارة الصناعة.
ومن أهداف الندوة المنظمة على مدار 3 أيام إلى إرساء رؤية استراتيجية للقطاع الصناعي المعول عليه لإنعاش وتنشيط الاقتصاد الوطني لدفع نموه وكذا حشد كلّ الفاعلين في القطاع حول أهداف الإنعاش الاقتصادي، لاسيما إحلال الواردات وتطوير صادرات المنتجات الصناعية.
وسيتم مناقشة آليات الإنعاش الاقتصادي مع جميع الفاعلين في القطاع -الشركات الصناعية بمختلف صفاتها، حاملي المشاريع بما في ذلك الشركات الناشئة، الهيئات الفاعلة في سوق السلع الصناعية، المؤسسات المعنية بالدعم والتأطير في مجال الصناعة، مراكز الدراسات أو البحوث الموجهة وكذا الخبراء وحث المؤسسات الصناعية على الحوار فيما بينها ومع شركائها في القطاعات الأخرى للاستفادة من جميع أوجه التعاون الممكنة.
كما ترمي الندوة إلى تجنيد الكفاءات الوطنية المحلية والمغتربة، من أجل الاستفادة من تجاربها وإشراك جميع الفاعلين حول أهداف وخطة وزارة الصناعة وإقحامهم في تنفيذ مخطط العمل.
وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم جلسات علنية وفضاءات للنقاش في شكل ورشات تعتمد أربعة محاور عمل هي دعم المؤسسات وترقية الانتاج الوطني والصادرات، تحسين بيئة الاستثمار ووفرة العقار، حوكمة المؤسسات العمومية الاقتصادية ودور الدولة كمساهم وأخيرا الإدماج، التنويع وتطوير التنافسية.
كما أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن تعطيل المشاريع الجاهزة للانطلاق لأسباب بيروقراطية يمثل جريمة في حق الاقتصاد، وكشف في هذا الشأن عن رفع العراقيل عن 57 مشروعا من بين 402 مشروع استثماري متوقف بالرغم من جاهزيته لأسباب إدارية.
وأوضح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال كلمة ألقاها في افتتاح الندوة الوطنية حول الإنعاش الصناعي، أن رفع التجميد عن هذه المشاريع الجاهزة تم في ظرف قصير جدا وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه العراقيل.
وأكد في هذا السياق، أن تعطيل المشاريع الجاهزة للانطلاق لأسباب بيروقراطية يمثل جريمة في حق الاقتصاد يقف وراءها أشخاص “يدافعون عن مصالح مشبوهة بخلفيات سياسوية”.
وأضاف رئيس الجمهورية، أنه لا يعقل تجميد مشاريع بسبب رخص إدارية بالرغم من استثمار المليارات في إنجازها، وهو ما يعتبر تصرفا غير وطنيا وأشار أيضا إلى انه كل من له مشكل بهذا الخصوص ما عليه إلا التواصل مع وسيط الجمهورية فورا مشددا في هذا الشأن كل الجزئيات تهمني.. يهمني المواطن البسيط.
وأشار الرئيس تبون، أن قطاع الصناعة في بلادنا مر بعدة مراحل منها التصنيع المفرط بعد الاستقلال والتي لم يتبق منها إلا القليل نتيجة عدة أزمات، مشيرا أنه في وقت البحبوحة جاءت مرحلة التصنيع المزيف المتمثل في نفخ العجلات وتهريب رؤوس الأموال للخارج، وتابع إن الوضع الراهن الذي آلت إليه الصناعة في بلادنا ليس قدرا محتوما، ويمكن تصويبه عاجلا باتخاذ التدابير العاجلة للقضاء التدريجي على أسبابه وتطهيره من الفساد وهدر المال العام.
بعد أن قالت العدالة كلمتها يجب بناء صناعة وطنية
وأكد رئيس الجمهورية بأنه بعدما قالت العدالة كلمتها الأخيرة، نعود لبناء صناعة وطنية على أسس عقلانية تخدم المصلحة الوطنية وتكون رافدا من روافد التنمية الوطنية المستدامة.
الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ترفع التجميد عن 581 ملف للاستثمار ومصانع جاهزة قادرة على خلق 75 ألف منصب شغل
وكشف الرئيس تبون إلى جانب ذلك أن الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار “أندي” إلى غاية نهاية نوفمبر الماضي برفع التجميد عن 581 ملف طلب للاستفادة من المزايا التي تقدمها الدولة لفائدة المستثمرين، موضحا أن الوكالة ستقوم خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر برفع التجميد عن 356 ملف إضافي.
وسيمكن ذلك من استحداث ما يزيد عن 75 ألف منصب عمل وهو رقم جد معتبر سيكون له أثر هام في الحد من البطالة، وقال في هذا الشأن أن الجزائر تملك مصانع جاهزة وقادرة على خلق 75 ألف منصب شغل ولكنها متوقفة لأسباب تافهة وبيروقراطية.
الوكالة الوطنية للعقار الصناعي ستكون جاهزة خلال 2022
وكشف الرئيس تبون، عن إنشاء الوكالة الوطنية للعقار الصناعي تقوم بتوزيع العقار الصناعي بكل شفافية، ستكون جاهزة ميدانيًا خلال العام المقبل 2022.
