
في إطار الزيارات التفقدية للمعالم الأثرية والقطاعات الثقافية والفنية عبر الوطن، قامت وزيرة الثقافة والفنون، السيدة “صورية مولوجي” يومي الخميس والجمعة الماضيين بزيارة إلى ولاية إن صالح، حيث عاينت العديد من الهيئات التابعة لقطاعها مع إسداء التوجيهات والتعليمات من أجل النهوض بالثقافة بهذه المنطقة التي تزخر بالتراث وبالمواقع الأثرية التاريخية.
تفقدت السيدة الوزيرة معرض للتراث الثقافي المحلي للمنطقة المنظم من طرف الجمعيات الثقافية على مستوى دار الشباب بولاية إن صالح، واستمعت إلى انشغالات المجتمع المدني الناشط في الحقل الثقافي، ثم قامت بتكريم المؤلفين والكتاب، وبعدها تقديم هبة من الكتب لفائدة المكتبات والجماعات المحلية تقدر بـ 2000 كتاب، وأيضا تسليم مجموعة من بطاقات الفنان لفنانين الولاية من شتى التخصصات.
وبالمناسبة أعطت تعليمات بطبع ونشر كتب للروائي المجاهد “صلاح الدين محمد” والإعلان عن إطلاق تأسيس مهرجان محلي لـ “برزانة”، من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتثمينه.
معاينة المواقع الأثرية الطبيعية
أما بالموقع الطبيعي الجيولوجي للغابة المتحجرة “مجرى سوف” الذي وقفت عنده السيد الوزيرة، استمعت إلى الشروحات وقدمت توجيهات للاعتناء بهذا المعلم التاريخي الذي يعد أثرا جيولوجيا نادرا ذي أهمية وطنية ودولية، بالنظر إلى ما يحتويه من كنوز وشواهد تاريخية تحمل الكثير من خصوصيات وعادات منطقة الأهقار.
بعد ذلك توقفت أمام المعلم الأثري التاريخي “قصبة باجودة”، التي تعد أهم القصبات التي تتميز بها الولاية، والتي تضم عدة معالم ورموز تاريخية، وعليه أعلنت السيدة الوزيرة عن جملة من القرارات الهامة، ولعل أهمها أفتح دعوى تصنيف لقصر باجودة على قائمة التراث الوطني كمعلم ثقافي والانطلاق في أشغال ترميمها بعنوان سنة 2025 بغلاف مالي يقدر بـ 65 مليون دج، مع إعطاء تعليمات بتحويل الملف من الولاية الأم تمنراست إلى ولاية إن صالح، حسب المصدر ذاته.
واغتمنت السيدة الوزيرة المناسبة للإعلان عن تسجيل قصبة العرب، قصبة أولاد حنيني، قصبة المرابطين وزاوية الماء على قائمة الجرد الإضافي تحسبا لتصنيفها وطنيا.
الاستفادة من مشروع لجرد الممتلكات الثقافية اللامادية
في السياق ذاته، دشنت السيدة “مولوجي” فرعا للديوان الوطني للحظيرة الثقافية الأهقار بإن صالح، الذي يضم ثلاثة مراكز للحراسة في كل من إينغر، فقارة الزوي، وأراك. كما تشمل الحظيرة على مستوى الولاية 75 عاملا من مجموع 345 عاملا على مستوى الحظيرة الوطنية الأهقار.
أما بفرع الحظيرة، حضرت مراسم التوقيع على اتفاقية بين المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ ومديرية الديوان الوطني للحظيرة الثقافية الأهقار التي استفادت من عملية في إطار الصندوق الوطني للتراث بعنوان التعابير والممارسات الثقافية في إقليمها تقدر بـ 6 مليون دج، بهدف حماية الموروث الثقافي غير المادي للأجيال القادمة عبر تقنيات حديثة، تعزيز التعاون من خلال تبادل الخبرات والمعلومات ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي التقليدي التي تزخر به المنطقة.
في سياق متصل، أعلنت السيدة “صورية مولوجي”، بأنّ ولاية إن صالح ستستفيد من مشروع لجرد الممتلكات الثقافية اللامادية التي تزخر بها المنطقة، حيث صرحت قائلة:” إن ولاية إن صالح الفتية ستستفيد من مشروع هام يتعلق بجرد الممتلكات الثقافية اللامادية التي تزخر بها هذه المنطقة”، معلنة أيضا عن مشروع آخر لا يقل أهمية، ويندرج في إطار المشاريع الموجهة للحظائر الثقافية الخمس على المستوى الوطني بما فيهم ولاية إن صالح المتمثل في الجرد الرقمي. واستطردت قائلة: “إن ولاية إن صالح غنية بالكثير من المعالم التاريخية والقصبات والقصور، حيث سيتم إعادة الاعتبا لقصبة باجودة التاريخية الواقعة بقلب مدينة إن صالح، من خلال مباشرة أشغال الترميم خلال السنة القادمة قبل تصنيف هذا المعلم ضمن التراث الثقافي الوطني.
رقمنة الوزارة لـ 700 مخطوط ملك للعائلات القاطنة بالولاية
في ختام زيارتها لولاية إن صالح، قامت السيدة الوزيرة بتفقد معرض خاص بملاك المخطوطات بالولاية، حيث أعلنت عن رقمنة الوزارة عن طريق المكتبة الوطنية الجزائرية لـ 700 مخطوط ملك للعائلات القاطنة بالولاية خلال شهر التراث لسنة 2024، حيث شملت العملية 12 خزانة من مجموع 32 خزانة على مستوى الولاية مع انطلاق عملية ثانية لرقمنة الخزائن المتبقية بداية من شهر سبتمبر 2024.
وموازاة مع ذلك أيضا، أعلنت عن إطلاق إجراءات فتح فرع للمركز الوطني للمخطوطات على مستوى ولاية إن صالح، وتنظيم ورشات تكوينية على مستوى المكتبة الوطنية الجزائرية لفائدة الجمعيات والباحثين المهتمين بمجال رقمنة المخطوطات، حسب بيان وزارة الثقافة والفنون.
هشـام رمـزي