
صرح المدير العام للأملاك الوطنية، السيد “خيدي عبد الرحمان”، لدى استضافته أمس الاثنين في برنامج “فوروم الاولى” للقناة الإذاعية الأولى، أن جرد الأملاك التابعة للملك الخاص أو العام للدولة هو من ثمرات الرقمنة التي أمر بها رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، وتسمح هذه العملية بالحصول على قواعد بيانية يفرز فيها الملك الخاص للدولة والملك العام من عقارات ومنشآت.
وأضاف في السياق ذاته، أن إجراءات إعداد مسح الأراضي العام انطلقت منذ خمسين سنة وتمت بنسبة 100 بالمائة بالنسبة للمسح الصحراوي والمسح السهبي والمسح الريفي، بينما إعداد المسح الحضري يتجاوز نسبة 75 بالمائة، وكلها مدونة في قواعد بيانية مسحية رقمية والعملية ستشمل العقارات التي تشغل من قبل قطاعات وزارية، والتي تم تحديد نهاية 2025 كآخر أجل لملء استمارات جردها من قبل القطاعات المعنية، مُشيرا أيضا، إلى أن المعرفة الدقيقة للمعلومة هي الأساس الصحيح والسليم للتخطيط وتنفيذ المقترحات والاستراتيجيات الاقتصادية والمالية والتي تساهم أيضا في إعداد قانون المالية.
رقمنة أزيد من 27 مليون وثيقة لإنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة
وفي شق آخر، السيد “خيدي عبد الرحمان”، أكد أن جرد الأملاك الخاصة والعامة للدولة يمس أيضا الممتلكات خارج الوطن من مقرات التمثيليات الديبلوماسية والقنصلية التي تقتنيها الدولة الجزائرية، مؤكدا أن الجزائر لا تستأجر مقراتها بل تقتنيها، كاشفا بالمناسبة، إلى أن الأملاك الوطنية باشرت منذ أكثر من سنة ونصف عملية الرقمنة الشاملة لبياناتها وممتلكات الدولة وخدماتها، لإنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة وتطبيقات رقمية تشمل المعطيات العقارية ومعلومات أملاك الدولة ومعلومات مسح الأراضي حيث توصلنا إلى رقمنة أزيد من 27 مليون وثيقة.
وفي إطار مكافحة الفساد، أشار السيد “عبد الرحمان خيدي” أيضا أن الدولة الجزائرية، ضربت في السنوات القليلة الماضية بيد من حديد وتصدت لتجاوزات كثيرة سمحت بتحويل العديد من الممتلكات إلى حاضرة الملك الخاص للدولة بعد مصادرتها بالقانون، ثم شكلت لجنة بأمر من رئيس الجمهورية أوكلت لها مهمة توجيه هذه العقارات إلى الاقتصاد الوطني من خلال إعطاء الأولوية للمؤسسات العمومية الراغبة في اقتنائها وبعث الحياة فيها، شرط الحفاظ على اليد العاملة ويتعلق الأمر بـ 139 وحدة صناعية والعديد من العقارات حولت إلى مختلف المصالح الوزارية، إضافة إلى منقولات أخرى كالسيارات للمؤسسات العمومية، أجهزة السمعي البصري، أجهزة طبية وكذا مبالغ مالية ومجوهرات إلى الخزينة العمومية.
أما ما تعلق بمسألة التعدي على أراضي الدولة، فقد أكد السيد “خيدي عبد الرحمان”، أن هناك ترسانة من النصوص القانونية هي في حيز التطبيق أبرزها القانون الشامل والجامع 23/18، الذي يعتبر رادعا للتعدي على أملاك الدولة، مشيرا إلى تسجيل أكثر من 150 حالة تم رفعها إلى السلطات المعنية، مضيفا أن حماية أملاك الدولة تعززت كذلك بنصوص تنظيمية أوكلت للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار والوكالة الجزائرية للعقار الحضري والوكالة الجزائرية للعقار السياحي مهمة النجاعة والعقلانية في تسيير العقار.
محمد الأمين