وأوضح الرئيس، أن هذه الوكالة المتخصصة ستسمح بتسهيل حصول المستثمرين على الأوعية العقارية في آجال قصيرة، ليسحب بذلك ملف العقار الصناعي من الولاة ورؤساء المجالس المحلية، وستقوم هذه الوكالة بشراء العقارات الموجهة التابعة للمناطق الصناعية لتبقى مناطق النشاط في متناول الإدارة المحلية، حسب رئيس الجمهورية.
ودعا الرئيس، في هذا الصدد المسؤولين المركزيين والمحليين إلى تسهيل مهمة المستثمرين قائلًا المسؤول الناجح هو الذي يسهل التنمية المحلية وليس الذي يبحث عن ذرائع لعدم توقيع تصريح ينص عليه القانون.
الاستيراد مسموح بالنسبة للأشياء التي لا ننتجها
وفيما يخص الاستيراد، قال انه مسوح لكن بالنسبة للشيء الذي لا ننتجه ،حيث من غير المعقول في 2021 أن نستورد ما هو متناول في الصناعة الوطنية و شدد في هذا الشأن على ضرورة أن يكون لدينا إنتاج وطني قوي يسمح بتغطية الحاجيات الوطنية والتصدير
كما اكد أن الحكومة ستعمل على إنجاز كل ما من شأنه دفع التنمية الصناعية على أسس عقلانية، وأن المصلحة الوطنية تفرض التعاون بين الجميع لخدمة الوطن، وأشار أيضا إلى أن أداء الإدارة المحلية والمركزية في كل ما يخص التنمية سيكون محل تقييم بصفة دورية.
إسداء وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير لعدد من مسيري المجمعات الصناعية العمومية والخاصة والشركات الناشئة
أسدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير لبعض مسيري الشركات الصناعية الوطنية، العمومية والخاصة ومؤسسي شركات ناشئة وباحثين مخترعين تكريما لمساهمتهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
وجاء هذا التكريم بناء على المرسوم الرئاسي رقم 21 – 486 المؤرخ في 2 ديسمبر 2021 والذي يسدي بموجبه رئيس الجمهورية صدر مصف الاستحقاق الوطني، وسام بدرجة عشير من المصف لكوكبة من أبناء الجزائر المتفوقين في عديد المجالات العلمية الحديثة والمقاولاتية واحداث المؤسسات الناشئة المنتجة للمعرفة والثروة، عرفانا وتكريما لمواهبهم المشهودة ولمجهوداتهم الدؤوبة في خدمة المصلحة العليا للبلاد ورفع مقام أمتهم في المحافل الدولية.
وفي هذا الإطار، تم منح وسام الاستحقاق الوطني للرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار عرفانا لتسييره بكل صرامة وشفافية للمجمع ودوره في الحفاظ على الانتاج الوطني من المحروقات وتطوير البحث عن حقول جديدة ومساهمته في اللجوء الى المؤسسات الجزائرية في المناولة وبالتالي تعزيز دور سوناطراك في القطاع الصناعي الوطني.
كما تم منح نفس الوسام للرئيسة المديرة العامة لمجمع صيدال فطوم أقاسم، نظرا لجهودها في منح حركية جديدة لهذا المجمع الصيدلاني العمومي الذي اصبح يحتل مكانة هامة على المستوى الوطني والإفريقي والذي شرع في 29 سبتمبر 2021 في انتاج اللقاح المضاد بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، ومن المنتظر ان يطلق في غضون 2023 الانتاج الكامل لأدوية المضادة للسرطان.
وتم أيضا اسداء وسام الاستحقاق الوطني للرئيس المدير العام لمجمع “كوسيدار” لخضر رخروخ، اعترافا بمجهوداته التي مكنت هذا المجمع العمومية ان يصبح الرائد في قطاع الاشغال العمومية والبناء في الجزائر والثالث على مستوى افريقيا.
وبالنسبة للقطاع الصناعي الخاص، تم منح الوسام الاستحقاق لكمال مولى للرئيس المدير العام لمجمع “فينوس”، المتخصص في صناعة مستحضرات التجميل والتي تعتبر مثالا للنجاح.
وفي نفس المجال، تم اسداء وسام الاستحقاق للمدير العام لشركة “فادركو” عمور حابس بالنظر لدوره في تطوير هذه الشركة الخاصة المتخصصة في مجال النظافة الشخصية والورق والتي تطمح لرفع صادراتها خارج المحروقات إلى 10 مليون دولار خلال 2021.
وفي مجال الصناعات الغذائية، منح الوسام للرئيس المدير العام لشركة “بيمو” عمار حمودي، بالنظر لدوره في عصرنة هذا المجمع وتطوير نشاطاته في مواجهة المنافسة الشديدة.
وفي اطار تشجيع مؤسسي الشركات الناشئة، تم منح الوسام لكل من حاج بورورقة وياسر امير غزلي ورمزي مصباح.
وفي الأخير، تم تكريم الباحث والمخترع الجزائري في مجال الالكترونيات بلقاسم حبة والذي له ما يزيد عن 1500 براءة اختراع، وتسلمت الوسام نيابة عنه حرمه جميلة بودية.
ق.ح