تكنولوجيا

خطة يوتيوب لدعم صناع المحتوى وزيادة الأرباح

إعلانات ديناميكية تغير قواعد الربح

يوتيوب لدعم أرباح صناع المحتوى .. في خطوة توصف بأنها الأهم منذ إطلاقها. أعلنت منصة “يوتيوب” خلال حدث خاص تحت عنوان “صنع على يوتيوب” عن خطة طويلة المدى. تمتد لـ20 عامًا، هدفها الرئيس هو تمكين صنّاع المحتوى من توسيع فرصهم في تحقيق الأرباح بشكل أوسع وأكثر تنوعًا.


 

حيث شددت الشركة على أن الزمن الذي يكتفي فيه المبدعون بإعلانات ثابتة قد شارف على الانتهاء. إذ كشفت عن خاصية جديدة تحمل اسم الإعلانات الديناميكية القابلة للاستبدال. وتقوم هذه الفكرة على أساس إدراج مقاطع دعائية لعلامات تجارية محددة مع منح المبدع القدرة على استبدالها لاحقًا.

وبذلك لا يبقى الإعلان ثابتًا إلى الأبد بل يتحول إلى مساحة يمكن إعادة بيعها من جديد .بما يمنح المبدعين مرونة مالية إضافية. وقد أكدت المنصة أن هذه الخاصية ستدخل حيز التنفيذ بشكل تجريبي في مطلع عام 2026. على نطاق محدود قبل أن يتم تعميمها في وقت لاحق من العام نفسه. ما يعكس رغبة يوتيوب في اختبار فاعلية التقنية أولًا ثم توسيع انتشارها تدريجيًا.

هذه الخطوة تحمل أبعادًا عديدة.فهي من جهة تمنح صناع المحتوى إمكانية الاستفادة المستمرة من الفيديو نفسه عبر إعادة توظيف المساحات الدعائية. ومن جهة أخرى تفتح الباب أمام العلامات التجارية لإعادة صياغة حملاتها بمرونة تتوافق مع السوق المتغير. وهو ما قد يغير بشكل كامل مفهوم الإعلان الرقمي على المنصات المرئية. ويجعل العلاقة بين المعلن وصانع المحتوى أكثر توازنًا وندية، بدلًا من أن تبقى محصورة في صيغة عقد لمرة واحدة.

 

يوتيوب لدعم صناع المحتوى .. مزايا جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

لم تتوقف إعلانات يوتيوب عند هذا الحد. بل امتدت لتشمل إطلاق ميزة الوسوم الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وهي تقنية متقدمة تعمل على التعرف التلقائي على المنتجات التي يتم ذكرها أو ظهورها داخل مقطع الفيديو. سواء كان ذلك عبر الصورة أو من خلال التعليق الصوتي أو حتى البيانات التي يقوم المبدع بإدخالها بنفسه.

ما يجعل كل مقطع فيديو فرصة تسويقية مفتوحة أمام المشاهدين لاكتشاف منتجات مرتبطة بالمحتوى الذي يتابعونه. وأوضحت المنصة أن هذه الخدمة ستبدأ بالظهور أولًا في الولايات المتحدة .مع بداية العام المقبل على أن يتم توسيع نطاقها تدريجيًا بعد ذلك.

كما كشفت المنصة عن تطوير جديد يخص المقاطع القصيرة المعروفة باسم “شورتس”. حيث أصبح بإمكان المبدعين إدراج روابط مباشرة لمنتجات أو مواقع تخص علامات تجارية ضمن هذه المقاطع القصيرة. وهو ما يمثل إضافة نوعية لطبيعة هذه المواد التي غالبًا ما تنتشر بسرعة بين جمهور واسع.

وقد بدأت التجارب الأولية لهذه الميزة خلال هذا العام مع خطط لإطلاقها على نطاق أوسع في العام القادم. وبذلك لا يعود الفيديو القصير مجرد وسيلة للترفيه أو التعبير السريع بل يصبح قناة مباشرة للشراء والاستهلاك. مما يفتح آفاقًا جديدة أمام صنّاع المحتوى لدخول عالم التجارة الإلكترونية من بوابة المنصة نفسها.

وتمثل هذه الخطوات نقلة نوعية في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع الإبداع الرقمي. فهي لا تقتصر على تسهيل العمل للمبدعين فحسب بل تمنح الجمهور أيضًا تجربة مشاهدة أكثر تفاعلًا. حيث يمكن للمشاهد أن يتعرف على المنتج ثم يصل إليه مباشرة من خلال الوسوم أو الروابط دون الحاجة للبحث في مكان آخر، وهو ما يعزز موقع يوتيوب كحلقة وصل رئيسية بين المحتوى والترفيه والتجارة.

 

أدوات تسويقية وتجارية تعزز مكانة المنصة

من بين المزايا التي حازت على اهتمام خاص خلال الحدث، ميزة المبيعات الحصرية للجماهير الأكثر تفاعلًا.وهي خاصية تجريبية تمكّن المشاهدين الأوفياء من الحصول على منتجات أو سلع فريدة يقدمها صنّاع المحتوى. وقد بدأت هذه التجربة منذ مطلع هذا العام لكنها لم تُطرح بعد بشكل كامل.

حيث تواصل المنصة اختبارها لمعرفة مدى فعاليتها قبل تحديد موعد الإطلاق الواسع. وتعد هذه الخاصية بمثابة جسر جديد بين المبدع وجمهوره. إذ تمنح المشاهد المخلص امتيازات لا يحصل عليها غيره. ما يعزز شعور الانتماء والتواصل المباشر.

إضافة إلى ذلك، أعلنت “يوتيوب” عن سلسلة تحديثات تتعلق بالبث المباشر. فضلا عن حزمة جديدة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. والتي تهدف إلى دعم صنّاع المحتوى في تحسين تجربة إنتاج المقاطع القصيرة وزيادة جاذبيتها.

ويأتي هذا ضمن توجه عام من المنصة لتوسيع أدواتها وتوفير بيئة أكثر تكاملًا .تسمح للمبدع بالتركيز على الإبداع مع ضمان فرص تسويقية وتجارية أفضل. وبذلك تتحول المنصة تدريجيًا من مجرد موقع لمشاركة مقاطع الفيديو إلى منصة متكاملة تدمج بين الإبداع الرقمي والتجارة الإلكترونية.

بهذه الخطة الممتدة لعقدين كاملين. تؤكد يوتيوب أنها لا تنظر إلى مستقبل صناعة المحتوى على أنه مجرد مساحة للنشر والمشاهدة، بل تسعى إلى أن تكون لاعبًا محوريًا في اقتصاد رقمي جديد يجمع بين الإعلانات المرنة والذكاء الاصطناعي والتجارة المباشرة، وهو ما يجعلها أقرب يومًا بعد يوم إلى أن تصبح ليس فقط أكبر منصة فيديو في العالم، بل أيضًا أحد أعمدة سوق التسوق الإلكتروني العالمي، حيث يلتقي الإبداع بالربح وتتقاطع المتعة مع التجارة في تجربة واحدة متكاملة.

بن عبد الله ياقوت زهرة القدس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى