
تـتـواصل معاناة سكان قرية بونعـيم الواقعة بالشريط الحدودي على بعد 07 كلم من عاصمة بلدية مغنية، مع العديد من النقائص في الشق التنموي ممّا سبّب حالة من الاستياء والتذمر لدى الساكنة، وما زاد من متاعبهم اليومية غياب العديد من المتطلبات اليومية التي من المفترض أن تقدم خدمة للمواطن تقلل من معاناتهم ميزها الغياب الكلي للطرقات، الماء، الغاز، المدرسة وقاعة العلاج، وضعية دفعت بالكثيرين إلى هجر القرية والتوجه إلى منطقة أخرى من شأنها أن توفر له بعض المتطلبات الضرورية.
حيث طالب سكان القرية السلطات المحلية وعلى رأسهم القائم الأول على الولاية خلال الزيارة التي قادت “البديل” إلى عين المكان، بضرورة التدخل العاجل من أجل الوقوف على معاناتهم ونقائصهم التنموية، التي من شأنها أن تحسن الوضع المعيشي للمواطن، خاصة وأن جل المطالب ترتبط بالحياة اليومية للسكان، والتي تأتي في مقدمتها تهيئة الطريق المؤدي إلى القرية على مسافة 500 متر والرابط بقرية العقيد لطفي لم تعد صالحة للإستعمال والسير عليها بواسطة المركبات، جراء الحفر والمطبات الكبيرة المنتشرة هنا وهناك، زيادة على تحولها إلى برك مائية في الشتاء، وإلى غبار متطاير في السماء صيفا، هي الأخرى زادت من شرخ المعاناة للساكنة منذ عدة سنوات خلت، أو منذ نشأة القرية ـ حسب تصريحات الساكنة.
غياب قنوات الصرف الصحي والغاز الطبيعي
فضلا عن غياب قنوات الصرف الصحي وتحولت المطامير بديلا عنها مما أضحت تشكل خطرا على صحتهم وصحة أبنائهم بشكل ملفت للانتباه، هذه الأخيرة أثرت بشكل مباشر على حياة الساكنة خصوصا والقرية عموما، بل زادت في تدهور المستوى المعيشي، خاص مع تأخر تجسيد مشروع الربط بشبكة الغاز الطبيعي التي لطالما طالبوا بها، خاصة وأنّ المنطقة معروفة بشتائها البارد وبقساوة الطبيعة، فيضطر الساكنة إلى الإعتماد على قارورات غاز البوتان في التدفئة والطهي، دون نسيان الأسعار المرتفعة لتلك القارورات التي تصل إلى 400 دينار لأجل جلبها من مركز البلدية مغنية، بالرغم من أن أنبوب الرئيسي للغاز المزود للقرى المجاورة لبونعيم لايبعد سوى بحوالي 600 متر، ويضيف مواطنو القرية مشكل آخر، لا يقل أهمية عن الأول، ويعتبر شريان الحياة بالنسبة لهم ألا وهو إنعدام شبكة المياه الصالحة للشرب بمنازلهم، حيث يعتمد هؤلاء الساكنة على الطرق البدائية لجلب المياه والتزود بها، أو اقتنائها عن طريق الصهاريج التي لاتقل أثمانها عن 1400 دينار، موضحين في سياق تصريحهم لــ “البديل” أنّ مشكلة انعدام ماء الشروب بمنازلهم قد أرهقت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم.
المطالبة بتهيئة وترميم القسمين والمطعم وإعادة فتحهم
من جهة أخرى لازال النقل المدرسي بهذه المنطقة الحدودية يثير استياء الأولياء الذين يقطع أبناءهم مسافة 02 كلم من أجل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية المتواجدة على مستوى قرية البطيم الحدودية رغم وجود قسمين مهجورين، إضافة إلى قاعة للمطعم متدهورة، أين طالبوا بتهيئة وترميم هذين القسمين والمطعم وإعادة فتحهم أمام التلاميذ خاصة الطور الأول للسنة الأولى والثانية، لتجنب عناء التنقل من جهة، وكذا الخطر المحدق بهم بسبب السرعة الجنونـية للمركبات للطريق، والتي أودت ـ حسبهم ـ مؤخرا بحياة ثلاث تلاميذ بعين المكان من أصل خمسة صدمتهم سيارة، هذا ناهيك عن تلاميذ الطور المتوسط والثانوي الذين يقطعون مسافة 09 كلم من أجل التحاقهم بمقاعد الدراسة في غياب وسائل النقل، والاعتماد على وسائلهم الخاصة، الأمر الذي دفع بأولياء التلاميذ إلى توقيف بناتهم عن الدراسة في سن مبكرة خوفا عليهم من الظروف القاسية للدراسة رغم تفوق العديد منهن في المسار الدراسي.
منطقة الظل بونعـيم باعـتبارها منطقة حدودية، ووفق ما ذكره السكان لـ “البديل”، عانت الويلات مع خط موريس، حيث لازالت آثار الألغام هناك شاهدة على بشاعة الاستعمار الفرنسي، كما كانت سببا في بتر بعض ممن عاشوا بالقرية أرجلهم ـ حسب ـ شهادات ممّن التقتهم “البديل”، بعين المكان، وفي ظل جملة هذه المشاكل، يناشد سكان القرية القائمين على شؤون البلدية التحرك للإستجابة لمطالبهم المشروعة، والمتمثلة في تجسيد مشاريع تنموية تنهي معاناتهم القاسية وترفع عنهم الغبن. من جهته أكد رئيس دائرة مغنية أن سنة 2023 ستكون آفاق للتنمية بكل أبعادها، خاصة أن السلطات العمومية تعمل بإرادة قوية للنهوض بالبنى التحتية والهياكل القاعدية والتنمية البشرية والاقتصادية للمناطق الحدودية وفـقا لمبدأ العدالة في تنمية الإقليم.
ع. أمـيـر