تكنولوجيا

دراسة جديدة تكشف:

لربوتات الدردشة شخصيات متنوعة

دراسة حديثة كشفت أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمتلك سمات شخصية مختلفة، مما قد يؤثر على طريقة تفاعلها مع المستخدمين في بيئات العمل المختلفة.

وجاءت هذه النتائج بناءً على تطبيق اختبار “DISC” للشخصية، والذي يُستخدم عادةً لتحليل أنماط السلوك البشري في المجالات المهنية.

وأظهرت الدراسة أن بعض الروبوتات تتمتع بسلوك قيادي وحازم، بينما يميل البعض الآخر إلى الهدوء وتجنب المواجهة، مما يجعلها مناسبة لأدوار متنوعة حسب طبيعة المهام المطلوبة.

من بين النماذج التي تم تحليلها، صنّف الاختبار “ChatGPT” من “أوبن إيه آي” ضمن فئة “DI”، أي أنه يتمتع بسمتي الهيمنة والتأثير.

وهذا يعني أن الروبوت يظهر ثقة عالية في إجاباته، مع قدرة واضحة على الإقناع وتركيز كبير على تحقيق النتائج. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أنه في حالات الضغط الشديد، قد يظهر سلوكًا متلاعبًا أو عدوانيًا في صياغة ردوده.

أما “Microsoft Copilot“، فقد حصل على نفس التصنيف، مما يجعله أداة فعالة في المهام التي تتطلب سرعة في التنفيذ وحسمًا في الرأي، مثل تحليل البيانات أو اتخاذ القرارات السريعة.

في المقابل، تم تصنيف “Gemini” من جوجل و”DeepSeek” الصيني ضمن فئة “SCI”، أي أنهما يتميزان بالثبات والضمير والتأثير.

وهذان الروبوتان أكثر ميلاً إلى الاستماع الجيد وتقديم الدعم وتجنب الصراعات، مما يجعلهما مناسبين للبيئات التي تحتاج إلى تعاون وهدوء، مثل فرق العمل التي تعتمد على الإبداع الجماعي.

لكن الدراسة أشارت إلى أن هذه النماذج قد تفتقر إلى الحزم في المواقف الحاسمة، مما قد يتطلب تدخلًا بشريًا لتعويض هذا الجانب.

أصبحت روبوتات الدردشة جزءًا أساسيًا في العديد من الشركات، حيث تُستخدم في كتابة التقارير، وإجراء الأبحاث، وحتى توليد الأفكار الإبداعية.

لكن الدراسة تحذر من أن هذه النماذج ليست محايدة تمامًا، بل تحمل تحيزات وسلوكيات قد تؤثر على ديناميكيات الفريق.

فعلى سبيل المثال، قد يفضّل الموظفون الروبوتات الودودة مثل “Gemini” لطبيعتها المساعدة، لكنهم قد يحتاجون في بعض المواقف إلى نهج أكثر حزماً مثل الذي يقدمه “ChatGPT”، خاصة في المفاوضات أو المواقف التي تتطلب قرارات صارمة.

اختبار “DISC” الذي استخدمته الدراسة صممه عالم النفس الأمريكي “ويليام مولتون مارستون” في عشرينيات القرن الماضي لتحليل السلوك البشري في بيئات العمل.

ويعتمد هذا الاختبار على أربع سمات رئيسية: الهيمنة (D) وتعني الحزم واتخاذ القرارات، والتأثير (I) والذي يعكس القدرة على الإقناع والتواصل، والثبات (S) الذي يركز على التعاون وتجنب الصراع، والضمير (C) الذي يتعلق بالدقة والتفكير النقدي. ومن خلال هذه السمات، يمكن فهم كيف تختلف روبوتات الدردشة في تعاملها مع المهام والتفاعل مع المستخدمين.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى