
في إطار الاستثمار في العمال وترقية كفاءاتهم، أطلقت المؤسسة الاستشفائية الجامعية بوهران هذا الأسبوع دورة تكوينية، موجهة لفائدة مستخدمي المؤسسة من مختلف الأسلاك، في خطوة تهدف إلى دعم قدراتهم المهنية وتحسين بيئة العمل، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وتكريس ثقافة الأداء الفعّال.
حيث نُظّمت هذه الدورة بإشراف”بار رابح” المدير العام للمؤسسة، وبمبادرة من النقابة الوطنية للشبه طبيين فرع المؤسسة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للشباب وقسم الموارد البشرية والتنمية، حيث تم إعداد برنامج تكويني متنوع يجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، ويرتكز على محاور استراتيجية أبرزها الاتصال والتواصل الفعّال، إدارة الوقت والتخطيط المهني، التفاوض الإيجابي وحل النزاعات، إضافة إلى الذكاء الاجتماعي والعاطفي في المحيط المهني.
وفي هذا السياق، أوضح “بلحاج أمين”، الأمين العام للنقابة الوطنية للشبه طبيين فرع المؤسسة، أن تنظيم هذه الدورة التكوينية جاء ثمرة 3 سنوات من المتابعة الدقيقة لما يعانيه العمال من ضغوط وصعوبات أثناء تأدية مهامهم اليومية، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تمكين العامل من تجاوز التحديات النفسية والمهنية، بما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية المقدّمة للمريض.
وأضاف أن فكرة تنظيم هذا التكوين جاءت لتشمل جميع فئات المستخدمين من مختلف الأسلاك سواء الطبية، شبه الطبية، الإدارية والأسلاك المشتركة، مع الحرص على أن تكون المدة قصيرة ومكثفة، مراعاة لظروف العاملين، خاصة أولئك الذين يتحملون مسؤوليات عائلية، وذلك لتفادي إرهاقهم أو تحميلهم عبئا معرفيًا زائدًا.
وقد تم التركيز على تزويدهم بالمعلومات الضرورية فقط، في صيغة مبسطة وعملية. أما بخصوص المحاور المختارة، فقد شملت الجانب النفسي من خلال تحديد ومعالجة المشاكل النفسية التي يواجهها العامل، ثم محور الاتصال، الذي يهدف إلى تطوير قدرات التعبير ونقل المعلومة، يليه المحور القانوني، الذي يُعنى بتعريف العامل بحقوقه وواجباته والمسارات القانونية الممكنة عند التعرض لأي مشكل، وأخيرًا محور التسيير، الذي يعزز مهارات التنظيم الذاتي والعمل الجماعي وتقسيم الوقت.
ولفت المتحدث إلى أن ما ميّز هذه الدورة عن سابقاتها هو استعمال اللغة العامية بدلا من اللغة العربية الفصحى أو الفرنسية، ما خلق تفاعلًا كبيرًا بين المؤطرين والمشاركين، وفتح المجال للنقاش الصريح وحل بعض الخلافات بين العمال أنفسهم في جو عائلي بنّاء. كما تم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات لضمان تكوين سلس وفعّال، مع فتح باب التسجيل إلكترونيًا عبر الإنترنت وترويج الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
تُجسد هذه الدورة التزام المؤسسة برؤية واضحة ترتكز على تثمين المورد البشري، من خلال تمكين العامل من أدوات معرفية وسلوكية تعزز من أدائه وتجعله أكثر قدرة على المساهمة في تطوير المنظومة الصحية، بروح مهنية وإنسانية عالية.
منصور.ج